-
- نمى إلى علم برنامج الاستماع والإرشاد للنساء ضحايا العنف في مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي أن المواطن نصر عز العرب عبد المقصود يوسف غالي قد قام باختطاف ابنته “سلمى” ذات الأربع سنوات والمقيمة مع أمها في فرنسا وهرب بها إلى مصر يوم 10/5/2003 ثم اختفى. ومنذ ذلك الحين لم تتمكن الأم من رؤية ابنتها أو معرفة أخبارها.
-
- وبغض النظر عن الدافع وراء هذا السلوك سواء كان حبا مفرطا لابنته جعله يتصور أن حياتها معه أفضل لها حتى لو كان ذلك عن طريق الخطف وحرمانها من رؤية أمها أو كان ذلك محاولة من الأب لعقاب الأم بسبب خلافات بينهما (وهو الأمر الذي كثيرا ما يحدث، حيث يستخدم الأبناء كوسيلة للضغط على أحد أي من الأم أو الأب) أو كان بسبب ادعاءه بأنه لا يرغب في أن تنشأ ابنته متأثرة بالحضارة الغربية (على حد تفسير الأم) إلا أن ذلك لا يغير من الأمر شيئا وهو أن اختطاف “سلمى” يمثل جريمة إنسانية وسوف يترك علامة استفهام كبيرة في نفسية الفتاة التي لم تتجاوز بعد سن الحضانة والذي يفترض فيه أن تكون الأم هي الراعية الأساسية للأبناء، بنات أو أولاد. إن اختطاف سلمى سوف يلحق بالفتاة أذى عاجل و مؤكد.
-
- فالصدمة النفسية التي تتعرض لها الطفلة بسبب حرمانها من عطف و رعاية أمها في هذه السن المبكرة، و انتزاعها المفاجئ من بيئتها التي تربت فيها إلى بيئة أخرى غريبة عليها ، بالإضافة إلي إحاطتها بجو التكتم و التخويف و التستر الملابس للهرب و الاختباء، سواء عبرت عنه الفتاة أم سكتت عنه خوفا من العقاب أو تكرار الاختطاف من أي طرف كان، يشكل ضررا أكيدا على حالتها النفسية و يؤثر سلبيا على سلامة نموها النفسي و البدني.
-
- لقد انتهك الأب بتصرفاته تلك حق الطفلة التي لا تملك قرارها، كما انتهك حق الأم في الاطمئنان على ابنتها و رعايتها وحضانتها . و هذه كلها حقوق بقرها القانون المصري و الدستور و المعاهدات الدولية، وخاصة اتفاقية حقوق الطفل وذلك ما تقضي به المادة 12 لسنه 1996 من قانون الطفل على “أن تكفل الدولة حماية الأمومة والطفولة وترعى الأطفال وتعمل على تهيئه الظروف المناسبة لتنشئتهم التنشئة الصحيحة من كافه النواحي في إطار من الحرية والكرامة الانسانيه “
-
- كذلك فإن الأب قد لجأ في سبيل تنفيذ قراره إلي الخداع والقسر، و هما شريعة الغاب والهمجية و ليسا شريعة المجتمع و التحضر. و لا يجوز أن يشعر أن هروبه إلى مصر يمثل حماية لها من الملاحقة القانونية أو المحاسبة على فعل هو في جميع الأحوال جريمة. (1)
-
- لقد التجأت الأم ( السيدة ليلى محمد مديوف ) إلى القانون، وسلكت السبل الشرعية وحصلت على أحكام قضائية لصالحها، لكنها لم تتمكن مع ذلك من معرفة أي شئ عن ابنتها.
-
- إننا نطالب السلطات القضائية المصرية بالتحقيق في شكواها و تمكينها من الحصول علي حقوقها ومحاسبة الأب على ما اقترف من عنف تجاه ابنته وأمها، تثبيتا للعدالة و إحقاقا للشرعية القانونية بديلا عن شريعة الغاب .
عملا بنص المادة 292 من قانون العقوبات ” يعاقب بالحبس أي من الوالدين أو الجدين خطفه بنفسه أو بواسطة غيره ممن لهم بمقتضى قرار من جهة القضاء حق حضانته أو حفظه ولو كان ذلك بغير تحايل أو إكراه”