1/4/2008
ينظر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بقلق إلى الأحداث التي وقعت في جامعة الأزهر يوم أمس إثر اقتحام عناصر من الكتلة الإسلامية حرم الجامعة وتنظيم مهرجان طلابي خلافاً لقرار إداري، وما رافق ذلك من أعمال عنف واعتداءات على عدد من الهيئة الإدارية والطلبة. ويكرر المركز مطالبته الأطراف كافة بتحييد الجامعات والمؤسسات الأكاديمية من الصراع السياسي القائم بين حركتي فتح وحماس، والحفاظ على الحريات الأكاديمية والحريات العامة المكفولة بالقانون.
ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ففي حوالي الساعة 5:00 من فجر يوم أمس الاثنين الموافق 31 مارس 2008، اقتحم طلاب من الكتلة الإسلامية، الإطار الطلابي لحركة حماس، ترافقهم حافلة محملة بشعارات وصور وأعلام للحركة، جامعة الأزهر الواقعة غرب مدينة غزة، عنوة، واحتجزوا حارسي البوابة الرئيسية في إحدى الغرف واستولوا على (تليفونيهما المحمولين). وشرع عناصر الكتلة بالتحضير لإحياء مهرجان ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين، رغم صدور قرار عن إدارة الجامعة تمنع فيه كافة الأنشطة للأطر الطلابية داخل الحرم الجامعي. وفي أعقاب ذلك، وقعت مشادات كلامية بين عناصر الكتلة وأعضاء الهيئة الإدارية الذين حضروا إلى الجامعة، تعرض خلالها عدد من أعضاء الهيئة الإدارية والطلبة للاعتداء بالضرب على أيدي عناصر الكتلة. وقد اعتصم أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وعدد من الطلبة أمام البوابة الرئيسية للجامعة احتجاجاً على ذلك، إلا أن أفراد الشرطة قاموا بتفريقهم والاعتداء على عدد منهم بالضرب أيضاً.
وأفاد د. جبر الداعور، نائب رئيس الجامعة للشئون الإدارية، لباحثة المركز بما يلي:
في حوالي الساعة 6:00 من صباح يوم أمس، تلقيت اتصالاً هاتفياً من أمن الجامعة أبلغوني فيه بأن عناصر من حركة حماس اقتحمت الجامعة وبدءوا بالتحضير لحفل تأبين الشهيد أحمد ياسين. وعلى الفور توجهت برفقة اثنين من أعضاء الهيئة الإدارية إلى الجامعة، ولدى دخولنا الحرم الجامعي شرع أفراد من الحركة بملاحقتنا إلى أن وصلنا إلى مكاتب رئاسة الجامعة. وقد وقعت مشادة كلامية بيني وبينهم قاموا خلالها بشتمي، فاتفقت مع أعضاء الهيئة الإدارية بالابتعاد عنهم والاعتصام، إلا أنهم قاموا بملاحقتنا مرة أخرى وشرعوا بالاعتداء علينا إلى أن خرجنا من الحرم الجامعي. قمنا بالاعتصام بالقرب من البوابة الخارجية الرئيسية، وحضرت الشرطة الفلسطينية وانهالوا علينا بالضرب والشتائم واستخدموا الغاز في تفريقنا.”
كما أفادت إحدى الطالبات في الجامعة لباحثة المركز بما يلي:
“في حوالي الساعة 9:45 من صباح يوم أمس وصلت إلى جامعة الأزهر، وبمجرد دخولي شاهدت أعلام حركة حماس وصور قادتها معلقة على جدران مباني الجامعة. وخلال سيري داخل الحرم الجامعي بدأ أحد أفراد الكتلة ممن يقفون على منصة الاحتفال بتوجيه الشتائم لي ودعا أفراد الحركة بالاعتداء علي، وعلى الفور بدءوا بالالتفاف حولي والاعتداء علي بالضرب، إلا أن عدد من الطلبة استطاعوا نقلي إلى أحد الغرف، وقد قام أحد عناصر الكتلة برشقي بمادة الكلور، ونُقلت مرة أخرى إلى مبنى شئون الطلبة، ومنها إلى المستشفى لتلقي العلاج”.
وذكر اللواء توفيق جبر، قائد الشرطة في الحكومة المقالة، للمركز، بأن الشرطة قامت بتفريق المعتصمين أمام بوابة الجامعة لعرقلتهم السير في شارع عام (شارع جمال عبد الناصر.)
وقد أصدرت إدارة الجامعة بياناً شجبت فيه تلك الأحداث، كما أعلنت عن تعليق الدراسة ليوم أمس، والاعتصام اليوم الثلاثاء الموافق 1 أبريل 2008 داخل الحرم الجامعي.
وفي ضوء ذلك، فإن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان:
1. يدين اقتحام جامعة الأزهر من قبل الطلبة، ويدين كافة أشكال العنف، خاصة داخل الحرم الجامعي.
2. يدعو إلى احترام حرية الحياة الجامعية واحترام الحريات الأكاديمية والحريات العامة المكفولة بالقانون.
3. يطالب الأطراف كافة بتحييد الجامعات والمؤسسات الأكاديمية من الصراع السياسي القائم بين حركتي فتح وحماس.