20/12/2009

بعد طول مخــاض وأخذ ورد في مجلسي الشـعب والـوزراء بخصوص ما سمي بإعانة المازوت ( والتي هي ليست إلا طريقة ابتدعت لإذلال المواطنين وإجبارهم على المراوغة واللف والدوران وتخليهم عن المصداقية والضمير ووضعهم تحت سيف المحاسبة والعقوبة وتهديدهم في كل لحظة بالملاحقة والتغريم لأمر اضطرتهم الحاجة والوضع ألمعاشي المتردي وضرورة تدفئة أطفالهم وعائلاتهم هربا من برد الشتاء القاسي إليه ودفعتهم نحوه دفعا ) أصدرت الحكومة الاستمارة التي تم تعديلها وتعددت الاجت هادات حولها بعد إصدارها عدة مرات وطالبت المواطنين الالتزام بها وجعلت من كل من وقعها وقدمها مجرما سلفا سيحاسب يوما ما إن كان قد أخطأ في تفسيرها أو خالف مضمونها أو ذهب مع اجتهاد لم يرق لمحاسب ما .

ومن رأى طوابير الألوف من المواطنين وهي تقف أمام مراكز توزيع الإعانة لعدة ساعات وربما لأكثر من يوم منذ الصباح الباكر تحت الأمطار والصقيع تاركة أعمالها ووظائفها ، والنساء حاملة أطفالها على كتفيها منتظرة دورها ، وما يتم خلال هذه الساعات من خلافات ومشاجرات لعدة أسباب ( لن ندخل في تفاصيلها ) وشتم لهذا المسؤول أو ذاك ودعاء على من اضطرهم لهذا الموقف � �هذا العذاب وتدخل من عنصر أمن أو مدعي ، ومن محسوب على مسؤول ، أو متجاوز لأر تال المواطنين غير عابئ بساعات انتظارهم أو محترم لقانون أو قرار . ( وقد أحسن السيد محافظ حمص صنعا حين غير موقع مركزين لتوزيع الإعانة في مركز المدينة إلى مكان آخر لأن المظهر اللا حضاري الذي رافق الأيام الأولى من اكتظاظ الآلاف على مرأى من الغادي والداني والغريب وابن المدينة والأصوات المتعالية من كل صوب لاحترام الرتل والدور وعدم التجاوز مخجل ومؤسف ) ينتابه الأسى والحزن لهذه المناظر المحزنة التي لا ترى إلا في بلادنا للأسف .

إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا قد بينت رأيها حول الموضوع في بيانات سابقة لكن دون جدوى . ترى أن ما يتم ليس إلا إذلالا متعمدا للمواطنين المحتاجين ، وتطالب باحترام إنسانيتهم ومشاعرهم بقرارات مدروسة و منطقية معتمدة راحة المواطن وحقوقه قبل أي اعتبار آخر .

مجلس الإدارة
المنظمـة العربيـة لحقـوق الإنسـان في سوريا