6/11/2006

وقعت على أوراق مكرها دون أن أعلم ما الذي وقعت عليه
يوم 9/10/2006م في مطار صنعاء أثناء سفري وقالوا أن الاعتقال تحفظ سياسي ،أخرجوني من الباب وكنت مغطى العينين وبدأ الضرب على القفا ودهفي في السلام ووضعوني في زنزانة انفرادية 1م×2م الإضاءة كانت عالية سب وشتم وضرب والتهديد باختطاف عائلتي ،كنت قلق جد بسبب ابنتي التي كانت تعاني من مرض الصرع ،الوضع كان مؤلم جدا ،نريد أن يصبح الأمن السياسي كأي مؤسسة تخضع للرقابة القضائية .

و منعت من تناول الدواء حيث أعاني من القرحة وفوق ذلك رفضوا إحضار طبيب، كما تعرضت للسب والشتم والإهانة والضرب والتهديد باختطاف العائلة كما تم إجباري على التوقيع والبصم على أوراق وأنا معصوب العينين لا أدري ما محتواها. شعرت بالخوف والرعب بكل ما تعنيه الكلمة وتمنيت الموت على أن يستمر الوضع كما كان عليه ،اطلب من الدولة ان تتعامل معي كمواطن يمني اخضع لأحكام الدستور والقانون وأن لا يتم معاقبة أي مواطن بسبب انتمائه السياسي أو الطائفي أو الأسري .

حاولت إشعار الافراد وضباط التحقيق بمعاناتي الإنسانية علهم يشعرون بها ولكن في جميع الأحوال كنت أشعر بأن الذين يتعاملون معي لا يشعرون بمعاناة الناس هددوني بأنهم سيختطفون ابنتي وزوجتي ،كنت خائفا جدا على أسرتي وخصوصا ابنتي المعاقة .

وأكد أنه تم اختطافه على يد أجهزة الأمن السياسي من مطار صنعاء, وقال: بإيجاز تم اختطافي في الـ9 من الشهر الماضي دون معرفتي يأي تهمة وتم توجيه عدة تهم لي منها تهمة الانتماء لتنظيم القاعدة وتهمة الذهاب لطلب اللجوء السياسي وأخرى بأنني شاركت في الدفاع عن أخي يحيى الديلمي – الذي اتهمته السلطات بعلاقته بتنظيم الحوثي – كما تم التلميح لي بأني في حزب اتحاد القوى الشعبية أحد الأحزاب في اللقاء المشترك.

وأضاف: بعد اعتقالي قال لي ضباط الأمن السياسي بأنهم عرفوني وأنهم مسامحين لي وأنهم سيفرجون عني بعد ساعات”. وفي المؤتمر تكلم المحامي جمال الجعبي عن الاجراءات التي تم اتخاذها من قبل منظمات المجتمع المدني وخصوصا الائتلاف وكذلك المنظمات الدولية .

من جهته أعلن القانوني البارز محمد ناجي علاو عزم منظمته “هود” إطلاق مشروع توثيق الاعتقالات والانتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن منذ عهود الإمامة والإستعمار البريطاني.

وقال خلال مؤتمر صحفي مع الناشط الحقوقي علي الديملي الذي أفرج عنه أمس بعد اختطاف الأجهزة الأمنية له منذ ما يقارب شهر أن منظمته “هود” تجري حاليا تسجيل شهادات كل المعتقلين الذين ما زالوا أحياء لخلق ذاكرة تراكمية حقوقية وخلق تعاضد وتآزر مع المنتهكة حقوقهم دون النظر إلى إنتمائاتهم السياسية أو الفكرية أو المذهبية أو الجغرافية.

واعتبر علاو اختطاف الديلمي أول شهادة علنية لمعتقل بسبب انتمائه سواء السياسي أو المذهبي، مؤكداً اعتزام المنظمة التوثيق للاعتقالات التي كانت قبل الثورة وكيف كان يعامل المعتقلون في سجون الإمامة والإستعمار وكيف هي الآن.

مشيراً إلى أنه جلس مع عدد ممن اعتقلوا قبل الثورة وأفادوا بأنهم لم يتعرضوا للإهانة والإذلال مثل ما هو حاصل اليوم في عهد الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وقال رئيس منظمة هود كان الاستعمار الذي “نصفه بالبغيض أكثر رحمة من الأمن الوطني” وقال إن ما يجري حاليا من انتهاك لحقوق الإنسان اليمني هو إستعمار محلي من خلال أبناء جلدتنا الذي سامونا سوء العذاب.

ودعا علاو خلال المؤتمر الصحفي كل من اعتقل إلى الشروع في رفع سلسلة دعاوى ضد الأمن السياسي , مؤكدا بأنه لا يجوز للأجهزة الأمنية أن تمس كرامة أحد أو تمارس التعسف والإرهاب ضد أي مواطن أياً كان, مشددا على ضرورة أن تكون هناك محاكم عادلة وشفافة وفقاً للدستور والقانون.

وقال الناشط الحقوقي علاو: من الغريب أن ضباط الأمن السياسي يؤدون الصلاة في مصلى السجون لكنني قلت لهم أي صلاة ستقبل وأنين المظلومين تحت سقف جامعكم”، داعياً إلى مناصرة بعضنا البعض في الحقوق المشروعة دون النظر إلى اختلاف المذاهب أو الأفكار.

وأكد بأن رئيس الدولة لا يملك إصدار الأحكام إلا بعد أن تكون باته، مستهجنا في ذات الوقت إصدار الرئيس أوامر الحبس والإفراج وإنزال نفسه إلى مستوى محقق أو عضو نيابة, زاعتبر ذلك يكشف عن ثقافة الحاكم التي وصفها بالضئيلة وثقافة المعارضة أيضاً، التي لم تتصدى لمثل هذا الأمر