18/12/2008

تلقى مركز “سكايز” من مصادر سورية حقوقية نقلاً عن شهود عيان معلومات تشير الى حصول إطلاق نار ونشوب حريق في سجن صيدنايا، يوم السبت 13 كانون الاول الجاري، وكذلك مشاهدة بعض التعزيزات العسكرية تصل إلى السجن في اليوم ذاته، وهي ما زالت متواجدة حتى الآن وفقاً للمصادر نفسها، ما قد يشير الى وقوع إضطرابات جديدة في داخل السجن.

ولم يتمكن أحد من مراسلي “سكايز” من الوصول الى سجن صيدنايا، بغية نقل صورة تفصيلية ودقيقة عن الحادث، شأنهم شأن جميع المراسلين الصحافيين، وذلك بسبب الطوق الأمني المضروب حول السجن، وبسبب منع الزيارات عنه منذ الأحداث السابقة فيه.

يُذكر أن أحداثاً كانت قد وقعت في السجن نفسه في 5 تموز 2007 وراح ضحيتها 25 شخصاً من السجناء، وذلك بعد ما فتحت قوات الشرطة العسكرية النار عليهم وفقاً لمنظمة “هيومان رايتس ووتش”. وقد اكتفت السلطات السورية يومها بنشر خبر عبر وكالة الأنباء الرسمية “سانا” يفيد بأن “عدداً من السجناء المحكومين بجرائم التطرف والإرهاب أقدموا على إثارة الفوضى والإخلال بالنظام العام في سجن صيدنايا واعتدوا على زملائهم”. وأضافت أن ذلك “استدعى التدخل المباشر من وحدة حفظ النظام لمعالجة الحالة وإعادة الهدوء الى السجن” من دون أن تقوم بنشر أسماء الضحايا الذين اعتصم أفراد عائلاتهم يومها أمام السجن لمعرفة مصير أبنائهم، لكن من دون جدوى.

ومنذ ذلك التاريخ لا يزال سجن صيدنايا مغلقاً، فالزيارات الشهرية ممنوعة، ولا محاكمات أو استدعاءات من قبل القضاء، مما زاد شعور القلق والخوف عند الأهالي.

وقد عمدت السلطات السورية الى ترويج أخبار عبر قنوات صحافية مقربة، بعد أحداث سجن صيدنايا السابقة، تفيد بأن المعتقلين ينتمون حصراً الى منظمات إسلامية، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، في تبرير لما حدث سابقاً في السجن. علماً ان لدى “سكايز” معلومات مؤكدة عن وجود المئات من معتقلي الرأي والصحافيين العلمانيين أيضاً. وقد أعدّ “سكايز” ملفاً مفصلاً عن بعض منهم. ناهيك عن أن الحفاظ على أمن السجون وسلامة المعتقلين فيها وحقوقهم واجب على السلطات السورية بصرف النظر عن انتمائهم.

يطالب مركز “سكايز” السلطات السورية بطمأنة العائلات حول مصير أبنائها في سجن صيدنايا العسكري شمال دمشق، وبالتراجع الفوري عن قرار منع الزيارت إليه.

ملف مرفق
فيما يلي ملف عن بعض الصحافيين والكتاب المعتقلين في سجن صيدنايا:
فراس سعد: شاعر سوري شاب، في الثلاثينات من عمره، اعتقل بتاريخ 30 تموز 2006 بسبب مقالة كتبها على الشبكة الإلكترونية تحت عنوان “أين الجيش السوري من الحرب الإسرائيلية على لبنان” ، انتقد فيها “عدم تدخل الجيش السوري لمساعدة لبنان أثناء حرب تموز”. وقد حكمت عليه محكمة أمن الدولة العليا في دمشق، في نيسان 2008، بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة من شأنها وهن نفسية الأمة وفقاً للمادة 286 من قانون العقوبات السوري.

طارق البياسي: مدون سوري من مواليد 1985، اعتقل بتاريخ 7 تموز 2007 من قبل المخابرات العسكرية بسبب انتقاده لسلوك الأجهزة الأمنية، عبر تعليقات أرسلها لمنتديات الكترونية. وقد حُكم عليه من قبل محكمة أمن الدولة العليا في دمشق بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وذلك بتهمتي إضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة وفقاً للمادتين 285-286 من قانون العقوبات السوري.

كريم أنطوان عربجي: من مواليد مدينة دمشق العام 1978. يقيم مع عائلته في حي القصاع بدمشق، وهو مجاز من كلية الاقتصاد- قسم المحاسبة. اعتقل بتاريخ 7 حزيران 2007 من قبل فرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية الفرع 235، ونُقل بأمر الإحالة العرفي رقم 741/9/2 بتاريخ 18 أيلول 2007 إلى سجن صيدنايا، ليُصار إلى محاكمته أمام محكمة أمن الدولة العليا بتهمة “نشر أنباء كاذبة من شأنها إضعاف الشعور القومي، وفقاً للمادة /286/ من قانون العقوبات السوري العام”، وذلك على خلفية كتاباته مقالات انتقد فيها السلطات السوريا ونشرها في موقع “منتدى أخوية” الإلكتروني.

مثل عربجي للمرّة الأولى أمام محكمة أمن الدولة العليا بدمشق، بتاريخ 20 نيسان 2008، وتأجلت الجلسة إلى تاريخ 8 حزيران 2008. ومن ثم تأجلت إلى تموز من العام ذاته بناء على طلب النيابة العامة. ولم تنعقد الجلسة بسبب اندلاع الأحداث الدامية في سجن صيدنايا. وما يزال مصير عربجي مجهولاً منذ ذلك الوقت.

قضية المدونين الثمانية:
اعتقل المدوّنون الثمانية – وهم شبان يساريون تتراوح أعمارهم بين 25 و30 سنة- في الفترة الممتدة ما بين كانون الأول 2005 و آذار من العام 2006، حيث وضعوا في السجن الانفرادي. وبحسب معلومات تأكدت منها “سكايز”، فقد تعرضوا للتعذيب الشديد (الضرب بجنازير آليات عسكريّة، الضرب المبرح حتى تكسير العظام)، وبسبب ذلك أصيب حسام ملحم بحالة عصبية فقد على إثرها القدرة على النطق والحركة.

بعد ذلك تمّت إحالتهم إلى محكمة أمن الدولة بسبب سعيهم لإنشاء تجمع سياسي شبابي، ونشرهم مقالات على شبكة الانترنت عبّروا فيها عن غياب الديموقراطية والحرية في سوريا. وكذلك بسبب اشرافهم على تحرير وإدارة موقع سوري شهير اسمه “الدومري السوري” (لا علاقة له بمجلة “الدومري” التي تم إغلاقها هي الأخرى) ظهر على الشبكة العنقودية في العام 2005 ونال شهرة واسعة واختفى فجأة مع أرشيفه في بداية العام 2006 إبان حملة الاعتقالات ضد هؤلاء الشباب.

وقد أصدرت محكمة أمن الدولة في 17 حزيران 2007 حكمها بحبس سبعة من هؤلاء الشباب لمدد تتراوح بين 5 سنوات و7 سنوات، وفقاً للمادة 278 من قانون العقوبات، بتهمة الإقدام “على أعمال أو كتابات أو خطب لم تجزها الحكومة، فعرّض سوريا لخطر أعمال عدائية، أو عكّر صلاتها بدولة أجنبية، أو عرّض السوريين لأعمال ثأرية تقع عليهم أو على أموالهم”. في حين أُفرج عن واحد منهم – بعد سنة من الاعتقال – وهو “علي علي” نظراً لاتهامه بجنحة نشر أنباء كاذبة، وقد أستفاد يومها من العفو الصادر عن مرتكبي الجنح.

موجز عن المدوّنين الثمانية:
طارق الغوراني. مواليد 1983. خريج معهد متوسط في هندسة الكمبيوتر. وهو ناشط في منتديات الحوار السورية الإلكترونية. حكم عليه بالسجن سبع سنوات.

ماهر إبراهيم اسبر. مواليد 1980. حُكم عليه بالسجن 7 سنوات.

حسام ملحم مواليد 1984. طالب جامعي وشاعر من منطقة دريكيش. كان يعد لنشر ديوانه الأول عند اعتقاله. حكم عليه بالسجن 5 سنوات.

عمر العبدالله. مواليد 1985 في دمشق. طالب في كلية الفلسفة، وابن الصحافي المعتقل علي العبد الله. ناشط في منتديات الحوار الألكتروني. حكم عليه بالسجن 5 سنوات.

دياب سرية. مواليد 1985. ناشط في منتديات الحوار. حكم عليه بالسجن 5 سنوات.

أيهم صقر. مواليد 1975. مهنته الأساسية حلاّق، وهو مختصّ بالرسوم الكاريكاتورية على المدونة. حكم عليه بالسجن 5 سنوات.

علام فاخور. مواليد 1979. مجاز من كلية الفنون الجميلة وطالب دبلوم. له عدد من المنحوتات واللوحات الفنية.

علي العلي. مواليد 1984. طالب إدارة أعمال. وهو الوحيد الذي أفرج عنه.

مركز “سكايز” للدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية
للاتصال:
هاتف وفاكس (بيروت): 01-397334
بريد الكتروني:samirkassirmedia@gmail.com