29/2/2008

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد عملياتها الحربية ضد السكان المدنيين في قطاع غزة يوم أمس الخميس  وقد أسفر هذا التصعيد الذي طال مختلف أنحاء قطاع غزة عن سقوط 18 قتيلا، بينهم 9 مدنيين، منهم 6 أطفال، كما أسفر عن إصابة 68 مواطناً آخرين، بينهم 61 مدنيين، ومنهم 15 طفل و9 نساء، منذ فجر يوم أمس وحتى ساعة إصدار هذا البيان.  ويطالب المركز المجتمع الدولي باتخاذ تدابير جدية لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم.

ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالصورايخ عدة مناطق مأهولة بالسكان المدنيين في محافظة شمال قطاع غزة وكثفت عملياتها الحربية ضد المدنيين.  وكان أخطر تلك الجرائم في حوالي الساعة 3:20 من مساء يوم أمس الخميس الموافق 28 فبراير 2008، حيث أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي صاروخين باتجاه مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون كرة القدم في ساحة قريبة من منازلهم في شارع القرم، شرق بلدة جباليا، شمال قطاع غزة.  وقد أسفر انفجار الصاروخين عن مقتل أربعة أطفال، وإصابة اثنين آخرين بجراح بالغة.  والقتلى هم كل من: 1) محمد نعيم حمودة، 9 أعوام؛ 2) علي منير دردونة، 8 أعوام؛ 3) دردونة ديب دردونة، 12 عاماً؛ و4) عمر حسين دردونة، 14 عاماً.  وذكرت المصادر الطبية في مشافي مدينة غزة والشمال بأن جثث الأطفال وصلها أشلاء مقطعة، وتؤكد تحقيقات المركز عدم تواجد أي من رجال المقاومة في الساحة المستهدفة، وكانت حالة من الهدوء تسود المنطقة.  وجاءت تلك الجريمة بعد أقل من 24 ساعة على اقتراف قوات الاحتلال لجريمة مماثلة أيضاً، عندما أطلقت طائرة حربية صاروخين باتجاه مجموعة من الأطفال عند الساعة 6:35 من مساء يوم أمس الأول الأربعاء.  وأسفر ذلك عن مقتل الطفلين بلال كامل حجازي، 13 عاماً، سليمان خليل حمادة، 12 عاماً، وإصابة 5 آخرين بجراح.  وكان الأطفال يتواجدون على مقربة من منصة صواريخ محلية الصنع في منطقة مشروع عامر غرب بلدة جباليا.

وكان الطفل أمجد حافظ السكني، 16 عاماً، من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، قد قتل في حوالي الساعة 2:30 من مساء اليوم ذاته، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار باتجاهه بينما كان يتواجد بالقرب من مقبرة الشهداء، شرق بلدة جباليا.

وفي حوالي الساعة 3:45 من مساء أمس أيضاً، استهدفت قوات الاحتلال بصاروخين سيارة مدنية من نوع (سوبارو) بيضاء اللون، كان يستقلها مجموعة من رجال المقاومة، وتسير بالقرب من مسجد عمر بن عبد العزيز في بلدة بيت حانون.  سقط الصاروخان بالقرب من السيارة مما أدى إلى مقتل أحد المارة ويدعى رامز مصطفى ناصر، 19 عاماً، وإصابة أربعة آخرين بينهم ثلاثة من ركاب السيارة.

وفي حوالي الساعة 6:00 مساءً، قتل الطفل طلعت صالح النميلات، 16 عاماً، من سكان منطقة السودانية، غرب بلدة بيت لاهيا، جراء إصابته بصاروخ أطلقته باتجاهه قوات الاحتلال الإسرائيلي بينما كان يقوم برعي الأغنام في المنطقة.  وذكرت المصادر الطبية في مستشفى كمال عدوان بأن جثة الطفل النميلات وصلت إلى المستشفى أشلاء مقطعة.

وفي حوالي الساعة 11:10 مساءً، قصفت قوات الاحتلال بصاروخين مبنى مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، وهو مكون من 5 طوابق، ويقع في شارع الصفطاوي غرب بلدة جباليا، مما أسفر عن تدمير المبنى الواقع في حي سكنى تدميرا كاملا وإلحاق أضرار مادية بالغة في عدد كبير من البنايات السكينة والمنازل المجاورة.  وقد أسفر القصف أيضاً عن إصابة 40 مواطناً من سكان المنطقة بشظايا في أنحاء متفرقة من الجسم، بينهم 10 أطفال، منهم رضيعان لم يجاوزا العام، و5 نساء.  وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد استولت على مقر الاتحاد بعد أحداث يونيو 2007.

وفي محافظة غزة، قصفت قوات الاحتلال في حوالي الساعة 12:30 من فجر الخميس، محلاً لبيع بطاريات السيارات يقع على شارع البحر في حي الشيخ عجلين، غرب مدينة غزة.  وقد أسفر القصف عن إلحاق أضرار مادية بالغة في المحل والمنزل الذي يقع ملاصقا للمحل.

وفي حوالي الساعة 2:00 فجراً،  أصيب مدنيان بجراح جراء إطلاق قوات الاحتلال صاروخاً باتجاه مجموعة من رجال المقاومة في شارع بغداد، في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، الذين تمكنوا من الفرار.  والمصابان هما من سكان المنطقة.

وفي حوالي الساعة 5:00 فجراً، أطلقت قوات الاحتلال صاروخاً باتجاه مجموعة من رجال المقاومة كانوا يتواجدون بالقرب من مسجد التوفيق في حي الشجاعية، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة آخر بجراح بالغة.  والقتيلان هما: أحمد سليم الحويطي (السمري)، 26 عاماً، وأمجد يحيى العمريطي، 25 عاماً.  وأفادت المصادر الطبية في مستشفى الشفاء بأن جسدي القتيلين وصلا أشلاء مقطعة.

وفي حوالي الساعة 5:30 فجراً، أطلقت قوات الاحتلال صاروخاً باتجاه أحد أفراد المقاومة في منطقة الشعف بحي الشجاعية، مما أدى إلى مقتله ويدعى لؤي فايق قنيطة، 19 عاماً، وإصابة أربعة مواطنين آخرين ، بينهم طفلان، كانوا خارجين من مسجد جعفر القريب من المكان بعد أدائهم صلاة الفجر.

وفي حوالي الساعة 10:00 صباحاً، استهدفت قوات الاحتلال مجموعة من رجال المقاومة كانوا يتواجدون في حي الزيتون شرق المدينة بصاروخ، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم، وإصابة اثنين آخرين بجراح خطيرة.  والقتيلان هما: حمزة خليل الحية، 22 عاماً، وجواد خميس طافش، 23 عاماً.  وأفادت المصادر الطبية في مستشفى الشفاء بأن جثتي الضحيتين وصلتا أشلاء ممزقة.  وفي ساعات صباح اليوم الجمعة 29/2/2008، أعلنت المصادر الطبية عن وفاة أحد المصابين ويدعى رامي رمضان خليفة، 27 عاماً، متأثراً بجراحه.

وفي حوالي الساعة 5:00 مساءً، أطلقت قوات الاحتلال صاروخاً باتجاه موقع للشرطة، وهو عبارة عن حاوية، ويقع على شارع البحر غرب مخيم الشاطئ بالمدينة، مما أدى إلى مقتل مدنيين، أحدهما طفل، كانا يتواجدان في المكان، وإصابة آخرين بينهما أحد أفراد الشرطة.  والقتيلان هما كل من: محمد سعد الله الحلو، 19 عاماً، وعلاء أيمن البورنو، 17 عاماً، توفي متأثراً بجراحه فجر اليوم الجمعة.

وفي حوالي الساعة 8:20 من مساء يوم أمس أيضاً، استهدفت قوات الاحتلال بصاروخ باصا لنقل البضائع كان يستقله اثنان من رجال المقاومة بالقرب من مستشفى الشفاء غرب المدينة، مما أدى إلى مقتلهما، وإصابة أحد المارة.  كما لحقت أضرار مادية بالغة في عدد من المنازل المجاورة.  والقتيلان هما: محمد مسعود الحلو، 30 عاماً، وخليل إبراهيم أهل، 26 عاماً.  وفي حوالي الساعة 2:30 من فجر اليوم الجمعة، استهدفت قوات الاحتلال بصاروخين منزل القتيل أهل، المكون من 4 طوابق، ويقع في مخيم الشاطئ غرب المدينة، مما ألحق به أضراراً مادية بالغة.

وفي محافظة خان يونس، أطلقت قوات الاحتلال في حوالي الساعة 10:20 من مساء يوم أمس الخميس، صاروخاً باتجاه سيارة من نوع (متسوبيشي) بيضاء اللون، وهي تابعة لشركة الكهرباء الفلسطينية، وكان يستقلها اثنان من الموظفين في منطقة حي الأمل بالمدينة.  وقد أسفر القصف عن مقتل أحد الموظفين ويدعى محمد سليمان شامية، 21 عاماً، وإصابة الآخر وهو باهي الأدغم كامل الفرا، 38 عاماً، بجراح بالغة.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإذ يجدد إدانته لتلك الجرائم وينظر لها بخطورة بالغة، فإنه:

•  يؤكد أن تلك الجرائم تأتي وفقاً لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بشكل عام، وفي قطاع غزة بشكل خاص، والتي تعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المواطنين الفلسطينيين.

•  يحذر من المزيد من التصعيد في الجرائم ضد المدنيين في ضوء التصريحات والتهديدات الصادرة عن قادة سياسيين وعسكريين إسرائيليين وهو ما ينذر بسقوط المزيد من الضحايا في قطاع غزة.

•  يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.