22/3/2005

افتتاح اقسام جديدة بدل من إغلاق المعتقل

أفاد محامي نادي الأسير الفلسطيني فواز الشلودي وبعد تمكنه من زيارة معسكر اعتقال النقب “كتسيعوت” (2100 أسير)، مقسمين على قسمين وهما، قسم (5) القديم، ويتسع ل(1200) أسير ويتواجد فيه (900)، وقسم (4) يتسع ل (1200) ويتواجد فيه (1200)، وبعد ان تمكن من الالتقاء بعدد من الأسرى خلف القضبان الذين اشاروا الى قيام ادارة السجون الإسرائيلية بإفتتاح قسم جديد في السجن يدعى قسم “3” ويتسع ل (1200) أسير، ويشير الأسرى أن سبب افتتاح القسم الجديد يقع وراء احتمالات ثلاث هي:

إما أن ينقل أسرى قسم (5) القديم،
والاحتمال الثاني نقل أسرى سجن عرفر إليه،
والاحتمال الثالث وهو الضعيف والذي يتمناه الأسرى، وهو نقل جزء من الأسرى من السجون المركزية الى هذا القسم.

ولكن تستمر حيرة الاسرى لمعرفة الهدف من استمرار ادارة السجون بافتتاح أقسام جديدة، والجدير الإشارة إليه بهذا الصدد أن إدارة سجن شطة تعمل حالياً على بناء قسمين جديدين في ذلك السجن.

واشار الشلودي ان الوضع في معسكر اعتقال النقب ما زال سيء جداً، وخصوصاً قسم رقم (5) القديم، حيث ان الشروط الحياتية فيه معدومة، فالحمامات قديمة وشبكة التصريف مكشوفة مما يؤدي الى انتشار الحشرات والفئران والامراض، اضافة الى وضع المطبخ القذر وأرضيته المرصفة بالزفتة والتي تزيد من درجة الحرارة في الصيف والبرودة في الشتاء، ويضيف المحامي ان قسم (4) هو قسم حديث وقد كان افضل في وقت من الاوقات الا ان الحريق الذي حدث في الاونة الاخيرة، التهم الاخضر واليابس.

ولم تقم الادارة حتى اللحظة بإصلاحه، رغم قيام الاسرى بطلب ذلك من الادارة والتي تقول انها ستقوم باصلاحه عند نقل الاسرى الى القسم الجديد، ومن يعلم من سيكون في هذا القسم الجديد وما الهدف من بناءه؟؟؟ فالاسرى تعودوا على عدم قيام الادارة بتلبية طلباتهم البسيطة، فقد كان هناك اتفاق بين الادارة والاسرى ببناء فرن داخل السجن يديره الاسرى ولكن حتى اليوم ليس هناك رد من قبل الادارة.

زيارات ذوي الأسرى: من ليس ممنوعاً من الزيارة، ممنوع من التمتع بها

وقد اشار المحامي الشلودي ان وضع زيارات أهالي الأسرى لأبنائهم في سجن النقب لا تختلف عن باقي السجون من ناحية الاذلال والاستفزازات، حيث ان حوالي 30 % من الاسرى بهذا السجن ممنوعين من زيارة الاهل، رغم ان الاسرى يرسلون قوائم بالاسرى الممنوعين عن الزيارة باستمرار للادارة، ولكن لا يأتي الرد في معظم الاحيان، بالاضافة الى المشاكل الاخرى المتعارف عليها ببعد مسافة السجن عن منطقة سكن ذوي الاسير، حيث ان اسير منطقة الشمال يقبع خلف قضبان سجون الجنوب وكما هو الحال مع اسرى الجنوب الذين يقبعون خلف جدران سجون الشمال، مما يزيد الوضع سوءا على الاهل لتمكنهم من الزيارة والحصول على تصريح لدخول المناطق المسمية إسرائيلية، حيث تستغرق الطريق ساعات طويلة ليصل الاهل للسجن، ومن يحالفه الحظ ويأتي دوره ليرى الاسير وقت قصير جدا في غرف ضيقة ومزدحمة، بعد التعب الذي انهك اجسادهم من الطريق الطويلة والتفتيش والوقوف ما لا يقل عن ساعتين خارج السجن حتى يتم التنسيق لدخولهم.

وقد اشار المحامي الشلودي على وجود كرفانات تم تخصيصها للزيارة وعند سؤال الاسرى عن سبب عدم استخدامها تقول الادارة انهم بحاجة الى احاطتها بشيك، وهو من فترة اشهر طويلة ولم تقوم الادارة بذلك ويقول الشلودي ان الادارة قامت وبفترة قصيرة جداً باحاطة السجن بجدار اسمنتي ولم تستطيع وضع الشيك.

الحالات المرضية في هذا المعتقل

يقول الشلودي معلقاُ عل الوضع الصحي والحالات المرضية في السجن: “حدّث ولا حرج”، ولم يطرء أي تحسين على وضعهم، فالإسرائيليون لا يدركون حقوق الانسان ولا يعرفون ما معنى حالات مرضية رغم ان جميع حقوق الانسان والمواثيق الدولية تحرّم اعتقال شخص ما لم يستطاع علاجه داخل المعتقل، فالحالات المرضية تقسم الى قسمين داخل السجن، وهي:

1. القسم الأول: أمراض مزمنة مثل القرحة والسكري، وبعضهم يتلقى علاج من المؤسسات.

2. القسم الثاني: المرضى من هذا القسم بحاجة الى اجراء عمليات جراحية، ومنذ افتتاح هذا المعتقل، دخله ما يزيد عن 8000 اسير ولم تجرى عمليات جراحية الا لمن شارف على الموت وهذه الحالات تعد على الاصابع، فمن يشارف على الموت شروطه عند الإسرائيليين تختلف عن شروطه لنا كفلسطينيين.

فالعديد من الأسرى المرضى تستقر في أجسادهم شظايا نتيجة عمليات إطلاق النار عليهم قبل عملية الاعتقال، ومنهم من يعاني من القرحة والماصور، فهذه الحالات بالنسبة للإدارة لم تشارف على الموت، ووزارة الدفاع ليس لديها الميزانية لتغطية تكاليف العملية كما تتدعي، بالرغم من قيام الأسرى بطلب إجراء العملية على حسابهم الخاص.

أطباء المعتقل: وحوش تلبس الأبيض

يعاني أسرى النقب من وجود أطباء يتصفون بصفات وحشية، ويجهل الأسرى من أين قد يكونوا قد حصلوا على شهادة مزاولة المهنة، فهم أيضاً وفي الكثير من الأحيان لا يتكلمون الا العبرية او الروسية، مما يجعل الوضع سيء بالنسبة للعديد من الأسرى المرضى…فطبيب العيون لا يزور السجن وطبيب الأسنان بارع في خلع الأسنان ولم يتعلم بعد تركيب وإصلاح الأسنان، ويقول الشلودي ان موضوع تركيب جسر بات قضية كبيرة، فالجسور ممنوعة بين الإسرائيليين والفلسطينيين فكيف للطبيب الذي لا يملك القرار ان يضع جسر.

ويشير المحامي الى تواجد حالات مرضية بحاجة ماسة للعلاج وهي:

1. الأسير محمد ابو عرة:جنين، يعاني من عدة اصابات بجسده وهو معتقل اداري منذ اكثر من ثلاث سنوات ولم يجره له فحوصات طبية الا في بداية اعتقله وملفه الطبي موجود بالمستشفى.

2. الأسير محمد ابو العيش:غزة، موقوف يعاني من اصابة وشظية بالرأس ويعاني من آلام شديدة وبالأسبوع المنصرم وجد مغمى عليه بالحمامات.

3. الأسير محمد رشدي:بحاجة لعملية في عيناه فهو لا يرى بهما، ولم يقوموا باجراء العملية له حتى الان.

4. الأسير رمزي محمد فياض:جنين، يعاني من قرحة نازفة بالمعدة، ويتقيأ دم، وقد نقل الى المستشفى قبل سنة ونصف واخبروه انه بحاجة الى عملية ولم يقوموا بها حتى الان، وهو يعاني من آلام حادة بمعدته وخاصة بالبرد حتى ان الدواء الذي يصرف له اثر على صحته سلبا.

إضراب الأسرى الإداريين ومقاطعتهم للمحاكم الإدارية:

يستمر الأسرى الإداريين بمقاطعة المحاكم، ولكن بالآونة الأخيرة، وبعد الهدنة وما عليه من هدوء الأوضاع بالخارج، فهناك رأيان بالنسبة للإضراب داخل السجن وهما:

1. الرأي الأول: يحث على فك الإضراب لاعتبارات كثيرة منها سياسية، لإنه باستلام بعض المناطق للسلطة سيتغير الوضع للكثير من الأسرى وممكن 25% من الأسرى سيفرج عنهم لانعدام العلة لاعتقالهم وزوال الحجة الأمنية.

2. الرأي الثاني: عدم الموافقة لأنه باعتقادهم ليس هناك جدوى لأن هذه المحاكم أصلاً صورية هدفها إثبات الشرعية للأحكام الإدارية، وانه العودة لها وكأنهم لم يحققوا أي شيء وخاصة انه لم يلتفت إليهم احد والرجوع للمحاكم دليل على اعترافهم بالمحاكم وبشرعيتها.

وقد كان الشلودي قد زار عدد من الأسرى الإداريين وهم:

1. وسام علام محمد فريحات: من جنين، 21 عام، معتقل منذ 24/10/2003 وهو ممنوع من الزيارة منذ لحظة الاعتقال، وقد كان اسمه على لائحة الافراجات إلا ان الإدارة غيرت رأيها بشأنه في اللحظة الأخيرة.

2. مهند خالد ابو مريمل: من جنين

3. محمد احمد رشيد مصلح: من نابلس.

ومن جهة أخرى، أشار الأسير رمزي محمد احمد فياض من مدينة جنين، إلى قضية اختراقات للقانون داخل السجون، وخاصة بالنسبة للأسرى المحكومين والذين يجب ان يمثلوا أمام لجنة “الشليش”، وحتى الآن لم يتم ذلك على الرغم من وجود المئات الذين لهم الحق بالمثول امام اللجنة، فهذا يعتبر اختراق، فالأسرى يطالبون بطرح القضية على محكمة العدل العليا لوضع معايير صارمة للسجن.

نادي الأسير الفلسطيني