7/5/2009

في الذكرى السنوية الأولى للإعتداءات المسلحة على بعض المؤسسات الإعلامية، يتذكّر العاملون في المجال الصحافي بمرارة الاعتداءات التي عاشها الجسم الصحافي اللبناني إثر أحداث أيار في العام الفائت، وسط عجز القوى الأمنية عن التدخل.

ففي أيار 2008، تمت محاصرة مبنى صحيفة “المستقبل”، في منطقة الرملة البيضاء في بيروت، واقتحامه، وجرى إطلاق النار والقذائف عليه، رغم وجود الصحافيين فيه، بالإضافة الى إحراق طوابقه الثاني والرابع والخامس، والتعامل العنيف مع الصحافيين الموجودين داخله. وكذلك تعرض عاملو تلفزيون “المستقبل” أيضاً للعنف والإهانات، وتمّ قطع البث وإتلاف جزء من الارشيف وسرقة جزء آخر.

بالإضافة الى ذلك، فقد تم إقفال مجلة “الشراع”، كما احتُجز أكثر من ثلاثين عاملاً، بين صحافيّ وتقنيّ، في مبنى صحيفة “اللواء”، في شارع الاستقلال، في ظلّ اطلاق النار العشوائي على مدخل مبنى الصحيفة ومحيطه، ومُنعوا من المغادرة أو نقل أخبار صحيفتهم الى المطبعة، مما أخر الطبع والنشر في اليوم التالي.

كما تمّ إحراق مبنى إذاعة “سيفان” في بناية النجاح- شارع مار الياس، بديكوراته ومعداته الحديثة، بعد أربعة أيام على بدء العمل فيه، وذلك بقصف قارورة غاز مطبخ الإذاعة، من المبنى المقابل، مما أدى الى إحراقها بالكامل، إضافة الى جزء من ارشيف تلفزيون “المستقبل” الذي كان مودعاً في شقّة ملاصقة مملوكة لإذاعة الشرق. وذكر شهود عيان انه تمت سرقة بعض موجودات الإذاعة من قبل مسلحين مجهولين قبل قصفها.

كما تعرّض العاملون في مكتب القناة التلفزيونية “العربية” الى التهديد بالتعرض لهم إذا ما مارسوا عملهم، وإتهموا من قبل وسائل إعلامية محلية بالخيانة: “العربية يعني العبرية”.

وعلى صعيد آخر، تمّ منع العديد من الصحافيين من التعبير عن آرائهم إزاء أحداث أيار 2008، في وسائل إعلامية عدّة، لمجرّد تعارضها مع رأي القّيمين على المؤسسة التي يعملون ضمن فريقها.

منذ العام 1906، والحبر والكلمة يُواجَهان بالإقصاء الجسدي والعنف. وعلى أمل ان يكون شهيدا الصحافة سمير قصير وجبران تويني الصحافيين الأخيرين في قافلة شهداءها، فان مركز “سكايز” يدعو القوى السياسية المتنافرة الى الإلتزام بعدم تكرار الإعتداء على الإعلام اللبناني تحت أي ظرف كان، كما يطالب القوى الامنية أخذ دورها في حماية الصحافة ومنشآتها والعاملين فيها، في إطار حماية حق المواطنين في التعبير الحرّ عن آرائهم، كما وتلقي الخبر والمعلومة بكل حرية، أسوة بكلّ شعوب العالم المتحضّر.