8/6/2009
بقلم: مفتاح
كررت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تصريحات رئيسها الخاصة بتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، إذ قالت “هناك تطلعات مشروعة للشعب الفلسطيني لا بد من تلبيتها”، وهو تصريح يشير مرة أخرى إلى اختلاف نهج الادارة الأميركية الحالية عن سابقتها، وان كانت التصريحات لا تكفي لتبرهن واشنطن على جديتها في رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في الحرية وإقامة دولته الديمقراطية المستقلة.
إن أمام الإدارة الأميركية صعوبات كبيرة في سبيل التوصل إلى حل الصراع في الشرق الأوسط، ليست اقلها مواقف حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية، فهذه الحكومة الإسرائيلية ترفض منذ اليوم الأول لتسلمها السلطة الاعتراف بما التزمت به بل ووقعت عليه سابقاتها، الأمر الذي يضع الإدارة الأميركية بين خيار الضغط على هذه الحكومة لتنصاع للإرادة الأميركية والدولية، أو أن تستمر في نهج الإدارة السابقة في التغطية على الاحتلال وجرائمه وحمايته سياسيا واقتصاديا، وهو ما يعني بشكل أو بآخر أن ما صرح به الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمته في جامعة القاهرة وما عادت على تأكيده وزيرة خارجيته كلينتون لم يكون سوى فقاعات في الهواء كوسيلة لاسترضاء الرأي العام العربي فقط، وليست خطة عمل كما اعترف أوباما بنفسه.
إن المشجع في الخطاب الأميركي الجديد، إصرار الإدارة الأميركية على التحرك لدفع العملية السياسية قدما إلى الأمام، والتزامها بحل الدولتين الذي أصبحت رؤية دولية وليست أميركية فحسب، بل والمبشر أيضا يتمثل بالموقف الأميركي الحاسم تجاه المستوطنات الإسرائيلية، الذي صدر أكثر من مرة على لسان الرئيس أوباما ومساعديه.
وبغض النظر مدى عمق الاختلاف الأميركي الإسرائيلي تجاه العملية السياسية أو بناء المستوطنات، فان العبرة تكمن في النتائج، وهو ما يستلزم خطة عمل أميركية تلزم بها إسرائيلي، صاحبة التاريخ الطويل في التهرب من الاستحقاقات وحتى الكذب على الأطراف الدولية، وهو ما اعترف به المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل الذي قال أن “الإسرائيليين كذبوا علينا طويلا، وحان الوقت لان يتوقف ذلك”.
أما عربيا فبعد الخطاب التاريخي للرئيس أوباما فان الطريق معبدة أمام الدبلوماسية العربية الجماعية لتفعل فعلها مع إدارة أميركية جديدة تسعى، كما تقول، إلى الانفتاح على العلم العربي والخوض في شراكة معه، الأمر الذي يتحتم على العرب توحيد جهودهم في تدعيم العلاقات العربية الأميركية، وتشجيع الإدارة الحالية على اتخاذ مواقف أكثر عدلا ونزيهة في التوسط في التسوية في العملية التفاوضية في الشرق الأوسط، والدفاع عن المصالح العربية.
وعلى الجبهة الفلسطينية الداخلية، فانه ورغم وجدود تباينات لدى الأطراف الذي يسعى بعضها إلى جهود المصالحة والحوار الحوار الوطنية وبالأخص إفشال الجهود المصرية الساعية لإنجاح اتفاق مصالحة، فان الوحدة الوطنية اقصر السبل لتقوية الجبهة الداخلية في مواجهة استحقاقات المرحلة سواء لناحية مواجهة عدوان إسرائيلي قد يرى فيه نتنياهو مخرجا لمأزقه السياسي، أو في التعامل مع مواقف أميركية ودولية تسعى لإحياء العملية السياسية، وبغير ذل سيبقى نتنياهو الذي يسعى للتملص من أي التزام حتى أمام حليفته الكبرى من أي التزم تجاع الشعب الفلسطيني.
المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية / مفتاح