دمشق في 17 يوليو 2004
أعادت محكمة العدل الدوليّة الأمل من جديد بإمكانية إحياء النظام الدولي الذي أفرزته الحرب العالميّة الثانيّة والمتمثّل بمنظّمة الأمم المتحدة حينما أصدرت القرار التاريخي القاضي بهدم جدار الفصل العنصري على أرض فلسطين والتعويض على المتضررين .
وإذا كان النظام الدولي الأوّل المتمثّل بعصبة الأمم قد فشل لأن عصبة الأمم قد أخذت على عاتقها حماية مصالح الدول المنتصرة في الحرب العالميّة الأولى ، فان النظام الدولي الحالي المتمثّل بالأمم المتحدة قد انهار لأنّ الأمم المتحدة قد أضحت أسيرة لهيمنة الولايات المتحدة الأمريكيّة التي استخدمت نفوذها في مجلس الأمن لحماية العدوان الإسرائيلي المتمثّل بضمّ الأراضي الفلسطينيّة والسوريّة واللبنانيّة وانتهاك حقوق الإنسان العربي الذي يعيش على تلك الأراضي .
وإذا كان القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدوليّة قد خلق فرصة لإحياء النظام الدولي الحالي المتمثّل بالأمم المتحدة ، فانه في الوقت نفسه دعوة إلى جميع الدول والمنظّمات الدوليّة والإنسانيّة والمجتمعيّة و أصحاب الضمائر الحيّة للضغط على إسرائيل وعلى الولايات المتحدة لإجبارهما على احترام القوانين الدوليّة وهدم جدار الفصل العنصري والتعويض على المتضررين .