25/10/2008
فوجئت المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق) بالمنحى التسييسي الذي ءال إليه التعامل مع قضية الطفل (م.غ.) لما جرى من إغلاقٍ للمدارس، وتغيير للحقائق، واستعمالٍ للمنابر للتحريض والوعيد!!!
فبتاريخ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2008، تعرض (م.غ.)، الطالب في إبتدائية عين العسل التابعة للأونروا في مخيم الرشيدية، في منطقة صور – جنوب لبنان، لضربٍ، أقل ما يمكن القول في وصفه بأنه كان ضرباً مبرحاً (كدمات في محيط عينه اليسرى، وشفته العليا التي جرى تقطيبها بـ 3 غرز)، على يد مدّرسته، السيدة (غ.ع.) التي تم إيقافها عن العمل بعد دراية مكتب التعليم في رئاسة الأونروا بهذه الحادثة.
إن المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق)، تضع مسألة التعامل مع الأطفال بالضرب، مهما كانت الحجة والسبب، في كفة الإنتهاكات الضروس لإتفاقيات ومعايير حقوق الإنسان، لا سيما إتفاقية حقوق الطفل وعلى وجه الخصوص المادة 19 التي نصت في بندها الأول على إتخاذ جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال …. وإساءة المعاملة أو الاستغلال….”
كما وتخاطب المنظمة، وبلغة حقوق الإنسان، لغة الحوار والسمو في التعامل ما بين الجنس البشري، الأصوات التي ارتفعت لتضع الضرب في مقام الحفاظ على هيبة وكرامة المعلم(ة) وتقول إنّما هيبة المعلم(ة) وكرامته(ها) تُصان ويُدافع عنها عندما يحافظ/تحافظ المعلم(ة) نفسه(ها) على رسالته(ها) السامية في تربية وتنشئة الأجيال على المعرفة والإحترام المتبادل ويكون/تكون قدوة لهؤلاء الأجيال الذين يرون العنف ويعيشونه ويمارسونه حيث بينّت دراسة ميدانية نفذتها وأصدرت نتائجها مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان بعنوان “الأطفال الفلسطينيون في لبنان، واقع مرير ومستقبل مجهول – آب/أغسطس 2008” بأن نسب الميل للعنف لدى الأطفال مرتفعة، حيث سُجلت أعلى النسب (66.7%) في أحد التجمعات الجنوبية.
وتتساءل المنظمة هاهنا عن الهدف والنفع في التوجه إلى ظاهرة إغلاق المدارس في المخيمات، عند كل مشكلة، مهما علا أو دنا شأنها، وترى بأنّ المغالاة بالشيء تزيده حدّه عوضاً عن التخفيف منه، فإغلاق المدرسة يضر بمصلحة التلاميذ/ات العليا، الذين يرون في هذا التصرف تكريساً للغة القوة وليس خطاب العقل.
إننا في المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق)، نناشد جميع الضالعين في توتير أو حل هذه المشكلة في الإبتعاد عن تسييس الأمور، سيما وأن أكثرهم ممن يتخاطبون بلغة الإصلاح والتغيير، الذي من الصعب إنجازه في أجواء المغالاة، والتهديد والوعيد بالتصعيد، وتغيير الحقائق، وندعوهم إلى التوجه إلى لغة الحوار والحلول السلمية التي تبين الحقيقة وتنصف المظلوم، كما ونتوجه من خطباء المنابر وندعوهم إلى قول كلمة حق، سواء أكانت واردة في الشرعة الدولية أو في الشريعة والأديان السماوية، عبر مخاطبة عقول الجماهير وإنسانيتهم، لا انتماءاتهم العقائدية أو السياسية، لكوننا بأمس الحاجة لها، لا سيما في أوقات تشرذمنا هذه!!!
المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق)