27/9/2005
لم تكتف حكومة جورج بوش الابن بالجرائم التي ترتكبها ضد الشعب العراقي، ولم تكتف بالفضيحة الكبرى الخاصة بسجن أبو غريب، ولم تكتف بفضيحة إرسال معتقلين لدول في العالم الثالث “من بينها مصر” لتقوم أجهزة الأمن في هذه الدول بتعذيب هؤلاء المعتقلين نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية.. لم تكتف حكومة بوش بالاصطفاف علي جبهة السفاح شارون علي طول الخط.. ولم تكتف بفضيحة تقاعسها عن إنقاذ فقراء الأمريكيين السود ضحايا إعصار كاترينا.
فما زال العار يلاحق الرئيس الأمريكي من كل مكان داخل الولايات الأمريكية وخارجها.. وما يحدث في معسكرات الاعتقال في جوانتانامو لهو دليل جديد علي تلطخ السيد بوش بالدماء من شعر رأسه حتى أخمص قدميه..
أربع سنوات يقضيها حوالي 600 معتقل “معظمهم من العرب” داخل معسكرات جوانتانامو بلا محاكمة، يلاقون أبشع أنواع التنكيل والتعذيب مما دفع العديد من المعتقلين إلي الإقدام علي الانتحار.. فالموت هو الرحمة والأمل الوحيد أمام آله التعذيب الوحشية في تلك المعسكرات التي فاقت في قسوتها معسكرات النازي ومحارقه. وقد كشفت عن ذلك عدة تقارير للمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، ولكن ما من مجيب.
وبعد أن فقد المعتقلون الأمل في محاكمة تتوفر فيها شروط العدالة والإنصاف بدأ مائتي معتقل إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا علي التعذيب وإساءة المعاملة، وطلبا لمحاكمة عادلة.. لقد بدأ المضربون أسبوعهم الثالث ومع ذلك لا تتوقف المعاملة القاسية والحاطة بالكرامة حيث يرقد المضربون عن الطعام علي أسرتهم وهم مقيدي الأيدي والأرجل رغم شبح الموت الذي يطاردهم بعد أن ساءت حالتهم الصحية لمستويات خطيرة.
إن مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي يناشد كافة المنظمات المحلية والإقليمية والدولية بالضغط علي مفوضية حقوق الإنسان بهيئة المم المتحدة واللجنة الدولية الخاصة باتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية والحاطة بالكرامة بالتدخل الفوري لدى الإدارة الأمريكية للنظر في أمر اعتقال وتعذيب المعتقلين بمعسكرات جوانتانامو وتقديم المتورطين في جرائم التعذيب للمحكمة الجنائية الدولية، وتحميل الإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة عن سلامة المعتقلين المضربين عن الطعام.