24/1/2009
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تقول للرئيس الامريكى الجديد ان الادارات الاميركية المتعاقبة قدموا الكثير من الوعود للشرق الأوسط والعرب والمجتمع الدولى ولم ينفذوها فهل حان الوقت للتفاؤل بقدومك ؟
بعد اداءه اليمين الدستورى وعد الرئيس الامريكى الجديد باراك أوباما فى اليوم الأول لحياته الرئاسية بعقد سلسلة من الاجتماعات والمشاورات مع قادته العسكريين طالب فيها بوضع خطط مسئولة لسحب القوات الأمريكية في العراق, وقدم وعده الى الرأى العام الدولى بتوقيع قرار بإغلاق مركز الاحتجاز الأمريكي في خليج جوانتانامو في غضون عام, بالإضافة الى توقيع قرار يقضى بتعديل القواعد التي تعمل علي أساسها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فيما يتعلق بعمليات الاعتقال والاستجواب, وحظر الأساليب المهينة المتبعة خلال التحقيقات.
كل ذلك يأتى في إطار تنفيذ وعوده الانتخابية التى قدمها للشعب الأمريكى فى برنامجه ؛ ويأتي ايضاً عقب الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها الولايات المتحدة بسبب الطرق التي تستخدمها في مكافحة الإرهاب.
كذلك أمر الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما بتعليق المحاكمات فى معتقل جوانتانامو لمدة 120 يوما والذي يضم بين جنباته الآن نحو 250 من المشتبه فيهم في إطار الحرب على الارهاب بمجموعة من قضايا الأمن القومي والمسائل القانونية .
ووعد ايضاً بتنفيذ طلبت إداراته بتجميد جميع التشريعات الموروثة عن إدارة الرئيس الامريكى السابق جورج دبليو بوش لحين الفصل في صلاحيتها السياسية والقضائية.
وشدّد اوباما على أنه “بات على أمريكا أن تتغيـّر، لأن العالم تغيـّر. وعليها أن تدشّـن حِـقبة جديدة من المسؤولية، تقودُها الصّداقة الدولية والاحترام المتبادل”، ووعد بـ “شقِّ طريقِ جديدٍ مع العالم الإسلامي، قائم على الاحترام المتبادل”.
ثم إنه تعهد بـ “إعادة العراق إلى شعبه” وتسوية أزمة أفغانستان، والانغماس بتسويات أزمة الشرق الأوسط، ومُـعاملة إيران باحترام ولعب دور الطرف الثالث الموثوق به.
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى توجه التساؤل الى باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة وماذا بعد تلك الوعود ؟ متخوفة من الحكمة التى تقول ” أفلح أن صدق ” !!
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تعلن فى بيانها هذا لكل المجتمع الدولى ترحبيها وشكرها ومنحها الثقة للرئيس الامريكى الجديد بوعوده وذلك ليس انحيازا من طرفها ولكن لاحساسها ببعض الصدق فى تلك الوعود لانها جاءت بعد التنصيب للرئيس الامريكى ولم تأتى بعد مشاورات ومداولات ومباحثات كانت من الممكن ان تتدخل المصالح فيها وان تشوبها نميمة من قبل المجتمع الدولى .
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تذكر الرئيس الامريكى الجديد ان الرئيس الاميركي السابق لولايته جورج بوش ومن قبله قدموا الكثير من الوعود للشرق الأوسط والعرب والمجتمع الدولى وراهنوا على حل القضية الفلسطينية وانهاء الغطرسة الاسرائيلية ومصالحة الغضب العربي والفلسطيني والبحث عن تدعيم الحريات وحقوق الانسان والقيم الديمقراطية، لكنهم كانوا يفعلون عكس ما يقولون وكانت كل وعودهم شعارات كاذبة، كلهم وعودا بتصحيح الخطأ التاريخي، الذي وقعت فيه، الادارات الاميركية المتعاقبة، وهو حل القضية الفلسطينية ودعم الاستقرار وكلها وعود فى الهواء .
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تذكر اوباما ان استطلاع الرأى الذى ُجري في اوساط المؤرخين الاميركيين أفاد بان بوش (الابن) هو من بين اسوأ خمسة رؤساء اميركيين في قائمة الرؤساء الـ 43 الذين توالوا على البيت الابيض منذ قرنين واكثر؛ وتتمنى الا يكون اوباما بعد شهور من وجوده فى البيت الابيض وليس سنوات داخل هذه القائمة .
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تذكر الجميع ان وقف اطلاق النار المؤقت من طرف واحد والذى اعلنته اسرائيل مؤخرا كان قبل دخول الرئيس الامريكى الجديد البيت الابيض ؛ وكأنه اتفاق مسبق بأن يتسلم اوباما مقاليد الحكم دون وجود اى خطا من جانب اسرائيل تضعه امام المجتمع الدولى فى موقفق محرج يتطلب معه التبرير او المناشدة ؛ وبعد دخوله واصدار قراراته وحلف اليمين عاوت اسرئيل ضرب قطاع غزة ؛ وتتمنى مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى ان لا يكون هذا بمثابة اتفاق لانه لو ثبت فسوف يعلق كل الاحلام التى ينتظرها المجتمع الدولى من الرئيس الامريكى الجديد على شماعة المراهنات .
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تتسأل لماذ لم بقدم الرئيس الامريكى الجديد أى وعود او كلام بخصوص القضية الفلسطينية ام انه كما ذكرت الصحف سوف يواجه خيارت صعبة فى التعامل مع القضية وذلك بعكس الإيجابيات التي اوردها تجاه العراق، فإن السلبيات في فلسفته تجاه القضية الفلسطينية قد طغت وزادت على الإيجابيات نظراً لانه تعهد بضمان “أمن إسرائيل” وتفوقها العسكري النوعي في الشرق الأوسط وقدرتها على الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم تتعرض له. وتعهده بالعمل – في حالة فوزه- على توقيع مذكرة تفاهم تقضي بدعم إسرائيل بثلاثين مليار دولار خلال العشر سنوات القادمة ؛ووعده بمواصلة استخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد أي قرار يتعارض مع مصالح إسرائيل ؛ ورفضه مبدأ التفاوض مع بعض التيارات الفلسطينية؛ مثل رفضه فكرة التفاوض مع حماس وهو ما جاء على موقع ” الافتصادية الاليكترونى ” http://www.aleqt.com .
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى ترى انه بعد ما ذكرناه فى الفقرة السابقة يقودنا الى ما اوردناه فى مقدمه البيان بعبارة ” افلح أن صدق ” لأن القضية الكبرى فى العالم بالنسبة لامريكا ليست امن العراق ولا تصحيح الصورة ؛ او كتابة صفحة جديدة بيضاء فى كشكول العلاقات الدولية او القضاء على الارهاب بل هى ” امن اسرائيل ” الذى يجعل امريكا تفعل اى شئ لتحقيقه ؛ واوباما رئيس لتنفيذ سياسات وليس تعهدات ومن هنا فالأمر يبقى كما هو عليه ؛ وعلى المتضرر الللجوء للمجتمع الدولى وهذا ما نخاف منه أن تصبح كل الاحلام والتعهدات مجرد امضاءات .
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تعلن لكل من يتابع ورقة الموقف التى تقدمها بمناسبة دخول اوباما البيت الابيض انه فى يونيو 2008 قال باراك أوباما امام مؤتمر ” لوبي إيباك ” إن القدس يجب ان تبقى موحدة تحت السيادة الإسرائيلية، ثم عاد بعدها وقال إن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هما المعنيان بهذا الموضوع رغم اعتقاده عدم امكانية تقسيم المدينة من الناحية العملية.
وتعهد أوباما أمام المؤتمر نفسه بضمان تفوق إسرائيل العسكري النوعي في الشرق الأوسط وقدرتها على الدفاع عن نفسها، وبعد نحو ذلك بشهر قام اوباما بجولة خارجية التقى خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله ورئيس الوزراءالإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس.
وبعد الفوز الكاسح الذي حققه أوباما في 4 نوفمبر 2008 أكد المراقبون أن الاهتمام بالاقتصاد سيتصدر أجندة الرئيس المنتخب وبالنسبة للسياسة الخارجية فالأولوية للعراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب وهو ما ذكره موقع الــــ ” b.b.c “على صفحته وهنا يتضح للجميع أن أوباما سيسير على نهج رؤساء سبقوه إلى البيت الأبيض فى عدم اهتمامهم بالصراع العربي الإسرائيلي خاصة في فترة رئاستهم الأولى ثم تحركوا متأخرا لرعاية مفاوضات سلام.
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى ترى أن تحقيق السلام مهمة صعبة وليست مستحيلة وعلى اوباما أن يتحرك من الأن لكسب ثقة المجتمع الدولى لأن عدم وجود حل خاصة للقضية الفلسطينية يحمل في طياته مخاطر كبيرة.
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تقول لأوباما أن المجتمع الدولى كله فى انتظار تصريحاتك وتعهداتك بشأن حل عادل للقضية الفلسطينية وانهاء حالة الصراع العربى الاسرائيلى وأن كنا نعتقد انها من الاحلام ؛ لكنها احلام مشروعة لابد ان نحلم بها حتى يأتى اليوم لتحقيقها .
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تعلن انه برغم ما سبق وما جاء بورقة الموقف فاننا نتنسم العديد من الايجابيات من اوباما لان داخله ما يؤكد اختلافه عن الاخرين ؛ وعلينا ان نتبنى النظرة التفاؤلية تجاه وجوده فى البيت الابيض نظراً لان وعوده التى قدمها فى خطاب التنصيب تضمنت النظرة الايجابية للأسلام والعالم الاسلامى والمسامين ؛ كذلك لم يذكر بين كلمات خطاب التنصيب لفظ ارهاب او حرب ؛ وأكد على تفعيل عملية السلام في الأيام الأولى من رئاسته ؛ وتصميم أوباما على التغيير بشكل عام يجعل المتفائلين يأملون في أن تحظى سياسته تجاه الشرق الأوسط بشئ من التغيير الايجابى.
كما ان قرار اوباما بتعيين عضو مجلس الشيوخ السابق جورج ميتشيل مبعوثا خاصا لمنطقة الشرق الأوسط يشير إلى أن باراك أوباما يضع مشكلة الشرق الأوسط في مقدمة الأمور التي يريد أن يعالجها.
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تنتهز فرصة موقفها هذا وتذكر الجميع ان هناك جيل جديد من الرؤساء يقود العالم اخرهم اوباما وهو ما تنبأ به كبار مفكرى وسياسيى المجتمع الدولى عند بداية الالفية الجديدة ؛ وهو ان خريطة العالم ستتغير ومسمى الشرق الاوسط الجديد سوف تنتابه بعض الملامح والاشكاليات ؛وسوف يكون هناك صعود لبعض القوى والوجوه الجديدة ؛والتى من الممكن ان يكون اغلبها شباب او جيل جديد غير متشدق بالاحتكار فى السلطة او التشرذم فى افكاره ؛وتحققت تلك الرؤى بصعود جيل من الشباب لتولى مقاليد الامور فى العالم العربى وذلك من بداية الافية ؛ ومع اخر ثلاثة سنوات فى عمر العشر الاولى من الالفية شهدت الدول الكبرى تغيير فى قادتها وهو ما يعنى تغيير للفكر والملامح والطموحات والرؤى والافكار – فقد شهدت فرنسا صعود نيكولاس ساركوزي رئيسا لها منذ ما يقرب من عام ؛ وتولى جوردون براون رئيسا لوزراء انجلترا ؛ وانتخاب ديمتري ميدفيديف رئيس لروسيا ؛ واخيراً صعود باراك اوباما الى رئاسة البيت الابيض ؛ وهو ما يؤكد تغيير الفكر بالنسبة لنظرة الدولى العظمى لان السابقين لحكمها كانت لهم اسلوب ادارة وحياة وفكر مختلف عن الصاعدين الى مقاليد الحكم الجدد .
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تنهى ورقة الموقف بسؤال هل تستطيع النجوم الصاعدة الى سماء العلاقات الدولية المساهمة فى بزوغ فجر عهد جديد لمشاكل واشكاليات المنطقة العربية ؟