6/4/2005
بهية مارديني من دمشق: حذّر المحامي اكثم نعيسة رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية، الغير مرخصة أصولا، اثر عودته من بروكسل، ومشاركته بجلسة الاستماع في البرلمان الأوروبي الخاصة بموضوع الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي، حكومة بلاده قائلا لم يعد أمام النظام إلا إجراء تغييرات حقيقية وجذرية وسريعة وليس مجرد القيام بإجراءات الهدف من القيام بها تحسين صورته في الخارج، وأكد في حديث مع “إيلاف” انه ُوضع تحت الحماية الأوروبية بعد تحدثه في البرلمان الأوروبي لمدة نصف ساعة الخميس الماضي عن الشأن الداخلي في سورية.
وشنّ نعيسة هجوما على بعض المعارضة السورية معتبرا أنها طائفية وتقاطعه لأنه من الطائفة العلوية وأنها تدعو في خطابها إلى الاقتتال الطائفي في سورية، كما أن بعضها يعيش على موائد الأمن.
وقال نعيسة أن البرلمان الأوروبي هو الذي اختاره للتحدث أثناء جلسات الاستماع وليس رئيس حزب الإصلاح فريد الغادري فقد اختاروا الغادري من الخارج ونعيسة من داخل سورية.
وأكد نعيسة إنني لست ضد الغادري ولكني سياسيا لا اتفق معه إذ انه يتكلم كمواطن اميركي أكثر مما يتكلم كمواطن سوري ويريد دخول البلاد على دبابة اميركية رغم نفيه ذلك واعتقد يجب أن يواكب الأحداث كمواطن سوري بالإيقاع السوري ولا يواكب السياسة الخارجية الاميركية داخل سورية ، وهذا رغم إقراري ببعض الايجابيات التي يفعلها مثل فتح ملف المحاكمات والجرائم التي اقترفها بعض المسئولين في سورية وقد قلت في البرلمان الأوروبي أن الغادري لا يمثل المعارضة السورية فقالوا ليس من واجبنا الجواب على سؤالك ونحن من نقرر فهذا موضوع يخصنا .
وأوضح نعيسة لقد تساءل المسؤولون الأوربيون لماذا انسحب السفير السوري في بروكسل من الجلسات رغم أن هذه الجلسات مهمة بالنسبة لمستقبل سورية واستغرب أن يتحدث رئيس لجنة الشؤون التشريعية في مجلس الشعب السوري فيصل كلثوم خلال الجلسات عن نفسه وأكد المسؤولون الأوروبيون إننا لن نوقع الشراكة مع سورية في حال استمرت الحكومة بالمراوغة .
واعتبر نعيسة أن المقاطعة من جانب الحكومة السورية خطا كبير وقد طلبوا أن يلقوا كلمة ولكن هذه الجلسات كانت لمجرد الاستماع من المعارضة وعندما رفض البرلمانيون الأوروبيون إعطاء الكلام للسوريين الحكوميين قاطعوا الجلسة.
وأضاف لقد تحدثت عن ثلاثة محاور الوضع السياسي والفساد والحريات العامة في سورية و حقوق الأقليات والمجردين من الجنسية وحقوق الأكراد والمعتقلين ومحكمة امن الدولة وحالة الطوارىء وأشرت إلى المعتقلين السوريين عبد العزيز الخير ورياض سيف وعارف دليلة.
ورأى نعيسة أن الإفراج عن 312 معتقلا كرديا والطالبين محمد عرب ومهند دبس كان رسالة للأوروبيين بان هناك تغييرات في سورية فقد تزامن الإفراج مع جلسات الاستماع الأربعاء والخميس الماضيين.
وتحدث نعيسة في البرلمان الأوروبي عن استمرار التعذيب في السجون السورية رغم توقيع سورية على اتفاقية مناهضته وعن قانون المطبوعات السيئ وعن الكذب الذي تمارسه الحكومة السورية حين قالت أن لديها 120 معتقلا كرديا ثم أفرجت عن 312، وتساءل نعيسة عن المساعدات الأوروبية وأين تصب؟ وتحدث عن اعتقاله ومنعه من السفر وروت المقررة في البرلمان الأوروبي “دو كيزر” أنها في احد زياراتها إلى سورية قال لها احد المسؤولين السوريين أن لدى دمشق 30 جنديا في لبنان فلماذا الكذب؟ وأكد البرلمانيون انه لن تمرر الشراكة هكذا مثل تونس وقرروا امهال سورية قرابة الشهرين حتى تجري تغييرات حقيقية وملموسة في نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان وستكون الاتفاقية مع الحكومة والمجتمع المدني السوري أكد اكثم أن هناك تناغما بين الرأي الأوروبي والاميركي حول سورية وان هذا النظام لم يعد يواكب تطورات الخارج
مشيرا إلى أن النظام في خطر وان هناك خيار واحد بإحداث تغييرات جذرية وسريعة وحقيقية مع كل تخوفاته من سرعتها ولكن لم يعد هناك وقت وما يتم الآن هو مناقشة السيناريوهات المحتملة ضد سورية في البنتاغون وحذر الحكومة السورية أن تمتنع عن الدور الوصائي ضد الدول المجاورة، وحذر أيضا بعض المعارضة السورية ألا تنغمس في الإرهاب في العراق فلدى الاميركيين قوائم وأسماء وهناك أطراف في المعارضة تقوم بموافقة ومباركة السلطة بدعم الإرهاب في العراق وهم مسؤولون عن مقتل عشرات الجنود الاميركيين في العراق وما تقوله واشنطن أن سورية مسؤولة عن مقتل 700 جندي اميركي في العراق، وشدد اكثم لدى سؤاله عن رأيه في ذلك على الإقرار أن هناك اصطفافات جديدة في سورية فالشكل الأول معارضة والشكل الثاني موالاة وهذا الشكل التقليدي هو شكل خداع وهو ليس الشكل الحقيقي فالاصطفافات الحقيقية الآن في أن هناك تيار مستبد داخل السلطة وهناك تيار مستبد داخل المعارضة واهم سمات هذا التيار انه ضد أية عملية تحول ديمقراطية حقيقية في سورية ويتعامل مع الخارج بصفته عدو مطلق يجب القضاء عليه ولا يعترف بالآخر.
ورأى اكثم أن تيار السلطة وبعض تيار المعارضة المستبد يعملون الآن على أرضية سياسية واحدة وهم حلفاء استراتيجيون فعلا وأنا اعتقد أنهم عملوا في العراق تحت مظلة الإرهاب وأنا أؤيد المعلومات التي لدى الاميركيين وهذا التيار من المعارضة سيعمل على القضاء على أي تحول ديمقراطي في سورية وهم يقفون ضده، وأوضح نعيسة أن المعارضة المستبدة اقسى من النظام الرسمي المستبد لأنها معارضة طائفية يضمر خطابها دعوة إلى حرب أهلية داخل سورية والى تصفيات عرقية وطائفية وهناك الكثير من المعارضة رفضوا التعامل معي لأنني علوي وهناك منظمات لحقوق الإنسان ومنظمات عديدة أنشئت وولدت ميتة فقط لأنهم لا يريدون أن يكونوا تحت رئاسة شخص علوي فوقعوا بين براثن النظام لعدم وجود خبرة سياسية لديهم وانشاوا منظمات جديدة، فاللجان حوربت على أساس طائفي، واعتبر اكثم أن الامتحان الحقيقي للمعارضة يوم محاكمته في 24 الشهر الحالي إذ ستدعو اللجان إلى اعتصام أمام محكمة امن الدولة بدمشق وسيأتي محامون فرنسيون ممثلون عن منظمات دولية وقد يحضر برلمانيون أوروبيون .
ونوه نعيسة أن بعض المعارضة السورية تعمل بشكل سري مع النظام وان لديه معلومات عن شخصيات تدعي أنها معارضة لكنها تعيش على موائد الأمن وبعضهم مفضوح في الشارع السياسي السوري ويستخدمهم النظام وأصواتهم ترتفع عندما يكون النظام في أزمة.
وأما القسم الثاني كما استطرد اكثم فهم القوى الديمقراطية التي تبزغ في سورية جديدة ويافعة ويانعة وستحمل هذه القوى لواء التحول الديمقراطي والأوروبيون قالوها صراحة إننا ندرك من يمثل مستقبل سورية إنهم الديمقراطيون، وأشار إلى أن احد رجالات المعارضة قال لأحد الصحافيين الأجانب أنا رئيس لجان إحياء المجتمع المدني في سورية ودافع عن النظام السوري علما انه لا رئيس للجان.
ولفت نعيسة إلى أن القوى الديمقراطية الحقيقية سيكون من بينها صدر الدين البيانوني المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ولجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية والحركة من اجل الديمقراطية وقوى تمثل أقليات وستدين كل تصرفات المعارضة المبنية على الطائفية لأنها تصب في نهر السلطة .
هناك قوى ديمقراطية في السلطة ولكني لم أر الدليل عليها وان وجدت هذه القوى سأتحالف معها، وشدد نعيسة إن قوى الديمقراطية التي سأتحالف معها ليست هي التي تطرح نفسها فانا لا أريد غطاءات لخطاب طائفي لأنه اشد فظاعة وتخلفا من الفكر الأصولي الذي كان سائدا في سورية في السبعينات والثمانينات ومن الفكر الاستبدادي الذي تطرحه السلطة ولن أضع يدي في يد معارضة تعمل ضد الدول المجاورة ولن انسق إلا مع الديمقراطيين الحقيقيين .
وأشار نعيسة أن المشروع الذي طرحه الإخوان المسلمون ومرشدهم العام هو مشروع ديمقراطي ويجب أن أناقش هذا الفكر وأحاوره لأنه يعترف بي واعترف به وهذا جوهر الديمقراطية أما نداؤهم لمؤتمر وطني شامل فيجب أن نعد له المناخ المناسب والشروط الكفيلة لإنجاحه. الجدير بالذكر أن نعيسة سيتسلم في تشرين أول (اكتوبر) القادم جائزة مارتن اينالس في جنيف بقيمة مليون ليرة “حوالي 20 ألف دولار ” سيتبرع بجزء منها للجان، كما حصل من معهد لودفيك في بلجيكا على جائزة حقوقية تدعى لودفيك ترايرو.
لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية و حقوق الإنسان في سوريا
مجلس الأمناء