26/2/2009

تنهي لجنة تقصي الحقائق الدولية المنتدبة من قبل جامعة الدول العربية للتحقيق في جرائم الحرب التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على غزة، جولتها في قطاع غزة يوم غد الجمعة الموافق 27 فبراير 2009 ، بجولة ميدانية تطلع خلالها على حجم الدمار الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح. هدفت اللجنة من زيارتها إلى جمع وتوثيق الأدلة من شهود العيان والضحايا والاطلاع على حجم الدمار والتخريب الذي اقترفته قوات الاحتلال خلال فترة العدوان لإعداد تقرير محايد وموضوعي ورفعه إلى جامعة الدول العربية.

ضمت اللجنة ستة من الخبراء الدوليين في مجال القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، هم: جون دوغارد، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ فن لين جيم، القاضي والخبير القانوني؛ بول ديفارت، الخبير في القانون الدولي؛ غونزالو بوي، المحامي وممثل المركز في المحاكم الاسبانية؛ رايلين شارب، المحامية الدولية؛ فرانشسكو كورتي ريال، الخبير في الطب العدلي. كما ضم الوفد أيضاً ثلاثة من أعضاء الأمانة العامة في جامعة الدول العربية، هم: رضوان بن خضر، المستشار القانون للامين العام؛ المستشار علياء الغصين، مدير إدارة شئون فلسطين؛ وإلهام الشجني، سكرتير أول إدارة السياسات السكانية والهجرة.

وقد استضاف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أعضاء اللجنة بناءً على تنسيق مع جامعة الدول العربية، حيث أعد لهم برنامجاً متكاملا لزيارتهم التي امتدت من 22 فبراير حتى 27 فبراير، عدا عن التنسيق لجولاتهم الميدانية وتقديم الدعم اللوجستي لهم. وخلال فترة مكوثها في قطاع غزة، قام أعضاء اللجنة بعشرات الزيارات الميدانية لأنحاء مختلفة في القطاع، والتقوا مع العشرات من ضحايا الجرائم الإسرائيلية وأقربائهم وشهود العيان. كما التقوا أيضاً مع ممثلي منظمات المجتمع المدني، ممثلي منظمات حقوق الإنسان؛ ممثلين عن منظمات دولية؛ شخصيات رسمية؛ أعضاء في المجلس التشريعي؛ وشخصيات سياسية.

بدأت اللجنة نشاطها مباشرة عقب وصولها معبر رفح في 22 فبراير، حيث استمعت في مقر المركز الرئيسي في مدينة غزة لعرض مفصل حول الانتهاكات الإسرائيلية المقترفة خلال العدوان على غزة، وآثاره، فيما التقت في ساعات المساء مع كل من: مدير الصليب الأحمر بغزة، د. باسم نعيم، وزير الصحة في حكومة غزة؛ المستشار محمد عوض، أمين عام مجلس الوزراء بحكومة غزة؛ وخالد عبد الشافي، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بغزة.

وفي ثاني أيام زيارتها، التقت اللجنة السيدة كارين أبو زيد، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بمدينة غزة، وزارت مخازن الأونروا التي احترقت بفعل القذائف الإسرائيلية خلال فترة الحرب . تلا ذلك جولة ميدانية زار خلالها أعضاء اللجنة عدداً من المناطق التي تعرضت للعدوان في محافظتي غزة وشمال غزة، حيث اطلعوا عن كثب على حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي، كما استمعوا لشهادات الضحايا وأقاربهم. وفي مساء اليوم نفسه، التقت اللجنة ممثلين عن مؤسسات الهلال الأحمر الفلسطيني؛ اتحاد لجان العمل الصحي؛ الإغاثة الطبية؛ اتحاد لجان العمل الزراعي؛ والإغاثة الزراعية في مقر شبكة المنظمات الأهلية في مدينة غزة. كما التقت أيضاً مع د. إياد السراج، برنامج غزة للصحة النفسية؛ وسهيلة ترزي، مدير مستشفى الاهلي العربي، قسطنطين الدباغ، مدير جمعية اتحاد الكنائس بغزة؛ عيسى سابا، مدير معهد كنعان التربوي.

وفي ثالث أيام الزيارة، تجول أعضاء اللجنة في مستشفى الوفاء الطبي للتأهيل، والمنطقة الصناعية شرق مدينة غزة، واستمعوا لحديث وافي عما لحق بهما من تدمير. كما زار أعضاء اللجنة منطقة عزبة عبدربه، شرق مدينة جباليا، شمال غزة، واطلعوا على حجم الدمار الذي حل بالمنطقة، واستمعوا إلى إفادات حية من ذوي الضحايا. وفي اليوم نفسه، التقت اللجنة مع د. باسم نعيم، وزير الصحة في حكومة غزة في مكتبه بمدينة غزة، حيث استمعوا منه لشرح مفصل حول الوضع الصحي والانتهاكات المقترفة خلال فترة العدوان.

تلا ذلك جولة ميدانية زارت اللجنة خلالها مستشفى الشفاء بمدينة غزة، واستمعت لعرض واف قدمه د. حسين عاشور، مدير المستشفى؛ ود. صبحي سكيك، رئيس قسم الجراحة حول طبيعة عملهم والصعوبات التي واجهوها خلال فترة العدوان. إلى ذلك، التقت اللجنة في مقر المركز بمدينة غزة ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، وهم: كايد الغول، من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؛ خالد البطش، من الجهاد الإسلامي؛ أحمد حلس، من حركة فتح، وخالد ناصر من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. كما التقى أعضاء اللجنة في مقر مؤسسة الميزان لحقوق الإنسان بمدينة غزة، كلاً من: عصام يونس مدير المؤسسة، محمود أبو رحمة، من مؤسسة الميزان؛ سامر موسى، ووائل القرا، من مؤسسة الضمير؛ جميل سرحان، مدير الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان في غزة، والمحامية فيها صبحية جمعة.

أما خلال اليوم الرابع لزيارتهم، فقد التقى أعضاء اللجنة مع عدد من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني من كتلة التغيير والإصلاح في مقر المجلس التشريعي بغزة، حيث استمعوا منهم لشرح مفصل حول الانتهاكات التي طالت المجلس ونوابه وانعكاسات هذه الانتهاكات على عملهم. هذا وقد زارت اللجنة أيضاً لجنة توثيق جرائم الحرب المشكلة من حكومة غزة، واستمع أعضاؤها لشرح واف عن عمل اللجنة وتوثيقها قدمه كل من د. ضياء المدهون، رئيس اللجنة، القاضي أشرف نصر الله العضو فيها، ود. نافذ المدهون، رئيس لجنة التواصل الدولي. إلى ذلك، التقت اللجنة أيضاً في مقر اليونيسف في غزة مع عدد من المندوبين عن عدة مؤسسات دولية هي: (FAO WHO,OHCHR,WFP,UNICIEF). وفي ساعات المساء، التقى أعضاء اللجنة محاميي المركز في مقره بمدينة غزة حيث قدم المحامون لأعضاء اللجنة عرضاً سريعاً لأبرز الملفات القضائية التي أعدها المركز مؤخراً للملاحقة القضائية الدولية. كما استمعت اللجنة إلى شهادات عدد من الضحايا أصحاب تلك الملفات. وفي أعقاب ذلك، التقت اللجنة وفداً من نقابة المحامين الفلسطينيين برئاسة نائب نقيب المحامين، الأستاذ سلامة بسيسو؛ ضم كلاً من: المحامي شرحبيل الزعيم، المستشار القانوني لوكالة الغوث الدولية؛ وأعضاء مجلس النقابة المحامون: إصلاح حسنية، علي الدن، هشام الكرزون، وزياد النجار .

وفي آخر أيام زيارتها، التقت اللجنة ثلاثة من الصحفيين الفلسطينيين الذين قاموا بتغطية الحرب على غزة، هم: محمد البابا، مصور في وكالة الأنباء الفرنسية؛ زكريا أبو هربيد، مصور في وكالة رامتان؛ وذو الفقار سويرجو، مدير إذاعة صوت الشعب، حيث استمعت منهم لحديث واف عن الصعوبات التي واجهوها خلال عملهم في تغطية العدوان على غزة. كما التقى أعضاء اللجنة مع المدير التنفيذي لمكتب المفوض العام للأونروا مايكل كينجسلي. ومن ثم، استمعت اللجنة في مقر المركز بمدينة غزة إلى شرح موسع حول الأسلحة والمتفجرات التي استخدمتها قوات الاحتلال خلال الحرب على غزة، قدمه الخبير في الأسلحة والمتفجرات، مارك بوسويل، المدير الفني لمؤسسة (MAG) بالشراكة مع (MAT) في الأمم المتحدة. إلى ذلك، التقت اللجنة أيضاً مع عدد من المؤسسات النسوية في مركز شئون المرأة بمدينة غزة واستمعت منهن لشرح حول الانتهاكات التي طالت النساء الفلسطينيات خلال الحرب وانعكاساتها على حياتهن. هذا وقد زارت اللجنة الجامعة الإسلامية في غزة، واستمعت لعرض حول تبعات القصف الإسرائيلي الذي طال عدداً من مبانيها قدمه د. كمالين شعت، رئيس الجامعة. كما التقت اللجنة في مقر وكالة الغوث الدولية مع مدير العمليات في الوكالة السيد جون غينغ. وفي ساعات المساء، عقدت اللجنة مؤتمراً صحفياً في مقر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، تحدث خلاله أعضاءها عن مهمتهم، حيث استعرضوا انطباعاتهم الأولية عن مشاهداتهم، مؤكدين على استقلالية اللجنة ومعربين عن استعدادهم لتلقي أية شهادات أو إفادات أو وثائق، من شأنها أن تسهم في إغناء تقريرهم.

ومن المقرر أن ينهي أعضاء اللجنة أعمالهم غداً الجمعة بجولة ميدانية في مدينة رفح، للاطلاع على حجم الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال الإسرائيلي بفعل قصف الطائرات الاحتلال لمنطقة رفح والشريط الحدودي مع مصر، ومن ثم، سيغادر أعضاء اللجنة غزة عبر معبر رفح متجهين إلى جمهورية مصر العربية.

يذكر أن اللجنة ستعمل خلال الأسابيع القليلة القادمة على إعداد تقرير حول زيارتها، مشاهداتها، والنتائج التي خلصت إليها، وستقدمه إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان