30/6/2007

في زيارة ميدانية قامت بها الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان(راصد) بتاريخ يوم الجمعة 29/6/2007 إلى مخيم البداوي في شمال لبنان ، حيث أطلعت على الأوضاع المعيشية للنازحين الفلسطينيين الفارين هرباً من مرمى النيران إثر الأحداث المؤسفة التي اندلعت بين الجيش اللبناني ومجموعة ماتسمى “فتح الإسلام” بعد قيام هذه المجموعة بالاعتداء على الجيش اللبناني .

وبينما كان وفد الجمعية يتنقل في مخيم البداوي شاهدنا إعتصامات كثيفة نظمتها مؤسسات وهيئات شبابية فلسطينية ولبنانية وعدد من الناشطين في حقوق الإنسان ، كما نصبت خيمة للإضراب عن الطعام ضمت أكثر من سبعة وعشرون مواطن أعلنوا إضرابهم عن الطعام لحين عودتهم إلى منازلهم في مخيم نهر البارد.

وكانت هناك أيضاً مظاهرة سلمية قام بها عدد كبير من الشباب والشابات والأطفال أرادوا التعبير عن رأيهم لرفع صوتهم بالطرق الديمقراطية السلمية ، فقامت مجموعة مندسة بالدخول ضمن هذه المظاهرة السلمية حيث عمدوا لاستدراج المتظاهرين إلى خارج مخيم البداوي وقاموا بالهتاف بعبارة نابيه غير أخلاقية قرب حاجز للجيش اللبناني ، كما أراد المتظاهرون المرور عبر حاجز الجيش اللبناني بالقوة حيث قام الجيش بمنعهم من المرور وأطلق عيارات نارية في الهواء لردعهم عن التقدم لكن دون جدوى ، وإذ نتفا جئ بإطلاق النار عمداً تجاه المتظاهرين مما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين وجرح أكثر من أربعين ، والأكثر غرابة في ذلك عندما هرب المتظاهرون من جراء إطلاق النار عليهم تصدى لهم مجموعة من شباب كانوا في المنطقة يحملون بأيديهم العصي وانهالوا على المتظاهرين بالضرب والشتم .

إننا في الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان(راصد) نعرب عن أسفنا البالغ من هذه الأحداث التي جرت أمس في شارع البداوي المحاذي للمخيم ، وكنا قد أعلنا سابقاً موقفنا بالتضامن مع الجيش اللبناني ومع الحكومة اللبنانية واستنكرنا الاعتداء على الجيش من قبل مجموعة ماتسمى”فتح الإسلام” ومازلنا حتى الآن نستنكر أي اعتداء على الجيش اللبناني ، كما نستنكر الاعتداء على المدنيين ونطالب بحمايتهم وعدم تبرير قتل المواطن الفلسطيني المدني تحت شعارات سياسية لا تخدم إلا جهات تريد تخريب السلم الأهلي اللبناني الفلسطيني .

ونطالب الحكومة اللبنانية بشخص الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان ومازال يدافع عن حرية الرأي والتعبير وكان حريصاً بأوامره لحماية المتظاهرين وقد شهدت حركة حرية الرأي والتعبير في عهد حكومته كل التقدم والأمن والحماية ، لذلك نطالب بفتح تحقيق رسمي وقانوني والإعلان عن الجهات التي اندست ضمن المتظاهرين سلمياً ومعاقبتهم .

كما نطالب قيادة الجيش اللبناني التي أعطت المثل بتصديها للمجموعات التي أرادت الإخلال بالأمن والاستقرار والسلم الأهلي والعيش اللبناني الفلسطيني المشترك، نطالب هذه القيادة الحكيمة بفتح تحقيق ومعاقبة المتورطين بإطلاق النار على المتظاهرين لأننا على يقين بأن قيادة الجيش اللبناني تنبذ هذه الأعمال المؤسفة التي سقط نتيجتها مدنين أبرياء .

ونطالب قيادة الفصائل والقوى الفلسطينية بتحمل مسؤولياتهم تجاه المواطنين النازحين من مخيم نهر البارد والتمسك بقرار سلمي فلسطيني لبناني موحد لعدم إثارة الفتن في الصف اللبناني الفلسطيني في العيش المشترك وترك خلافاتهم السياسية جانباً بالحفاظ على قرار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي شتى أنحاء الأرض .

كما نعلمكم بأن الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان(راصد) ستصدر تقريرها المفصل والموثق بالصور حول الزيارة الميدانية التي قامت بها لمخيم البداوي في شمال لبنان .

الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان(راصد)