28/2/2008

كثفت قوات الاحتلال من هجماتها مستهدفة منشآت مدنية في قطاع غزة. وشهد منتصف ليل أمس وصباح اليوم هجمات جوية مكثفة، شنت خلالها الطائرات الحربية ست هجمات جوية استهدفت منشآت صناعية ومقرات حكومية حيث قصفت منشأتين صناعيتين في خانيونس، ومنشأة ثالثة ومحلاً تجارياً في مدينة غزة، فيما استهدفت مقرين إداريين تابعان لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة. أسفرت الهجمات الجوية عن مقتل ثمانية فلسطينيين، بينهم طفل لم يتجاوز الشهر الثامن من عمره جراء تطاير الركام.

وأسفر قصف وزارة الداخلية، الذي يقع وسط تجمع سكني كبير وبمحاذاة تجمع لمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، عن تدمير المبنى، والبناية المجاورة لها (والتي كان يقع فيها مكتب مركز الميزان إلى أن انتقل قبل شهر بسبب التهديدات الإسرائيلية)، وعن تحطيم نوافذ مدارس ومؤسسات أهلية، خاصة مقر الإغاثة الطبية ومخازن الأدوية التابعة لها، وعشرات الشقق والمنازل السكنية في المنطقة، الأمر الذي بث الرعب في صفوف المدنيين ولاسيما الأطفال الذين أفاقوا مذعورين على أصوات الانفجارات وتحطم زجاج نوافذ منازلهم.

كما قصفت قوات الاحتلال، فجر اليوم الخميس الموافق 28/02/2008، ثلاثة شبان شرقي مدينة غزة ما أدى إلى مقتلهم على الفور وعادت لتقصف ثلاث مرات آخرها كان عند حوالي العاشرة من صباح اليوم الخميس استهدف شرقي حي الزيتون وأدى إلى مقتل شخصين وإصابة ثالث.

وكانت غارتان جويتان استهدفت الأولى ثلاثة مزارعين، عند حوالي الساعة 16:15 من مساء الأربعاء الموافق 27/02/2008، شرقي حي التفاح الواقع شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل مزارعين اثنين، وإصابة زوجة أحدهما أثناء عملهم في أرض زراعية في المنطقة. كما قتل طفلين في غارتين أخرتين، عند حوالي الساعة 18:35 من مساء الأربعاء الموافق 27/02/2008، وكان الطفلان من بين مجموعة من الأطفال يلعبون الكرة بالقرب من صالة أفراح في مشروع عامر غرب بلدة جباليا ما أدى إلى مقتلهما، وأصيب خمسة أطفال آخرين بجراح من بينهم شقيقين لأحد القتلى.

هذا وشنت المدفعية الإسرائيلية (15) هجوماً، من بينها ثماني هجمات استهدفت شرق بلدة بيت حانون وأسفرت عن إصابة شخص واحد، وهجمتان استهدفتا منطقة قليبو في بيت لاهيا، وخمس هجمات استهدفت المناطق الشرقية من تل الزعتر شمال مخيم جباليا للاجئين وأسفرت عن إصابة أربعة أشخاص من بينهم ثلاثة فتيات إحداهن طفلة صغيرة.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يدين بشدة التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي ينتهك قواعد القانون الدولي الإنساني بشكل فاضح. كما يدين المركز استهداف قوات الاحتلال للأطفال، رغم القدرات الفائقة التكنولوجية التي توظفها في مراقبة قطاع غزة.

ويطالب المركز المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية السكان المدنيين وفقاً لما تنص عليه اتفاقية جنيف الرابعة، خاصةً وأن قوات الاحتلال لا تزال تصعد من هجماتها، وتتوارد أنباء عن سقوط مزيد من الضحايا أثناء صياغة هذا البيان، في ظل استمرار فرض حصار مشدد وغير نسبوق في قسوته وضع قطاع غزة وسكانه على شفير كارثة حقيقية.

انتهـــى