8/5/2008
بقلم: مفتاح
يستعد الإسرائيليون للاحتفال بمرور ستين عامًا على إعلانهم قيام دولة إسرائيل، وهي الدولة التي أقيمت على أنقاض أرض وشعب وسببت للملايين من أبناء الشعب الفلسطيني مأساة، لا زالوا يتذكرونها ويسردون فصلوها إلى أبناءهم وأحفادهم، بل ويورثون إليهم مفاتيح بيوتهم التي تركوها في قراهم، هربًا من هجمات “العصابات الصهيونية” في العام 1948.
ولم تنسى إسرائيل أن تدعو العديد من زعماء دول العالم لمشاركتها هذه الاحتفالات، حيث أبدى كثير منهم الرغبة في المشاركة، متناسين أن إسرائيل تقوم على أنقاض الشعب الفلسطيني، بل ولا تزال تحتل أرضه وتمارس القمع والتنكيل والمصادرة بحقه، فإسرائيل الدولة الوحيدة التي لا زالت تحتفظ بلقب المحتل، وهي ترفض أن يتحرر الشعب الفلسطيني الساعي لتحقيق العدل وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وهي القرارات التي وافقت عليها دول العالم التي لم يتورع بعضها عن الإعلان عن رغبته في المشاركة في احتفالات قيام إسرائيل.
قد تكون العلاقات الدبلوماسية والسياسية التي تجمع إسرائيل مع دول العالم وكذلك الرياء أحيانًا، هي من أسباب رغبة هؤلاء الزعماء والشخصيات الدولية في القدوم إلى إسرائيل، ولكن ذلك لا يعفي هؤلاء من واجبهم السياسي والأخلاقي والإنساني والقانوني، من أن يتذكروا بشكل دائم نكبة فلسطين وشعبها، بل والعمل على الضغط على أصحاب الحفل، لينهوا احتلالهم للأراضي الفلسطينية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وربما كان القرار الفلسطيني بعدم استقبال أي زائر دولي يشارك في احتفالات إسرائيل، رسالة قوية بان احتفال إسرائيل هو ذكرى لنكبتنا، وعلى العالم أن يراعي مشاعر ملايين الفلسطينيين، ومن أراد أن يحتفل مع إسرائيل ، فليفعل ويعود إلى بلده، ولكنا إذا أراد أن يعرج على رام الله بعدها، فهو غير مرحب به.
الأجيال التي عايشت النكبة لا يمكن أن تنسى تفاصيلها، والأجيال اللاحقة أسقطت مقولة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق دافيد بن غوريون، ” الآباء يموتون والأبناء ينسون”، ولكن كي لا ينسى العالم أو يتناسى، نكبة شعب فلسطين، وما سببته من معاناة على مدار ستين عامًا، لا بد أن نعمل جميعًا بكافة الهيئات الرسمية والشعبية على المستوى الدولي، لتذكير العالم بقضية اللاجئ الفلسطيني الذي شرد في أصقاع العالم ومخيمات اللجوء.
إحياء النكبة واجب وطني وسياسي، إلا أن دعوة زعماء العالم والشخصيات والمؤسسات الدولية إلى مشاركة الشعب الفلسطيني فعالياته في إحياء هذه الذكرى الأليمة، تشكل خطوة لا بد منها، لإبقاء قضية اللاجئين الفلسطينيين في ذاكرة صناع القرار وعلى الأجندة الدولية، فهي قضية اتخذ فيها قرار دولي لم ينفذ على مدار عشرات الأعوام.
وربما علينا أن ندعو كل الأصدقاء والشخصيات الدولية السياسية والفنية والاقتصادية للقيام بزيارة إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين للتعرف على ماساتهم المستمرة، والوقوف إلى جانب الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني دقائق الصمت والحداد على شهداء شعبنا وإحياء لنكبة طال عمرها، وتقع على العالم مسؤولية إنهائها.