26/7/2008

أقرت وزارة الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي خطة لبناء 20 وحدة سكنية في مستوطنة “ماسكيوت” في منطقة الأغوار في إطار اتفاق بين الوزارة وزعماء المستوطنين، وذلك على الرغم من كل الانتقادات والدعوات الدولية لإسرائيل لوقف سياسة الاستيطان منعا لانهيار كلي لعملية السلام.

إلا أن إسرائيل لا تهتم ولا تكترث للنداءات الدولية ولا يهمها انهيار عملية السلام، المتعثرة أصلا، والتي أفرغتها إسرائيل عبر مستوطناتها وجدارها من أي معنى ومغزى حقيقي، بل أن ما يهم إسرائيل إرضاء حفنة من المستوطنين، وليس غالبية الشعب الإسرائيلي الذي أظهرت العديد من استطلاعات انه مستعد للتخلي عن المستوطنات مقابل السلام.

ورغم المواقف الدولية الرافضة للاستيطان ورغبة الغالية الإسرائيلية بالتوصل لحل سلمي، إلا أن صناع القرار في إسرائيل منقادين من زعماء المستوطنين، بل يحسبون لهم الحساب أكثر من شريحة أخرى داخل المجتمع الإسرائيلي، ومستعدون لتلبية مطالبهم اقتصاديا وسياسيا، كما هو الحال في تعاطي حكومات إسرائيل المتعاقبة والسكوت عن البؤر الاستيطاني التي طالما شرعت مجموعات المستوطنين في إنشاءها على التلال الفلسطينية، وكما هو الحال أيضا في ارتهان مواطني الخليل وخاصة البلدة القديمة لصالح امن وسلامة ورفاهية مجموعة من المستوطنين، يحتلون عنوة المكان ويمارسون العنف والاعتداءات اليومين على المواطنين.

وأمام هذا التحكم الاستيطاني بقرارات إسرائيل، فكيف يمكن التصديق بان حكومة إسرائيل قادرة على أن تلتزم ببنود معاهدة أو اتفاق سلام تخلي بموجبه المستوطنات من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، كشرط لإحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس؟، إلا انه يبدو أن ما تقوم به إسرائيل من الخوض في مفاوضات هي لذر الرماد في العيون، ووسيلة لإسكات المجتمع الدولي وبعض التيارات في الجبهة الإسرائيلية الداخلية، بينما على الأرض تقوم بتنفيذ كل ما من شانه إرضاء الجبهة الاستيطانية.