17/4/2008

صعدت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية من وتيرة جرائمها في قطاع غزة، تزامناً مع حصاره بشكل غير مسبوق منذ العام 1967. فخلال نصف ساعة من يوم أمس الموافق 16/4/2008، قتلت تلك القوات 13 مدنياً فلسطينياً في بلدة جحر الديك، وسط القطاع، من بينهم صحفي فلسطيني وثمانية أطفال، وشقيقان وأصابت 32 آخرين، بجراح من بينهم 17 طفلاً وامرأة، فضلاً عن تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمنازل السكنية، أثناء عملية توغل لها في البلدة. تحقيقات المركز تؤكد على أن قوات الاحتلال أفرطت في استخدامها للقوة المسلحة المميتة، واستهدفت الصحافيين بشكل متعمد على الرغم من وضوح الإشارات المميزة على ملابسهم و على السيارة التابعة لهم[1].

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 4:00 فجر اليوم المذكور أعلاه، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسافة تقدر بنحو 1200 متر داخل بلدة جحر الديك، وسط قطاع غزة. شرعت تلك القوات بمداهمة المنازل السكنية وتفتيشها والعبث بها، فيما شرعت آلياتها العسكرية في أعمال تجريف واسعة في المنطقة. وفي حوالي الساعة 7:00 صباحاً، أطلقت قوات الاحتلال قذيفة مدفعية باتجاه منزل المواطن سالم علي أبو سعيد، 73 عاماً، مما أدى إلى إصابته هو وزوجة ابنه، هالة عطية، 36 عاماً بجراح، أثناء تواجدهما في شرفة المنزل، و نقل المسن لمستشفى الشفاء لخطورة حالته، فيما نسفت قوات الاحتلال منزله في وقت لاحق. وعند الساعة 4:30 مساءً، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية كانت تساند عملية التوغل صاروخين باتجاه تجمع للمواطنين في محيط مسجد الإحسان الذي يبعد نحو 300 متر إلى الجنوب من تواجد قوات الاحتلال، أسفر ذلك عن مقتل تسعة مواطنين فلسطينيين، بينهم ستة أطفال وشقيقان، وإصابة 18 آخرين بجراح، من بينهم 12 طفلاً.

والقتلى هم: 1) محمود أحمد محمد، 45 عاماً؛ 2) وشقيقه سفيان احمد محمد، 41 عاماً؛ 3) عبد الله ماهر أبو خليل، 15 عاماً؛ 4) طارق فريد أبو طاقية، 16عاماً؛ 5) إسلام حسام العيسوي، 16 عاماً؛ 6) طلحة هاني أبو علي، 13 عاماً؛ 7) بيان سمير الخالدي، 17 عاماً؛ 8) محمد محمد العصار، 17 عاماً؛ 9) فادي جمال مصران، 20 عاماً.

توجه الصحفي فضل صبحي شناعة، 23 عاماً والذي يعمل مصوراً لصالح وكالة رويترز للأنباء، يرافقه فني الصوت في الوكالة وفا أبو مزيد، 25 عاماً لتصوير الأطفال الذين سقطوا جراء الصواريخ، وبعد الانتهاء من ذلك استقلا السيارة التابعة للوكالة وعليها إشارة صحافة، وعادا أدراجهما لاستكمال عملهما في المنطقة، حيث توقفا وترجلا من السيارة على بعد مئات الأمتار من مكان تواجد قوات الاحتلال. وكان يتجمع حولهم مجموعة من الأطفال، وفي هذه الأثناء أطلقت تلك القوات قذيفة مدفعية باتجاههما، مما أدى إلى مقتل شناعة وإصابة أبو مزيد بجروح، فيما أطلقت قوات الاحتلال قذيفة ثانية أصابت السيارة من الخلف وألحقت بها أضرارا بالغة، فيما قتل ثلاثة مواطنين، من بينهم طفلان جراء تناثر الشظايا في المكان، وأصيب 12 آخرون بينهم خمسة أطفال، بجراح. والقتلى هم: 1) أحمد عارف فرج الله، 14 عاماً؛ 2) غسان خالد أبو عطيوي، 17 عاماً؛ خليل اسماعيل دغمش، 22 عاماً. وفي حوالي الساعة 9:30 مساءً، أعادت قوات الاحتلال انتشارها في المنطقة، إلى داخل الشريط الحدودي مع إسرائيل، بعد أن جرفت اكثر من 200 دونم زراعي وهدمت ستة منازل ما بين كلي وجزئي.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ يجدد إدانته لتلك الجرائم وينظر لها بخطورة بالغة، فإنه:

  • يؤكد أن تلك الجرائم تأتي وفقاً لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بشكل عام، وفي قطاع غزة بشكل خاص، والتي تعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المواطنين الفلسطينيين.
  • يحذر من المزيد من التصعيد في الجرائم ضد المدنيين في ضوء التصريحات والتهديدات الصادرة عن قادة سياسيين وعسكريين إسرائيليين وهو ما ينذر بسقوط المزيد من الضحايا في قطاع غزة.
  • يشير بقلق إلى استمرار جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، ويؤكد أن هذه الجرائم تأتي في سياق إخراس صوت الصحافة ومنعها من تغطية ما تقترفه تلك القوات من جرائم بحق المدنيين.
  • يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.