17/4/2008

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانها على السكان في قطاع غزة، فقتلت (18) فلسطينياً في هجمات متفرقة تركز معظمها وسط قطاع غزة. وأظهرت هجماتها تعمد استهداف المدنيين وقتل الصحافيين، حيث بلغ عدد القتلى من المدنيين (14)، من بينهم (8) أطفال، وتبين من قصف سيارة المصور الصحافي في وكالة “رويترز” للأنباء فضل شناعة تعمد استهداف الصحافيين. هذا وتشير مصادر المعلومات في مركز الميزان إلى أن قوات الاحتلال قتلت منذ مطلع نيسان (أبريل) الجاري (40) فلسطينياً من بينهم (13) طفلاً.

وحسب أعمال الرصد والمراقبة من قبل المركز، فقد توغلت قوات الاحتلال، عند حوالي الساعة 6:45 من صباح الأربعاء الموافق 16/4/2008، انطلاقا من السياج الفاصل تجاه قرية وادي غزة (جحر الديك)الواقعة شمال شرقي مخيم البريج، معززة بعدة آليات حربية. وعند حوالي الساعة 8:30 من صباح اليوم نفسه، أطلقت احدي الآليات قذيفة أصابت منزلاً في القرية، ما تسبب في إصابة هالة عطية أبو سعيد (36عاما) وسالم علي أبو سعيد (75عاما)، حيث أصيب بشظية في الكتف الأيمن.

وواصلت الآليات العسكرية تحركها حيث تمركزت بالقرب من مقبرة الشهداء في القرية، وتوافد عشرات الأطفال والفتية من مخيمي النصيرات والبريج وقرية المغراقة، إلى محيط المنطقة بدافع الفضول، حيث عززت القوة طائرات استطلاع وطائرات مروحية. وعند حوالي الساعة 16:25 من مساء اليوم نفسه أطلقت طائرات مروحية عدة صواريخ استهدفت مجموعة من السكان المدنيين، بالقرب من مسجد الإحسان جنوب القرية، ما تسبب في مقتل تسعة أشخاص وجرح عدد كبير. وحسب تحقيقات المركز فإن القتلى والجرحى جميعاً من المدنيين، وهم: سفيان أحمد محمد (41 عاماً) من مخيم البريج، محمود أحمد محمد (45 عاماً)، طارق فريد أبو طاقية (14 عاماً)، عبد الله ماهر أبو خليل (15 عاماً)، إسلام حسام العيسوي (16 عاماً)، فادي جمال مصران (20 عاماً)، طلحة هاني أبو علي (13 عاماً)، بيان سمير الخالدي (17 عاماً)، محمد محمد العصار (17 عاماً). ووصل الى مستشفي شهداء الأقصي (24) جريحاً، من بينهم (14) طفلاً، ووصفت جراح (9) منهم بالحرجة، حيث تم تحويلهم إلي مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.

وتشير تحقيقات المركز إلى أن أطقم الصحافيين توجهت لتغطية التوغل الإسرائيلي الذي استهدف المنطقة الشرقية من قرية جحر الديك، حيث توقف الصحافييون على الشارع الرئيس المؤدي إلى القرية، المتفرع من شارع صلاح الدين إلى الشمال من وادي غزة، على بعد حوالي (200) متر إلى الشرق من طريق صلاح الدين. وحسب تحقيقات المركز وإفادات عدد من الصحافيين، فإن المصور الصحافي شناعة، يرافقه مساعده وفا يونس أبو مزيد (25 عاماً) من وكالة “رويترز” للأنباء، توقفا عند مدخل القرية. وفجأة استهدفتهما قذيفة بشكل مباشر. وقتل في القصف نفسه ثلاثة مدنيين، من بينهم طفلان تصادف مرورهما سيراً على الأقدام بالقرب من سيارة وكالة “رويترز”، وهم الطفل: غسان خالد أبو عطيوي (17 عاماً) من سكان قرية المغراقة، والطفل أحمد عارف فرج الله (17 عاماً) من سكان مخيم النصيرات، وخليل إسماعيل دغمش (21 عاماً).

ونسفت قوات الاحتلال، عند حوالي الساعة 18:20 من مساء اليوم نفسه منزل سالم علي أبو سعيد (75 عاماً)، وجرفت منزلاً مجاوراً تعود ملكيته لشعبان داوود الريفي (60 عاماً)، وألحقت أضراراً جزئية في خمسة منازل سكنية، وجرفت حوالي (100 دونم) من الأراضي الزراعية، قبل أن تنسحب من القرية، عند حوالي الساعة 21:00 من ليل اليوم نفسه. وفي سياق متصل انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من قرية وادي السلقا جنوب شرق مدينة دير البلح بعد أن دمرت أربعة منازل بشكل كلي. ووفقا للتحقيقات فإن عدداً من الآليات والجرافات العسكرية عند حوالي الساعة 3:00 من فجر يوم الثلاثاء الموافق 15/4/2008، مسافة تقدر بحوالي كيلو متر واحد، إنطلاقا من السياج الفاصل، إتجاه قرية وادي السلقا. وعند حوالي الساعة 11:00 ظهرا أطلقت قوات الاحتلال نيران أسلحتها ما أسفر عن إصابة عنصرين من المقاومة وصفت جراحهما بأنها متوسطة. وفي الوقت نفسه شرعت الآليات في تجريف أربعة منازل، تعود إلى كل من: إبراهيم أحمد إبراهيم السميري، محمد عواد إبراهيم السميري، محمد توفيق حسن الكرد، ومحبوبة محمد إبراهيم خليفة.

كما توغلت قوات الاحتلال عند حوالي الساعة 13:00 من مساء يوم الأربعاء الموافق 16/4/2008، في منطقة أبو سمرة، شمال بيت لاهيا، مسافة تقدر بحوالي كيلو متر واحد، تحت غطاء جوي من طائرات الاستطلاع. وعند حوالي الساعة 14:20 من مساء اليوم نفسه، فتحت الطائرات العمودية نيران أسلحتها الثقيلة بكثافة، وبشكل متتابع، تجاه المزارعين ومنازل السكان المدنيين في المناطق الشمالية من بيت لاهيا (فدعوس، الشيماء، الغبون)، وأطلقت صاروخين تجاه سيارة مدنية من نوع (ميتسوبيشي تندر) بيضاء اللون، كان يستقلها مزارعان، ما أسفر عن مقتل أحدهما هاني صلاح محمد ميلاد زعرب (33 عاماً)، وإصابة عبد الرحمن عبد الكريم أبو جراد (43 عاماً)، بجراح خطيرة. وأصيب جراء إطلاق النار المتواصل من الطائرات والقوات الراجلة محمد جمال أبو شقفة (21 عاماً) بجراح متوسطة. وانسحبت القوات الراجلة عند حوالي الساعة 15:30 من مساء اليوم نفسه.

وفتحت قوات الاحتلال، المتمركزة على الحدود الشرقية، نيران أسلحتها الرشاشة عند حوالي الساعة 15:50 من مساء يوم الأربعاء الموافق 16/4/2008، تجاه المزارعين العاملين في أراضيهم في محيط مقبرة الشهداء شرق جباليا، ما تسبب في إصابة عبد الهادي عيد البطش (57 عاماً)، وكايد محمد النجار (53 عاماً)، بجراح متوسطة.

كما توغلت قوة عسكرية قدر قوامها بنحو (12) آلية عسكرية عند حوالي الساعة 00:30 من فجر الأربعاء الموافق 16/4/2008، في المنطقة الشرقية من حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، في المنطقة الواقعة بين مصنع العصير ومعبر الشجاعية “نحال عوز”. واندلعت اشتباكات مسلحة استمرت حتى حوالي الساعة 6:30 من صباح اليوم نفسه وأدت الى مقتل أربعة فلسطينيين هم: عبد الكريم أحمد الخيسي (35 عاماً)، محمود توفيق حلس (21 عاماً)، مصطفى عدنان التتر (22 عاماً) وكرم أكرم الوادية، (22 عاماً).

مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد لأعمال القتل المتصاعدة التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة ضد المدنيين ولاسيما الأطفال حيث تشير المعطيات الواردة في البيان أن غالبية القتلى والجرحى هم من الأطفال. هذا بالإضافة إلى استهداف الأطقم الصحفية التي تعمل على نقل حقيقة الممارسات الإسرائيلية على الأرض، حيث تشير حادثة قصف المصور الصحافي شناعة إلى تعمد الاستهداف. كما تتعمد تلك القوات هدم وتدمير المنازل وتجريف الأراضي المزروعة التي تشكل مصدراً لعيش السكان. والمركز يؤكد على أن هذه الممارسات تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني وترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

مركز الميزان إذ يطالب بالعمل الفوري على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي يمس بحياة السكان ويهدد بوقف عمل المستشفيات والطواقم الطبية وفي مقدمتها طواقم الإسعاف، في ظل أعمال القتل المتصاعدة، فإنه يجدد تحذيره المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في صمته تجاه هذه الجرائم، ولاسيما في ظل التصريحات الإسرائيلية المتلاحقة، التي تتوعد سكان القطاع بهجمات قاسية.

ويطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية كجزء من واجبها القانوني والأخلاقي تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل الفوري على وقف تصعيد قوات الاحتلال لجرائمها والتي تترافق مع استمرارها في محاصرة المدنيين في قطاع غزة ومساسها بحاجاتهم الإنسانية الملحة.

انتهى