10/2/2008

صعًّدت قوات الاحتلال من عدوانها المتواصل على قطاع غزة، حيث شنت أربعة هجمات جوية على أنحاء متفرقة من القطاع، منها غارتين على مدينة رفح، أسفرت الأولى عن مقتل شرطي والثانية ألحقت أضرار مادية كبيرة في منطقة الشابورة من مخيم رفح. كما استهدفت تلك القوات موقعاً حديث الإنشاء للتدريب بأربعة هجمات شنتها الطائرات النفاثة وأحدثت حفراً كبيرة وألحقت أضرار مادية في جزء من مبنى الموقع. كما أسفر قصف استهدف مصنعاً للحديد في حي الزيتون في مدينة غزة عن تدمير المصنع بالكامل، وألحق أضراراً مادية في محيطه. وإضافةً إلى قتل الشرطي، أوقعت هذه الهجمات (24) جريحاً من بينهم (14) طفلاً و(6) سيدات.

وحسب التحقيقات الميدانية الأولية التي أجراها مركز الميزان، فقد أطلقت طائرات إسرائيلية صاروخاً، عند حوالي الساعة 23:30 من ليل السبت الموافق 9/2/2008، أصاب أحد أفراد الشرطة الفلسطينية وهو محمد بسام إسماعيل أبو مطير، البالغ من العمر (22 عام)، وذلك خلال سيره في شارع فرعي في حي البرازيل في رفح. ونقل المصاب إلى مستشفى النجار في حالة حرجة، حيث فارق الحياة بعد حوالي (30 دقيقة) من دخوله المستشفى.

كما أطلقت طائرة حربية إسرائيلية أربعة صواريخ، عند حوالي الساعة 12:20 من فجر يوم الأحد الموافق 10/2/2008، استهدفت ثلاجة لحفظ الخضار قرب مديرية التربية والتعليم في حي الشابورة في رفح، ما أسفر عن تدميرها بالكامل، وقدر مالكيها الخسائر بحوالي (700 ألف دولار). وقد أفاد باحث المركز أن مساحة الثلاجة تبلغ (800 متراً مربعاً)، وأن القصف تسبب في تدمير 1500 من صناديق الخضار كبيرة الحجم، ورافعة بضائع آلية، وميزان الكتروني. ويبلغ عدد العمال الذين يعملون فيها (40 عاملاً)، وتعود ملكيتها للدكتور عبد الهادي عبد القادر عبد الهادي قشطة وشركاه. كما تسبب القصف في تدمير مصنع تعود ملكيته لشركة شبانة لتصدير الفواكه والخضار، وهو متخصص في تغليف الفلفل الحلو والطماطم الشيري لغرض التصدير، وتعود ملكيته إلى يونس محمود عبد الله شبانة، الذي يستأجر جزء من مساحة الثلاجة. وقدرت خسائر شركة شبانة بحوالي (350 ألف دولار) بسبب تدمير (8) ماكنات إحداها الكترونية، علماً أن عدد العمال الذين يستخدمهم المصنع في ورديتين (80 عاملاً). وقد أصاب (14) منزلاً سكنياً بأضرار بين جزئية وبالغة، أحدها دمر كلياً وهو ملاصق تماماً للثلاجة، وتعود ملكيته للمواطن رائد سلمان سالم الحمايدة ويقيم فيه (4) أفراد، أصيب فيه مالك المنزل وزوجته بجروح خفيفة، ويبلغ عدد سكان تلك المنازل (106) أفراد، وأصيب نتيجة القصف (10) أفراد غالبيتهم من الأطفال.

كما شنت الطائرات الحربية النفاثة، عند حوالي الساعة 23:55 من ليل السبت نفسه، أربع غارات جوية متتالية، استهدفت موقعاً للتدريب حديث الإنشاء في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خانيونس، ما أحدث حفراً كبيرة في ساحة الموقع وألحق أضرار جزئية في المبنى.

وقصفت طائرة حربية صاروخاً واحداً، عند حوالي الساعة 12:30 من فجر الأحد الموافق 10/2/2008، ورشة للحديد في حي الزيتون بالقرب من مطعم شعفوط جنوب شرق مدينة غزة ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وتعود الورشة لياسين نمر المدهون، (56 عاما)، كما تسبب القصف في تدمير ورشة حديد أخرى مجاورة لورشة المدهون وتعود ملكيتها لجمال محمد الكرد، (38 عاماً)، كما ألحق القصف أضراراً مادية في واجهات المنازل المجاورة لمكان القصف، وتسبب في إصابة (13) شخصاً من بينهم (4) أطفال، و(6) سيدات.

مركز الميزان يجدد استنكاره للعدوان الإسرائيلي المتواصل على السكان المدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة، ويؤكد أن ما تقوم به قوات الاحتلال يشكل انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، لاسيما الاستخدام العشوائي والمفرط للقوة ضد المدنيين والأعيان المدنية، وتدمير المنشآت والممتلكات الخاصة، واستمرار تشديد الحصار والمس بالحاجات الأساسية والإنسانية للسكان في قطاع غزة. كما ينظر المركز بخطورة إلى ما يترتَّب على هذه الأفعال من آثار على الصحة العامة والحالة الغذائية والحياة الأُسرية والسلامة النفسية للسكان المدنيين، هي أمور تمثل شكلاً خطيراً من أشكال العقوبة الجماعية.

والمركز يجدد تأكيده على أن استمرار حالة الصمت الدولي، تشكل تشجيعاً لتلك القوات للمضي قدماً في جرائمها، ويطالب المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية والتحرك الفوري لوضح حد للعدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين.

انتهـــى