13/11/2008

(لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة)
(المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)

(للطفل الحق في الحماية من جميع أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية)
(المادة 19 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل)

بتاريخ 28/10/2008أعلنت الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) تأييدها للبيان الصادر عن الزميلة المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق) تحت عنوان:” حماية الأطفال من العنف:حقهم …واجبنا!” والذي تناول حادثة الاعتداء بالضرب المبرح على طفل في مدرسة عين العسل الابتدائية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأنروا) في مخيم الرشيدية جنوب لبنان.

كما وأن (راصد) قد شكلت في حينها فريق عمل مختص لتقصي الحقيقة وكشفها أمام الرأي العام، فتحرك الفريق المذكور بتاريخ 29/10/2008 تجاه مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، وبعد جمع المعلومات وتوثيقها وحسب الوقائع الجارية تبين لنا التالي:

  •  بتاريخ 11/10/2008 تعرض الطفل “م-غ” 10 سنوات (وهو طالب في مدرسة عين العسل الابتدائية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”الأنروا”) للضرب على يد المعلمة غ- ع ( وهي تعمل في المدرسة المذكورة كمعلمة ومقربة من جهة إسلامية نافذة في المخيم) مما تسبب للطفل بكدمات في محيط عينه اليسرى بالإضافة لجرح في شفته السفلى أدى إلى تقطيبها ثلاثة قطب، وقد تم علاجه في مستشفى بلسم التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم الرشيدية على يد الدكتور “م-ع”.
  • تحرك “الأنروا”: سارعت “الأنروا” لتشكيل لجنة تحقيق حيث تم إيقاف المعلمة عن العمل، كما وقامت “الأنروا” بإجراء تحقيق مع والد الطفل “ن-غ” (والد الطفل مقرب من نفس الجهة الإسلامية النافذة المقربة منها المعلمة) الذي نفى أي ضرب واعتداء على ولده وقد صرح أمام اللجنة أن ولده لم يعتدى عليه بالضرب بل أرتطم رأسه في النافذة.
  • رواية المعلمة “غ-ع”: أنها قامت برفع المسطرة بقصد التخويف وحين أرتبك الطفل أرتطم رأسه في النافذة التي بقرب مكان جلوسه (وحسب مصادرنا أن مكان جلوس الطالب لا يوجد بقربه أي نافذة).
  •  التحركات السياسية والدينية التي واكبت الحادثة وأعطتها توجه سياسي مفبرك:
  1. بتاريخ 16/10/2008صدر عن المجلس التنفيذي ولجنة منطقة صور في إتحاد العاملين في “الأنروا” بيان أعتبر فيه أن قرار إيقاف المعلمة عن العمل عقب حادثة الإعتداء على الطفل في مدرسة عين العسل الابتدائية قرار تعسفي وظالم على حد قول البيان المذكور، ودعا البيان لاعتصام أمام مكتب “الأنروا” في منطقة صور وهدد بأنه إن لم يتم التراجع عن القرار سيكون هناك خطوات تصعيديه.
  2.  بتاريخ 16/10/2008 صدر بيان عن رابطة المعلمين الفلسطينيين في لبنان/ منطقة صور، عبر عن رفضهم  لقرار وقف المعلمة عن العمل ووصفوه بالظالم والمتسرع وطالبوا الوكالة بالتراجع عنه فوراً، كما وطالب البيان المذكور وكالة “الأنروا” بسحب التعميم “إي تي أي 1/”08 لأنه لا يخدم مصلحة الطلاب والمعلمين حسب البيان المذكور.(من الجدير ذكره أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأنروا” قد وزعت تعميم صادر عن الرئاسة العامة في عمان تحت عنوان: التعليمات الفنية التربوية “إي تي أي رقم 1/08 ” يدعو للانضباط داخل بيئة تربوية خالية من العنف ويمنع إستخدام كافة أنواع العنف ضد الأطفال في مراكز “الأنروا” تحت أي ذريعة كانت، وهذا التعميم قد أزعج العديد من المعلمين لا سيما المقربين من الجهات الإسلامية التي تعتبر أن وسائل العنف من الضرب وغيرها ضد الأطفال في المدارس مشرعة وتساعد المعلم في ضبط الصف والتلاميذ).
  3.  بتاريخ 17/10/2008 صدر بيان عن لجنة المتابعة الأهلية والقوى الوطنية والإسلامية في مخيم الرشيدية، أعتبر أن التعميم “إي تي أي” قد أسقط هيبة المعلم وحرمة من إتخاذ أبسط الإجراءات التي تساعده على ممارسة مهمته بشكل فعال، وأعتبر أن الإجراءات التي اتخذت بحق المعلمة من إيقافها عن العمل تعسفيه.
  4.  بتاريخ 17/10/2008 قام أحد المشايخ “س- ن” (وهو مقرب من نفس الجهة الإسلامية المقربة منها المعلمة) وأثناء خطبة يوم الجمعة قائلاً: “أن وسائل الضرب حسب الشريعة حلال ورادع لهيبة المعلم وأسلوب تأديبي للتلاميذ في المدارس فما المانع من استخدامه”.
  • المقابلات التي أجريت: أجرى فريق العمل في (راصد) مقابلات عديدة ومنها مع 3 ثلاثة أطفال من المدرسة والصف نفسه الذي تعرض فيه الطفل “م-غ” للضرب وأكدوا لنا أن المعلومات صحيحة وأن أسلوب الضرب والعنف الكلامي هو عاده سائرة بين المعلمين والتلاميذ في تلك المدرسة .
  • تسوية “الأنروا” : إن الوكالة لم تصدر حتى الآن أي بيان عن لجنة التحقيق التي وكلتها بالعمل على هذه القضية ولم تتخذ الإجراءات السليمة والصحيحة في هذه الحادثة، بل على العكس فنحن نعتبرها قد خاضت تسوية بضغوط سياسية من تلك المجموعات النافذة لتغيير الوقائع وتسييسها والدليل الأكبر على ذلك أن المعلمة عادت لعملها وكأن شي لم يكون ، كما وإنها ليست بالمرة الأولى التي يتعرض لها التلاميذ في مدارس الوكالة للعنف بل لدينا معلومات موثقة بالصوت والصورة عن اعتداءات سابقة وعديدة في مدارس “الأنروا” وفي مخيمات أخرى غير الرشيدية أيضاً.
  • توصيات الجمعية:

تستهجن (راصد) محاولة بعض الجهات تسييس القضية التي لا تحمل أساساً أي طابع سياسي بل على العكس هي قضية إنسانية تدخل في صميم المعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق الطفل وتدعو :

  1. الهيئات والجهات الإسلامية والوطنية والاجتماعية والحقوقية لاحترام الطفل وحقوقه وعدم الصمت عن مثل تلك الأعمال وإبداء رأيهم الجاد لنبذ كافة أشكال العنف ضد الأطفال واحترام الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.
  2. وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأنروا” وقف العمل بمنظومة التسويات وأخذ الإجراءات الجدية التي تكفل الحد من مثل هذه الأعمال ومنع تكرارها وعدم التسوية والتهاون بها وتطبيق التعميم الموزع من قبل الرئاسة العامة في عمان “إي تي أي رقم 1/08” في جميع المراكز التعليمية للوكالة 0
  3. السلطات المختصة والمسؤولين عن الأمن في المخيمات الفلسطينية في لبنان بالتحرك العاجل لمنع تكرار هذه الأعمال وعدم تسييسها وعدم إستخدام المنابر والأماكن العامة للتحريض على العنف سوءاً ضد الأطفال أو الإنسان بشكل عام والسعي الجدي لاحترام الشرعة الدولية لحقوق الإنسان وتطبيقها في المخيمات الفلسطينية.
  4. الزملاء وسائل الإعلام لتسليط الضوء عن مثل هذه الانتهاكات للحد منها وعدم تكرارها لنكون شركاء في المسؤولية لنجعل من حقوق الإنسان واقعاً ملموساً .

إن (راصد) ترى بأن هذا التقرير كافياً لتوضيح القضية أمام الرأي العام ، ونتوجه بالشكر للزميلة المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق) لموضوعيتها في العمل ولتسليط الضوء على مثل هذه الانتهاكات والسعي الجدي منها لحث الجميع على إحترام مبادئ ومعايير حقوق الإنسان لا سيما في المخيمات الفلسطينية في لبنان ، وكما نستغرب صمت بعض مؤسسات المجتمع المدني ولا سيما الحقوقية منها المطلعة على كافة التفاصيل، وندعوها للتحرر من القيود المفروضة عليهم وللتحرك لتطبيق المعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان .

الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) هي جمعية إقليمية مستقلة، غير حكومية لا تهدف للربح، تأسست في أوائل العام 2006 من قبل مجموعة من الناشطين في مجال حقوق الإنسان وقضايا اللاجئين ، بهدف نشر وتعليم مبادئ حقوق الإنسان والدفاع عنها و عن قضايا اللاجئين، ولها ثلاثة مكاتب إقليمية مرخصة في ثلاثة دول وتتخذ من لبنان مقراً رئيسياً لها.

الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد)
الإعلام المركزي