5/11/2008

(لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة)
(المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)

يجب على المجتمع الدولي التحرك الفوري ضد سياسة ما تسمى بدولة “إسرائيل” التي تمارس أقصى أنواع التمييز العنصري ضد الفلسطينيين “عرب48” وتسمح للمستوطنين الإسرائيليين بممارسة اعتداءاتهم اليومية على الفلسطينيين وأملاكهم ومنازلهم دون أي تحرك لشرطة الاحتلال لملاحقة المعتدين، بل على العكس فإن شرطة الاحتلال تقوم بالتغطية الأمنية والإعلامية عن هذه الاعتداءات العنصرية و المتكررة والتي بدت واضحة وعلنية منذ أحداث مدينة عكا، حيث أن سلطات الاحتلال تقوم بالضغط والتضييق على العائلات العربية في عكا لترحيلهم قسرياً من المدينة، وتسمح للمستوطنين برفع شعارات عنصرية تدعوا لطرد المواطنين العرب من الأراضي المسماة بأراضي الـ 48 (وهي الأراضي الفلسطينية التي احتلتها “إسرائيل” عام 1948).

إن الهجوم الذي يتعرّض له المواطنون العرب في مدينتي عكا والقدس ومعظم القرى والبلدات الفلسطينية المحتلة، منظم وممنهج وغير منفصل عن سياسة سلطات تطبيق القانون في التعامل مع العنف الذي يتعرّض له المواطنون العرب على خلفيّة عنصريّة .

كما أن سلطات الاحتلال تكرس انتهاكاتها المستمرة للأماكن المقدسة حيث سمحت مؤخراً لمؤسسة أمريكية ببناء متحف فوق مقبرة “مأمن الله” (وهي مقبرة إسلامية تاريخية في مدينة القدس)، ومازالت سلطات الاحتلال تفرض قيود واسعة النطاق على المسجد الأقصى وتمنع العديد من المصلين من التوجه إلية تحت ذرائع تدعي بأنها أمنية .

ومن جهة أخرى ما زالت الحكومة الإسرائيلية تمارس سياسة العنف والعقاب الجماعي على المدنيين في قطاع غزة من خلال حصارها المفروض عليه من جميع الجهات، وقد تسبب هذا الحصار بكارثة إنسانية بشرية.

ومن حيث المبدأ الإنساني إن السياسة الإسرائيلية التي تتبعها حكومة “إسرائيل” تجاه المدنيين في قطاع غزة تصنف في القانون الدولي بالإبادة البشرية وهي محظورة ويجب أن يقدّم القيمّين عليها للمحاكمة كمجرمين حرب، وإذ إننا نحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية من السيئ إلى الأسوأ في كافة مدن القطاع، حيث سيصدر تقريرنا قريبا عن الحصار والكارثة الإنسانية التي سببتها قوات الاحتلال فيه.

إن الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) تدين بشدة هذه الأعمال العنصرية العدائية التي تقوم بها سلطات الاحتلال وتطالبها بالتراجع الفوري عنها وتقديم جميع المتورطين بها من مسؤولين ومستوطنين للمحاكمة وتطالب:

  1. المجتمع الدولي للتحرك الفوري لأخذ موقف عادل تجاه السياسة العنصرية التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية ضد العرب الفلسطينيين، وندعو المجتمع الدولي لتوفير الضغط الدولي لرفع الحصار عن قطاع غزة المهدد بكارثة حقيقية، والسعي الجدي لحماية المقدسات في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
  2. الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتصنيف “إسرائيل” من الدول العنصرية الأولى في العالم ونحن من جهتنا كجمعية تعنى بحقوق الإنسان كنا ومازلنا نعتبر أن ما تسمى بدولة “إسرائيل” هي كيان محتل للأراضي الفلسطينية والعربية ونعتبر أن قيادة هذا الكيان مجرمين ويتوجب على مجلس الأمن تقديمهم للمحاكمة كمجرمي حرب وهذا أقل ما يمكن لتحقيق العدل والسلام في المنطقة.
  3. المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية تكثيف جهودها لفضح جرائم الاحتلال وتوثيقها والتوحد لرفع هذه الجرائم والانتهاكات للمحاكم العربية والدولية لأن “إسرائيل” مازالت تضرب بعرض الحائط بجميع القرارات الدولية ولا تلتزم بأي مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان بل على العكس تستخدم العنف والإجرام دائماً في سياستها الدموية تجاه الأبرياء.

الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد)
الإعلام المركزي
مرفق تقرير مرحلي حول أحداث مدينة عكا واعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على العرب الفلسطينيين