2/3/2008
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد حربها المفتوحة على قطاع غزة، والتي تتواصل لليوم الخامس على التوالي، موقعة المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين. ويعرب المركز عن استهجانه من استمرار سياسة الصمت الدولي حيال تلك الجرائم، والتي تشكل غطاءً لتلك القوات في اقتراف المزيد من جرائم حربها البشعة بحق المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم. وينذر استمرار وجود قوات الاحتلال داخل القطاع، وتوغلها في مناطق عديدة منه، بسقوط المزيد من الضحايا. وعليه يجدد المركز مطالبته للمجتمع الدولي بالتحرك الفوري والعاجل لوقف هذه الجرائم، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية سقط 39 قتيلاً فلسطينياً جديداً في مناطق متفرقة من القطاع، 22 منهم من المدنيين العزل، من بينهم 9أطفال، احدهم رضيع. ومن بين القتلى ستة من أفراد عائلة واحدة، هم ثلاث نساء وثلاثة رجال سقطوا بعد استهداف منزلهم بثلاثة صواريخ جوية في مدينة غزة. وبسقوط هؤلاء يرتفع عدد الضحايا منذ يوم الأربعاء الموافق 27/2/2008 وحتى لحظة صدور هذا البيان إلى 101 قتيلاً، 49 منهم من المدنيين العزل، من بينهم 25 طفلاً وطفلة، وخمس نساء، وأكثر من 250 جريحاً، معظمهم من المدنيين العزل. هذا فضلاً عن تدمير العديد من المنشات المدنية وإلحاق أضرار جسيمة في المنازل السكنية.
هذا وقد تركزت معظم الأحداث في بلدة جباليا ومحيطها، حيث تواصل قوات الاحتلال احتلالها لليوم الثاني على التوالي موقعة المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين العزل. وتفيد تحقيقات المركز، أن قوات الاحتلال قد أفرطت في توظيفها للقوة المسلحة المميتة، حيث شنت عشرات الغارات الجوية غير آبهة بحياة المدنيين وتواجدهم في منطقة هي الأعلى كثافة سكانية في العالم. وقد ارتفع عدد الضحايا منذ ساعات فجر أمس وحتى لحظة صدور هذا البيان في البلدة المذكورة إلى 55 قتيلاً، 30 منهم من المدنيين العزل، من بينهم 19 طفلاً، أحدهم طفلة رضيعة، وامرأتان. ومن بين القتلى طفلان شقيقان وطفل ووالده وطفلة وشقيقتها. “ولمزيد من التفاصيل، أنظر/ي البيان الصادر عن المركز يوم أمس الموافق 1/3/2008”.
أما باقي المناطق فقد كانت فيها الأحداث على النحو التالي:
- في حوالي الساعة 5:15 مساء يوم السبت الموافق 1/3/2008، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية ثلاثة صواريخ تجاه منزل المواطن عبد الرحمن محمد علي عطا الله 62 عاماً، بالقرب من مسجد البخاري في شارع النفق شرقي مدينة غزة. أدى القصف إلى تدمير المنزل ومقتل ستة من أفراد العائلة، من بينهم ثلاث نساء، وإصابة ستة آخرين من العائلة واثنين من عائلة شقيقه، من بينهم أربعة أطفال، أحدهم رضيع عمره يومان. والقتلى هم: عبد الرحمن محمد على عطا الله، 62 عاماً؛ زوجته سعاد رجب عطا الله، 60 عاماً؛ وأنجالهم: إبراهيم، 38 عاماً؛ خالد 34 عاماً؛ رجاء 30 عاماً؛ وابتسام 25 عاماً.
- وفي حوالي الساعة 8:37 مساءً، أطلقت طائرة إسرائيلية، كانت تحلق في سماء مدينة خانيونس، صاروخاً تجاه سيارة جيب تابعة للشرطة الفلسطينية، كانت تتوقف قبالة مقر الشرطة وسط خانيونس، ما أدى إلى مقتل اثنين من ركابها وإصابة ثالث بجروح خطيرة. والقتيلان هما: 1) رأفت ياسين عبد العزيز حمد، 38 عاماً؛ و2) حسن إبراهيم أبو نجا، 24 عاماً؛ وكلاهما من سكان خان يونس.
- وفي حوالي الساعة 10:04 مساءً، أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية أربعة صواريخ باتجاه مسجد بدر (قيد الإنشاء) المجاور لمركز شرطة رفح في شارع أبو بكر الصديق في مدينة رفح ودمرته كلياً. وقد استهدفت الصواريخ ستة من أفراد قوة التدخل وحفظ النظام في شرطة الحكومة المقالة قاموا بإخلاء مركز الشرطة وتجمعوا داخل المسجد، وحولت الصواريخ أجسادهم إلى أشلاء ممزقة. والقتلى هم: 1) سمير حمدي عصفور، 36 عاماً؛ و2) خالد أحمد أبو عيادة، 31 عاماً؛ و3) عماد إبراهيم الطلاع، 34 عاماً؛ و4) صادق يوسف البليشي، 26 عاماً؛ و5) محمد عمر أبو نعمة، 21 عاماً؛ و6) صبحي مفيد عوض الله، 20 عاماً. كما أصيب حوالي 30 مواطناً، من بينهم 6 أطفال و4 نساء، بجراح ما بين متوسطة إلى خطيرة داخل منازلهم المجاورة لمسجد بدر، والتي تضررت جراء القصف أيضاً بالإضافة لعدد من المحلات التجارية والورش.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإذ يجدد إدانته لتلك الجرائم وينظر لها بخطورة بالغة، فإنه:
- يؤكد أن تلك الجرائم تأتي وفقاً لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بشكل عام، وفي قطاع غزة بشكل خاص، والتي تعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المدنيين الفلسطينيين.
- يجدد تحذيره للتصعيد المتزايد في الجرائم ضد المدنيين في ضوء التصريحات والتهديدات الصادرة عن قادة سياسيين وعسكريين إسرائيليين وهو ما ينذر بسقوط المزيد من الضحايا في قطاع غزة.
- يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.