20/2/2008

علم مركز الميزان من مصادر في وزارة الصحة الفلسطينية التابعة للحكومة المقالة، أنه وبتاريخ 14/2/2008, استلمت المستودعات المركزية للإدارة العامة للصيدلة في محافظات غزة التابعة للوزارة، كمية من المستلزمات (المهمات) الطبية المنتهية الصلاحية من مستودعات الإدارة في الضفة الغربية (مرفق كشف بها), وقام المركز بالتحري حول الموضوع وزيارة مستودعات دائرة الصيدلة في غزة، بالإضافة إلى الاتصال بمديرة المهمات الطبية في الضفة الغربية.

وبعد الاستنارة برأي مختصين تبين لنا أن هذه المواد قد لا تشكل خطراً مباشراً على صحة المرضى ولكن من غير الجائز طبياً استخدامها الا في حالات الضرورة، ووفق اجراءات معينة. مركز الميزان يستهجن إرسال مستلزمات طبية منتهية الصلاحية إلى قطاع غزة، ويعبر عن قلقه من انعكاس الأوضاع السياسية الداخلية القائمة على قدرة المؤسسات الحكومية كافة على مواصلة عملها على الوجه الأكمل، ولاسيما المؤسسات الصحية التي يجب أن تكون على أعلى درجات الجاهزية لمواجهة المخاطر الناجمة عن تصعيد قوات الاحتلال لعدوانها ضد قطاع غزة، واحتمالات قيامها بعمليات واسعة كما يرد في تصريحات مسئولين إسرائيليين بشكل دائم، فإنه يطالب المسئولين والعاملين في قطاع الصحة بالآتي:

  1. تغليب الجانب المهني على الخلافات السياسية وتقوية الترابط الإداري بين الإدارات العامة في الضفة وغزة، والعمل على توفير مخزون احتياطي من الأدوية والمستلزمات الطبية، لحماية حق الإنسان في الرعاية الصحية وحقه في الحياة.
  2. ضرورة التقيد الصارم بالآليات والبروتوكولات المحددة في عملية صرف الأدوية والمستلزمات (المهمات) الطبية. وإن كان يجوز طبياً في بعض الحالات الخاصة استخدام مستلزمات (مهمات) طبية منتهية الصلاحية، فإن هذا الأمر مرتبط بتوافر عدة شروط أهمها طبيعة استخدام هذه المستلزمات (المهمات) وإن كانت تدخل إلى جسم الإنسان وتلامس أعضاءه الداخلية، وضمان إعادة تعقيمها، بالإضافة إلى استيفاء مقومات حالة الطوارئ الصحية في ظل عدم توفر بدائل.
  3. ضرورة أن تراجع وزارة الصحة الفلسطينية آليات عمل مستودعات الإدارة العامة للصيدلة والتأكد من تطبيقها لإجراءات ونظم علمية وقياسية في التعامل مع مخزون الأدوية والمستلزمات (المهمات) الطبية، وعملية صرف هذا المخزون للمستشفيات والمراكز الصحية، والعمل على تطوير هذه النظم والإجراءات بما يكفل عدم حدوث أخطاء في المستقبل والمحافظة على مخزون استراتيجي متجدد لمجابهة حالات الطوارئ.
  4. يهيب مركز الميزان بالسادة في وزارة الصحة، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، بتجاوز حالة الانقسام السياسي في تعاملاتهم الإدارية بحيث يعود التنسيق والتعاون بينهم إلى سابق عهده.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يؤكد على ان الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة أسهم ولم يزل في مزيد من تدهور مستوى الخدمات الصحية في قطاع غزة، فإنه يؤكد على أن الارتقاء في أداء المؤسسات الرسمية من شأنه أن يخفف قليلاً من تداعيات هذا الحصار.

وفي هذا الصدد يجدد المركز مطالبته المجتمع الدولي بالعمل الجاد والفوري على إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، كما يدعو المؤسسات الدولية إلى تقديم الدعم لقطاع الصحة لتمكينه من القيام بواجبه في حماية حياة البشر والتخفيف من معاناة المرضى الذين يفقدون حياتهم بسبب نقص الدواء وحرمانهم من الوصول إلى المستشفيات.

انتهى