20/6/2009
“أطلاق سراح المؤيد وزايد هو مطلب كل اليمنيين وانتصار للعدالة في العالم” كان هذا هو غاية كل من شارك في اللقاء الجماهيري يوم الخميس الماضي الذي ضم عدداً من مختلف قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية والعلماء والمشايخ ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات العامة من أعضاء مجلسي النواب والشورى والأكاديميين بتنظيم من اللجنة الوطنية للدفاع عن المؤيد وزايد بالعاصمة صنعاء في ميدان الظرافي- التحرير.
حمل المتظاهرون لافتات وشعارات كان مما كتب عليها: “أوباما…نريد أفعالاً لا أقوالاً” و” اعتقال الأبرياء انتهاك للقوانين والمواثيق الدولية”,.”السيد باراك أوباما سبع سنوات مرت ونحن قيد الانتظار تأكلنا الأحزان… لم يغب عنا والدنا المؤيد لحظة ما زال يتعهدنا بالخبز، وهو جائع إلى الحرية والى خبز العدل” كان هذا ما عبر به الطفل اليمني “رشيد الدرواني” نيابةً عن باقي الأطفال اليتامى مخاطباً الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما- نقلاً عن الصحوة نت.
ومضى الطفل اليتيم المكفول من قبل مركز المؤيد الخيري مخاطبا أوباما ” لقد قررت سحب القوات الأمريكية من العراق واتخذت قراراً أخلاقياً وإنسانياً بإغلاق معتقل جوانتانامو وهي قرارات عظيمة تليق بكم” وتليق بأمريكا كبلد عظيم وأمة رائدة وبوسعك أن تحقق ما دون ذلك…. بوسعك أن تنجز لنا هذا الحلم البسيط، بوسعك أن تعيد لنا أبانا المؤيد، في مقدورك أن تعيد محمد زايد إلى أسرته وأطفاله… طفلته سارة.. التي تحاورها وهي بنت الثلاث سنين.. ما زالت تنتظر صباحاً مساءاً … “.
فيما وجه المتضامنون بيان نداء يناشد الرئيس باراك أوباما لوقف هذا الظلم الذي ” نؤكد أن الشعب اليمني برمته مجمع على براءتهما وعدم ارتكاب أي سوء في حق أمن الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها من ناحية, ومن ناحية أخرى فإن حملتكم لإعادة الاعتبار لصورة الحكومة الأمريكية لدى المسلمين والعرب لا يمكن أن تنتج أثارها وهؤلاء لا يزالون في سجونكم , خاصةً مع جهودكم الجيدة في العمل على إغلاق معتقل جوانتانامو.” كما أشار البيان إلى الحالة الصحية لكلاً من الشيخ المؤيد والأستاذ زايد حيث أفاد: ” أن السجينان يعانيان من حالة صحية سيئة جراء الاعتقال الطويل والمعاناة في سجن انفرادي شديد الحراسة لست سنوات مضت بالإضافة لما يعانيه الشيخ المؤيد الطاعن في السن من أمراض متعددة…”.
ومن جهة أخرى, وجه المتضامنون رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح طالبين منه التدخل الشخصي والمباشر لما له أثر كبير في إقناع الحكومة الأمريكية بالإفراج عنهما وكذا ” إرسال موفد شخصي لفخامتكم إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن هذه القضية ، أو إرسال وفد رئاسي ممثل لكم وللأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وذلك قبل انعقاد هيئة المحلفين لأنها إذا ما انعقدت فإن الجهد الحكومي سيكون صعباً جداً بحجة أن الحكومة الأمريكية لا تستطيع أن تتدخل في القضية طالما وهي منظورة أمام القضاء كما كان يُرد في الفترة الماضية قبل صدور حكمي البراءة…”.
القي القبض على الشيخ المؤيد والأستاذ زايد في العاشر من يناير 2003م في مطار فرانكفورت الألمانية بعد استدراجهما إلى ألمانيا ومن ثم تسليمهما إلى الحكومة الأمريكية. زمن ثم عقدت لهما محاكمة وصفت على أنها ” جائرة ومنحازة” حيث كان رد الفعل الأمريكي الناقم من جراء أحداث الهجمات الإرهابية في 11 من سبتمبر هو المحور الرئيسي الذي حرف مجرى القضية حيث أصدرت المحكمة حكم الإدانة في عام 2005م والذي قضى بـ75 سنة سجن على الشيخ المؤيد و 45 سنة سجن على الأستاذ زايد. تم إلغاؤه من المحكمة الإستئنافية بمدينة نيويورك من خلال حكمين متتاليين ,حكم قضاة الدائرة الثانية, وحكم الجمعية العمومية لقضاة استئناف المحكمة بعد التماس الحكومة الأمريكية أمام محكمة الاستئناف التي قضت برفض الالتماس وتأييد الحكم ألاستئنافي بالبراءة. كان من المتوقع الإفراج عنهما خاصةً بعد صدور الحكمين السابقين بالإفراج عنهما وإرجاعهما إلى وطنهما وأهلهما ولكن للأسف فإن ما حصل هو قيام الحكومة الأمريكية بإعادة محاكمتها من جديد.
يحظى الشيخ المؤيد بشعبية جماهيرية كبيرة فهو ” أبو الفقراء” و “كافل اليتيم و “راعي الأرامل” في اليمن. فالشيخ محمد علي المؤيد من أبناء منطقة خولان محافظة صنعاء، وإمام وخطيب مسجد الإحسان بالعاصمة صنعاء، يدير جمعية خيرية (مركز الإحسان) والتي تقدم مساعدات للأسر الفقيرة -حوالي 9 آلاف أسرة في اليوم- من الخبز والمواد الغذائية، كما تقدم خدمات طبية وعلاجية مجانية، وهو عضو قيادي في حزب الإصلاح, وتقلد مناصب حكومية عديدة آخرها مستشار في وزارة الأوقاف. اشتهر الشيخ بأعماله الخيرية وخطبه القوية إلى جانب الوجاهة الاجتماعية التي يتمتع بها، بالإضافة إلى أنه كان رئيس الهيئة الإدارية للجمعية الخيرية الإسلامية لنصرة الأقصى.