3/9/2007
نقلت صحيفة هآرتس عن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني تحذيرها من رفع سقف التوقعات من المؤتمر الدولي القادم والمنوي عقده في الخريف، ودعت لأن تكون واقعية» كون التوقعات المنطقية والواقعية تخدم جميع الأطراف بينما تحديد أهداف غير واقعية «قد يؤدي إلى انفجار». وكانت قد نقلت تحذيرها هذا إلى نظيرتها الأميركية كوندوليزا رايس في اتصال هاتفي بينهما، وإلى رئيس حكومة تسيير الاعمال الفلسطينية الدكتور سلام فياض في لقائهما الأخير.
ويرى مراقبون اسرائيليون ان رايس معنية بدفع العملية السلمية بأكبر قدر ممكن بهدف إنجاح المؤتمر، وأنها تسعى عمداً إلى رفع سقف التوقعات وتبدي حماسة كبيرة للمؤتمر لقناعتها بأن من شأن ذلك أن يحض الأطراف على تحقيق إنجاز في المؤتمر. لكن ليفني حذرت من عواقب «التسرع» وترى انه يجب عدم رفع سقف التوقعات «بل ينبغي ملاءمتها مع ما يحصل على الأرض». وبرأيها فإن المفاوضات الأخيرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت «خلقت توقعات مبالغاً فيها من المؤتمر الوشيك على نحو قد يمس بفرص نجاحه».
وبحسب ليفني فإن «نقطة الضعف» تتمثل في حقيقة ان كلا المفاوضين «غير قادرين على تقديم تنازلات جدية في القضايا الجوهرية» وأنه حتى في حال وافقت إسرائيل على تسوية تتعلق بالحدود والقدس، فإن رئيس السلطة غير قادر على تقديم تنازلات في قضية اللاجئين وحق العودة، وهي قضية ترفض ليفني أن تخوض إسرائيل فيها وتعتبر قبول الدولة العبرية بعودة اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية تنازلاً كافياً في هذا الملف.
ومن جانبهم، فإن بعض أعضاء حزب “كديما” يعارضون الخطوات السياسية التي يقوم بها اولمرت ويطالبون بعرض تفاصيل وثيقة المبادىء التي ينوي صياغتها مع أبو مازن قبل مؤتمر واشنطن. ويرى النواب ان تقديم ما يعتقدونه من تنازلات الى الشعب الفلسطيني سيضعضع مكانة الحزب في الشارع الإسرائيلي. وهناك أعضاء يعارضون تسليم الفلسطينيين مناطق في النقب الغربي كتعويض عن ضم الكتل الاستيطانية في الضفة، حيث يعتقدون ان لا أحد في إسرائيل يمتلك ذلك التفويض. كما أن وضع اولمرت نفسه يعتريه الكثير من الضعف، وهناك امكانية كبيرة بأن يجبر على الاستقلالة مع نشر التقرير الكامل للجنة فينوغراد.
وهذه الاحتمالية هي ما دفعت وزير الدفاع الاسرائيلي – المحسوب على اليسار – إيهود باراك ان يطلق تصريحات متشددة تتعلق برفض الانسحاب من الضفة الغربية قبل ايجاد حل لصواريخ القسام، إضافة الى رفضه المتواصل لازالة الحواجز العسكرية في الضفة الغربية وطرحه بديل استبدال الحواجز الثابتة بحواجز طيارة، مما يعني عدم احداث تغيير يذكر للتخفيف من القيود على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية.
من جهة أخرى، ففي كتاب جديد عن حياة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس بعنوان” كاتمة السر: كونداليزا رايس وإنشاء تركة بوش،” ذكر انها تعتقد بأن الرئيس الفلسطيني ابو مازن ضعيف وأن برنامج السلام في الشرق الأوسط للرئيس الأميركي جورج فاشل. وبحسب الكتاب فان رايس ترى أن ابو مازن رجل لطيف لكنه غير فاعل وأنه لا يستحق الاستثمار والثقة الأميركية فيه. ويضيف ان رايس تعتبر خارطة الطريق خطة هامشية.
واذا ما أضفنا الى ذلك حالة الانقسام الفلسطيني، ما بين غزة والضفة وإمكانية قيام حماس بتفجير اي اتفاق سلام مع الرئيس ابو مازن، فان كل ذلك يدفع الى التشاؤم وعدم التعويل على ذلك المؤتمر الذي يرى بعض المراقبون بأن بوش يسعى منه الى كسب الدعم العربي لأي مغامرة يقدم عليها ضد الجمهورية الاسلامية في إيران.