10/12/2008

“… الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم ” إعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان.

يحتفل تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان C0DESA باليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يتزامن هذه السنة مع الذكرى 60 للمصادقة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار ” الحرية والأمل للمختفي والمعتقل ” ، وهو شعار يترجم تشبث التجمع بالنضال من أجل الكشف عن مصير المختطفين الصحراويين ـ مجهولي المصير و إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ، وعلى رأسهم المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان ” يحيا محمد الحافظ أعزة ” عضو تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان وعضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ـ فرع طانطان.

إنه وبينما تحتفل البشرية بذكرى صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد أن حققت تقدما على طريق تعزيز القيم والمبادئ الواردة في هذا الإعلان ، يجد المواطنون الصحراويون أنفسهم بمدن الصحراء الغربية ومناطق جنوب المغرب والمواقع الجامعية في الطريق يتعرضون لانتهاكات جسيمة وقاسية ومتواصلة لحقوقهم الإنسانية من قبل الدولة المغربية ، التي لا تتردد في ممارسة الاختطاف والتعذيب والاعتقال السياسي ومداهمة المنازل وإصدار أحكام قاسية وجائرة بلغت هذه السنة 15 سنة سجنا نافذا في حق المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان ” يحيا محمد الحافظ أعزة ” على خلفية موقفه من قضية الصحراء الغربية ودعمه لمبدئ تقرير مصير الشعب الصحراوي وإلى جانبه مجموعة من الشبان المحكوم عليهم بأربع سنوات سجنا نافذا وبعدهم بقليل الكاتب الصحفي الصحراوي ” مصطفى عبد الدايم “الذي أدين ابتدائيا ب 03 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 50 ألف درهم مغربية والطرد من الوظيفة العمومية لمدة 10 سنوات بسبب تنكيسه العلم المغربي بثانوية علال الفاسي بمدينة أسا / جنوب المغرب احتجاجا على التدخل العنيف للسلطات المغربية ضد المدنيين والمتظاهرين الصحراويين دون أن ننسى العدد الهائل من المعتقلين السياسيين الصحراويين الذين يقضون عقوبات سالبة لحريتهم بسبب مشاركتهم في المظاهرات السلمية المطالبة بتقرير مصير الشعب الصحراوي والمتواجدين بمختلف السجون المغربية.

وفي المقابل وكشكل قمعي وانتقامي من الطلبة الصحراويين أدى اعتصام الطلبة الصحراويين الدارسين بالكليات التابعة لجامعة ابن زهر بمدينة أكادير / المغرب إلى اغتيال طالبين صحراويين ” بابا خيا ” ـ 22 سنة ـ و ” الحسين الكثيف ” 20 سنة ـ بتاريخ 01 ديسمبر / كانون الأول 2008 بعد دهسهما بالمحطة الطرقية بتواجد ضباط وعناصر تابعين للشرطة وللقوات المساعدة ، في حين أصيب حوالي 06 طلبة بجروح متفاوتة الخطورة من بينهم حالات تم نقلها إلى المستشفى الإقليمي بالمدينة المذكورة.

و تعمد السلطات المغربية من جهة أخرى و باستمرار إلى منع تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان من حقه في التنظيم والتأسيس ومصادرة حق بعض أعضائه في مواصلة الدراسة في الجامعات المغربية بالشكل الذي وقع للمدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان ” علي سالم التامك ” لسنتين متتاليتين ورفيقه ” لمين الساهل ” هذه السنة وإلى خلق مبررات واهية لمنع البرلمان الأوربي من زيارة المنطقة للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية بالتزامن مع المظاهرات السلمية المطالبة بتقرير مصير الشعب الصحراوي منذ 21 مايو / أيار 2005 مع تسخير كل مجهوداتها في مختلف المحافل الدولية لدى بعض الدول لمنع نشر تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لسنة 2006 بعد زيارة الوفد التابع لها في الفترة الممتدة ما بين 16 و19 مايو / أيار من ذات السنة للمغرب والصحراء الغربية.

إن الدولة المغربية وبالرغم من مصادقتها على اتفاقية مناهضة التعذيب ، فإنها لازالت تقوم باعتقال وتعذيب واغتصاب المواطنين الصحراويين بسبب مشاركتهم في الوقفات الاحتجاجية السلمية ، إضافة إلى الانتقام من جلهم ورميهم في مناطق نائية خارج المجال الحضري بالشكل الذي وقع مؤخرا بمدينة السمارة / الصحراء الغربية التي تعرض فيها مدافعون صحراويون عن حقوق الإنسان ومواطنين صحراويين إلى قطع أرزاقهم بعد تجميد رواتبهم الشهرية ، بل ولجأت عناصر الشرطة المغربية إلى اغتصاب شابين صحراويين هما ” الناجم بوبا ” و ” محمود البر كاوي ” بمخفر الشرطة القضائية بمدينة طانطان / جنوب المغرب بغرض إرغامهما على توقيع المحاضر والإدلاء باعترافات تحت الإكراه والتهديد قبل إحالتهما رفقة مجموعة من المعتقلين على الوكيل العام بمحكمة الاستيناف بمدينة أكادير / جنوب المغرب دون إجراء أي تحقيق في مزاعم المعتقلين حول التعذيب والاغتصاب الذي تعرضوا له أثناء الحراسة النظرية من طرف عناصر من فرقة ” الموت “بقيادة عميد الشرطة المركزي ” مصطفى كمور ” الذي قام مؤخرا بالاعتداء على المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان ” الهيبة المح ” بتاريخ 05 ديسمبر / كانون الأول 2008 بسبب حضوره في تشييع جنازة الطالب والشهيد الصحراوي ” الحسين عبد الصادق الكثيف ” بمدينة طانطان / جنوب المغرب.

ولم تتوقف السلطات المغربية عند تعذيب واعتقال تلاميذ المؤسسات التعليمية ، بل لازالت تلجأ إلى فرض حصار عليها بشكل يثير الرعب والخوف في صفوف الأطفال القاصرين ، كما تعمد إلى التدخل بعنف ضد عمال ومتقاعدي فوس بوكراع الذين يحتجون في يوم الخميس من كل أسبوع للمطالبة بحقوقهم المشروعة والعادلة وإلى جانبهم بين الفترة والأخرى المستخدمين بما يسمى الانعاش والوطني والمعطلين الصحراويين حاملي الشهادات العليا و ديبلومات المعاهد التكنولوجية.

وإلى جانب كل ذلك لازالت الألغام التي تنفجر بين الفينة والأخرى بمناطق مختلفة من مدن الصحراء الغربية ومناطق جنوب المغرب تسبب العديد من الضحايا وأغلبهم من الأطفال في غياب أي استعداد أو إرادة للدولة المغربية في نزع الألغام التي باتت تهدد المواطنين الصحراويين وممتلكاتهم بعد أن أرجأت هذه السنة بأوسلو التوقيع على اتفاقية ” أوتاوا ” حول الألغام المضادة للأفراد.

إن تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان وهو يحي اليوم العالمي لحقوق الإنسان يهنئ كافة المنظمات والجمعيات الحقوقية والمدافعين عن حقوق الإنسان في العالم بتخليد الذكرى الستون لهذا اليوم العالمي الذي شكل نقطة تحول كبرى بالنسبة للإنسانية جمعاء ، معلنا بالمناسبة:
ـ تضامنه المطلق مع كافة ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في العالم ودعوته إلى فتح تحقيق عادل ونزيه في اغتيال الطالبين الصحراويين ” بابا خيا ” و ” الحسين الكثيف ” بتاريخ 01 ديسمبر / كانون الأول 2008 بواسطة حافلة للنقل بحضور الشرطة المغربية بالمحطة الطرقية بحي المسيرة بمدينة أكادير / المغرب.

ـ انشغاله العميق بالتصعيد الخطير للسلطات المغربية ضد الطلبة الصحراويين بمختلف المواقع الجامعية المغربية وتخوفه من التعامل السلبي للقضاء المغربي مع قضية اغتيال الطالبين الصحراويين ” بابا خيا ” و ” الحسين الكثيف “، على اعتبار أن هذا القضاء عبر عن عدم استقلاليته في مجموعة من القضايا من قبيل شكوى المواطنة الصحراوية ” سلطانة خيا ” التي فقئت الشرطة المغربية عينها شهر مايو 2007 وشكوى الطالب الصحراوي ” الوالي قاديمي ” المصاب بشلل كلي بعد رميه من طرف عناصر الشرطة المغربية من الطابق الرابع بالحي الجامعي بمراكش بنفس الشهر تقريبا سنة 2008 و قضايا اغتيال الشبان الصحراويين ” الشويهي سليمان ” سنة 2004 و ” حمدي لمباركي ” بتاريخ 30 أكتوبر 2005 و ” لخليفي أبا الشيخ ” 03 ديسمبر 2005 و ” لعمر سيدي إبراهيم ” و ” الطالب سيدي منا ” و” محمد لحسن سيدي إبراهيم ” المتوفون شهر دجنبر 2005 في الطريق إلى مدينة الداخلة / الصحراء الغربية بواسطة شاحنة عسكرية و ” سيدها عبد العزيز بسبتمبر 2007 ، بالإضافة إلى 03 سجناء في إطار الحق العام ” محمد بوستة ” و ” رمضان الليثي ” و ” حسن هدي ” سنة 2004 بالسجن المحلي ـ السجن لكحل ـ بالعيون / الصحراء الغربية ثم ” دادا علي حما النفاع ” في شهر يوليو 2007 بالسجن المحلي بأيت ملول / المغرب.

ـ تحميله الدولة المغربية مسئولية الجرائم ضد الإنسانية وتنديده باستمرارها في التماطل لإيجاد حل عادل ونزيه لقضية الصحراء الغربية ، بالرغم من قبولها إجراء مفاوضات مباشرة تحت إشراف الأمم المتحدة مع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، كممثل وحيد وشرعي للشعب الصحراوي.

ـ شجبه لمختلف الممارسات التعسفية والقاسية أوالمهينة التي تتعامل بها السلطات المغربية مع المدنيين الصحراويين لمنعهم من التظاهر للمطالبة بحقوقهم المشروعة والعادلة ، خاصة مطلبهم في تقرير المصير أو الاستقلال وتشبثه بمبدئ المساءلة للمسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

ـ دعوته الصريحة للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المواطنين الصحراويين من آلة القمع المغربي وبالعمل على توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة لإجراء الاستفتاء بالصحراء الغربية ” المينورسو ” لتشمل مجالات حقوق الإنسان مع تشبثه بزيارة وفد البرلمان الأوربي للصحراء الغربية ولقائه مع المنظمات الحقوقية الصحراوية والمدافعين عن حقوق الإنسان للوقوف على حقيقة الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الدولة المغربية ضد المدنيين الصحراويين العزل.

ـ مطالبته الدولة المغربية بالكف عن مصادرة حق التنظيم وحق التعبير وحق التعليم وحق الشغل لمنظمات حقوقية صحراوية ومدافعين عن حقوق الإنسان بسبب دفاعهم وتمسكهم بمبدئ تقرير المصير الشعب وبالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل وحيد وشرعي للشعب الصحراوي.

ـ مناشدته كافة الجمعيات الحقوقية والقوى الديمقراطية بالضغط على الدولة المغربية لاحترام حقوق الإنسان وبالكشف عن مئات المختطفين الصحراويين ـ مجهولي المصير وإطلاق كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية بدون قيد أو شرط.

المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين
عن حقوق الإنسان
CODESA