11/2/2009

وسط تصاعد الإنتهاكات بحق الصحافيين في الأراضي الفلسطينية، لا يزال الصحافيان سامر خويرة وأحمد البيكاوي من فضائية “القدس” معتقلين منذ 24 و 26 كانون الثاني من قبل جهازي الأمن الوقائي والاستخبارات العسكرية في الضفة الغربية من دون إحالة أي منهما إلى المحاكمة. من جهة اخرى أطلق مسلحون النار مجددا في 8 شباط على يومية “الحياة الجديدة” غرب رام الله، بينما أبعدت “حماس” الصحافي وائل عصام عن غزة في 7 شباط.

اعتقل جهاز الأمن الوقائي سامر خويرة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية صباح 24 كانون الثاني 2009. ونقل إلى سجن الجنيد في نابلس بحسب تأكيد مسؤول من فضائية القدس لـ”سكايز”. ولم يعلم حتى اللحظة عن إحالته إلى محكمة. بينما اعتقل جهاز الاستخبارات العسكرية الصحافي أحمد البيكاوي في 26 كانون الثاني في جنين شمال الضفة، ولم يعلم عن ظروف اعتقاله شيء حتى اللحظة.

وقبل أيام، في 8 شباط، تعرضت جريدة “الحياة الجديدة” لإطلاق نار من قبل عناصر مسلحة للمرة الثانية على مكتبها في البيرة غرب رام الله في الضفة الغربية. أطلق مسلحون النار بداية في 26 كانون الأول 2008، ثم تكرر إطلاق النار على زجاج مكتب مدير التحرير بشار برماوي في 8 شباط. علّق رئيس التحرير حافظ البرغوثي على الحادث بالقول “صحيح أن صحيفة ’الحياة الجديدة‘ خاضعة رسمياً للسلطة الوطنية الفلسطينية، لكننا مرتبطون بالمشروع الوطني الفلسطيني. والصحيفة مفتوحة للجميع وتستقبل المقالات من جميع الأطياف السياسية”. يحقق في الحادثة أكثر من جهاز أمني في السلطة الوطنية، ولم يعلن أي منها حتى اللحظة عن نتائج تحقيقاته.

قبل ذلك بيوم، في 7 شباط، أبعدت عناصر من الشرطة التابعة لحركة “حماس” الصحافي وائل عصام عن غزة إلى معبر رفح، وذلك على خلفية تقارير إعلامية اعتبرها مسؤولون في “حماس” بمثابة “تهديد للأمن القومي”، وذلك بعدما أعدّ وائل تحقيقين صحافيين. وعلق وائل، الذي غطى أكثر من حرب في المنطقة، في حديث مع “سكايز”: “لا أصدق أن ما حدث معي في العراق، عندما منعت من البقاء فيه وهو وطني الثاني، قد تكرر معي الآن. ولكن هذه المرة منعت من البقاء في وطني الأصلي فلسطين”.

تأتي هذه الاعتقالات في تصعيد لافت من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية. كان جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية قد اعتقل الصحافي خالد العمايرة، مراسل جريدة “الأهرام” الإنجليزية والمحرر في صحيفة “فلسطين تايمز” الصادرة في لندن ويكتب في موقع “إسلام أون لاين”، يوم 18 كانون الثاني وأفرج عنه مساء 20 كانون الثاني، بعد قضاء ليلتين في زنزانة الأمن الوقائي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وكان جهاز الاستخبارات التابع للسلطة الفلسطينية قد استدعى في اليوم ذاته مراسل قناة “القدس” الفضائية في رام الله إبراهيم الرنتيسي وأبقاه معصوب العينين لساعات قبل الإفراج عنه بحسب مسؤول في فضائية “القدس” في الضفة الغربية.

يدعو مركز “سكايز” إلى إطلاق سراح الصحافيين خويرة والبيكاوي فورا، والتراجع الفوري عن قرار إبعاد وائل عصام عن غزة. كما يدعو السلطات الفلسطينية احترام القانون الأساسي الفلسطيني، حيث لا يفترض بالأجهزة الأمنية التعامل مع الصحافيين المدنيين، بل هي من صلاحيات الشرطة الفلسطينية تبعا لأصول مدنية واضحة.

مركز “سكايز” للدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية
للاتصال:
هاتف وفاكس (بيروت): 01-397334
بريد الكتروني:samirkassirmedia@gmail.com