16/2/2009
لم تكن قضية مقتل ماشا النهاري قضية جنائية اعتادت عليها أروقة المحاكم بل وصل صداها إلى العالم كله وأثارت الرأي المحلي والعالمي كونها تمس احد القضايا الحساسة والأبدية في العالم العربي وتزامنت مع أحداث غزة وذلك عند قيام عبد العزيز العبدي منذ حوالي الشهرين بإطلاق عدة عيارات نارية على ماشا النهاري-أحد أفراد الجالية اليهودية وذلك عقب إرسال رسالة تهديد من العبدي إلى الطائفة اليهودية مخيرا إياهم بالإسلام أو بالرحيل من اليمن بلا رجعة.
وقد صمم والد ماشا وأسرته بالمطالبة بالقصاص وذلك عند المثول أمام المحكمة الجزائية بعمران لكن محامو المتهم يرون بأنه يعاني من مرض عقلي الأمر الذي يسقط عنه القصاص.
وسوف تكون جلسة 2 إبريل محددة للنطق بالحكم وفقا لرغبة محامين الدفاع وأولياء الدم.
القاتل يطالب بمحامي أمريكي :
كانت جلسة اليوم مخصصة لعرض المرافعات الختامية والتي قام محامو المتهم بعرض تقرير الطبيب الشرعي والذي شمل أسماء الأطباء الذين اعدوا التقرير وفقا لتوجيه المحكمة والذي استند على طلب المحامي محمد ناجي علاو- أحد محامي الدفاع من مؤسسة علاو للمحاماة-والذي اعتبر التقرير مبهما ولا يحتوي على أسماء الأطباء الذين أعدوه.
وقد استطرد محامي المتهم بان بأنه وفقا لقانون العقوبات مادة بأنه لا يسال جنائيا من كان وقت ارتكاب الجريمة غير مدركا لماهية أفعاله وذلك وفقا للتقرير الذي ذكر أن حالة المتهم العقلية بأنه عند ارتكابه للجريمة أنه ارتكبها بتخطيط مسبق ووعي تام بها إلا أن الدافع لها وهمياً ، كما كشف التقرير عن حالة وعي المتهم وكذا قدرته في الدفاع عن نفسه ووصفها بالجيدة ، إلا أن التقرير حذر من خطورة المتهم في المستقبل واحتمال تكراره لجريمة أخرى ، مؤكداً على انه يعاني من مرض عقلي ( الفصام الزوري) منذ فترة طويلة والمتهم من الناحية المرضية يعد خطيراً جداً وقد يكرر أي جريمة أخرى- حسب التقرير الطبي – الذي أوصى بوجوب حجزه في مصحة عقلية.
لكن العبدي اعترض على التقرير الذي وصفه بالجنون قائلا “يعدموني أشرف لي ادخل مصحة وأنا بخير.” وطالب بمحامي أمريكي وذلك حسب تصريحه لـ”هود اون لاين” والذي برر ذلك بان المحامي الأمريكي “سوف يكون صادق” وأضاف بأن “لا يوجد يهودي أمريكي.” وقد كان سبب قتله لليهود ذلك بانهم لم سلموا ولم يرحلو حيث أنه وعلى حد قوله “تم أعطائهم بيوت وعمل ولم يسافروا”
وقد أثار المتهم ضجة في المحكمة بتعليقاته حيث أنه التفت إلى محامييه معترضا على تقرير الطبيب الشرعي “مسلمين ونكذب عيضحكوا علينا اليهود.” وكذلك نظر إلى والد ماشا :يعيش النهاري وزوجة ماشا لوزة وقال “قتلته وأنا بخير عيضحكوا عليكم [يقصد المحامون عند ذكرهم للتقرير].”
وقد عرض محامو الدفاع عريضة محتوية على أربعين توقيعا من أهالي الحي الذي يقطن العبدي يؤكدون على ما ورد في تقرير الطبيب الشرعي من اضطراب حالته العقلية.
وقد ذكر أقربائه لـ”هود أون لاين” بأن العبدي مجنون وأنه يفضل الإعدام على المصحة والذين فضلوا عدم نشر أسمائهم.
لكن المحامي خالد الآنسي-المدير العام لمؤسسة علاو-شكك بان يكون التقرير حجة لبراءة المتهم حيث أن الجنون يقاس بكونه جنونا مطبقا لا يستطيع معه التمييز والإدراك وهذا ما لم يلحظه على المتهم والذي كانت تعليقاته واعترافاته دليلا على إدراكه والتي طالب الآنسي القاضي بتثبيت ما ذكره في المحكمة.
وقد أضاف الآنسي في دفاعه بأنه “كيف يمكن لمختل عقلي أن يحمل سلاح آلي ويطلق النار باتجاه شخص محدد دون من حوله ويصيبه بنحو أكثر من عشر طلقات معظمها أصابت حي المجني عليه في مكان قاتل وهو القلب؟ “.
وقد أعتبر محامو الدفاع كون أن القاتل قد قتل زوجته من قبل لا يعتبر دليل على جنونه بل دليل أن لديه سجل إجرامي وكون المتهم قد تم التساهل معه عند قتل زوجته أدى إلى جريمة قتل أخرى.
وأضاف الآنسي بان المحامون لا صفة لهم كون أن المتهم رفض دفاعهم وبالتالي هذا يلغي صفتهم القانونية. لذلك فقد طالب محامو عائلة ماشا بالقصاص الأمر الذي علق عليه العبدي قائلا “القصاص الشرعي.”
أسرة ماشا:
في بيت يتكون من دورين تسكن عائلة المقتول ماشا والذي يتكون من والده ووالدته وبناته الاثنتين حيث أن ثلاثة من بنات ماشا سافرن إلى إسرائيل خوفا من التهديدات التي عقبت مقتل ماشا من أقارب أولياء الدم.
وقد ذكر يعيش النهاري هو وزوجته ترنجة النهاري–والدة ماشا-بأنهم على استعداد للانتقال إلى أي مكان امن بشرط تأمين ممتلكاتهم.
ومن جهة أخرى ورغم توجيهات رئيس الجمهورية لليمنيين اليهود بإعطائهم بيوت للسكن بها بواقع خمس لبن لكل اسرة إلا ان وضعهم في المدينة السكينة في مدينة سعوان في شيراتون ليس مكانا غير ملائم لهم حيث ذكر أفرايم النهاري-إبن أخت ماشا- بأن البيوت تتكون من مكان أو مكانيين وحمام ومطابخ والذي يعتبر غير ملائم لأعدادهم الكبيرة.
وفي تصريح سابق للشيخ محمد بن ناجي الشايف لـ”هود أون لاين” -والذي يعتبر المكلف بنقل اليهود اليمنيين-بأن عدم ملائمة المساكن كلام غير دقيق حيث انه تم تخصيص54 مسكن لحوالي 42 عائلة يهودية حيث انه المساكن الإضافية ستكون للأسر الكبيرة ولتخصيص مدرسة وقسم شرطة.
والدة ماشا ترنجة ذكرت ل”هود أون لاين” بأنها لم تستطع نسيان ابنها الوحيد وأنها لا تزال تطالب بالقصاص فقد فجعت كما فجع ابنائة التسعة وزوجته وأضافت باكية بأنه إذا لم تأخذ المحكمة بالقصاص فمن الأفضل ذبح جميع اليهود.”إحنا بذمة الرئيس, والله هو المنتقم.”