29/05/2008

التقى أمس وفد من مركز الميزان لحقوق الانسان مساء الأربعاء 28/5/2008 في مدينة غزة لجنة تقصي الحقائق عالية المستوى برئاسة القس ديزموند توتو والبرفسورة كريستين تشنكن. تأتي زيارة اللجنة إلى غزة بعد حوالي عام ونصف على تأسيسها. وضم وفد المركز كلا من مدير المركز عصام يونس وسمير زقوت منسق البحث الميداني ومحمود أبو رحمة منسق التدريب والعلاقات الدولية. وكان مجلس حقوق الإنسان اتخذ قراراً بتاريخ 15/11/ 2006 بإرسال لجنة لتقصي الحقائق حول أثر قصف قوات الاحتلال لمنازل عائلة العثامنة، التي أودت بحياة (19) مدنياً من بينهم (7) أطفال و(6) نساء و(17) منهم من عائلة واحدة. وقد تأجل قدوم اللجنة بسبب رفض دولة الاحتلال السماح بدخولها، حيث تمكنت من الدخول عبر معبر رفح يوم الثلاثاء الموافق 27/05/2008.

وبعد أن رحب وفد المركز بتمكن اللجنة من الوصول إلى غزة تمنى لها النجاح في مهمتها. شرع وفد المركز في استعراض أمام اللجنة الأوضاع العامة في قطاع غزة والإجراءات الإسرائيلية الحالية، حيث أن المجزرة موضوع التحقيق تأتي في سياق متصل من الجرائم الإسرائيلية. واستحضر الطابع السلمي للانتفاضة في بدايتها والقسوة والعنف التي مارستها قوات الاحتلال في مواجهة المتظاهرين العزل، كما تناول بالتفصيل العملية العسكرية التي وقعت المجزرة أثناءها، التي أطلقت عليها قوات الاحتلال اسم (غيوم الخريف)، التي استمرت من 1 – 28/11/2008 وأودت بحياة (104) قتيلاً وأوقعت (346) جريحاً بالإضافة إلى الأضرار الكبيرة التي لحق بالبنية التحتية والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة. وركز وفد المركز على حالة جريمة قصف عائلة العثامنة في سياق هذه العملية، التي قصفت قوات الاحتلال خلالها مسيرة نسائية كانت تحاول فك الحصار عن بلدة بيت حانون صباح الجمعة الموافق 3/11/2006، مما تسبب في قتل: روضة ابراهيم جابر، (48 عاماً)، وإصابة (7) نساء، بجروح متفاوتة.

واستحضر وفد المركز قرار قوات الاحتلال تقليص مدى الأمان للقصف المدفعي من 300 إلى 100 متر فقط في أبريل من العام 2006، مما يشير إلى نية قوات الاحتلال إيقاع الأذى بالمدنيين ومنازلهم. وفي معرض تناوله لسياق الممارسات والإجراءات الإسرائيلية استحضر وفد المركزعمليات شبيهة كعملية قوس قزح في رفح وقصف المسيرة السلمية وغيرها. هذا وأجاب وفد المركز على الاسئلة الفنية التي طرحتها اللجنة والتي تتناول الجوانب التقنية التفصيلية فيما يخص تفاصيل االمجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال بحق عائلة العثامنة في بيت حانون. كما قدم وفد المركز ما لديه من وثائق وأدلة حول المجزرة لتكون في متناول اللجنة. كما أشار وفد المركز إلى الانتهاكات الجسيمة التي رافقت هذه العملية مثل قصف المنازل بالصواريخ، واستهداف طاقم طبي بالقصف وقتل ثلاثة من أعضائه، وقصف مدارس.

وشارك مدير المركز وعدد من ممثلي المجتمع المدني في غزة في عشاء عمل ضم القس توتو والبرفسورة كريستين تشنكن والوفد المرافق لهم. وتمنى الجميع النجاح للجنة في مهامها، وأثنوا على الجهود الكبيرة التي قامت بها اللجنة في غزة. وألقى القس توتو كلمة مؤثرة، شكر فيها الشعب الفلسطيني على قدرته على الحياة والصمود في ظل الظروف القاسية التي اطلع عليها. كما تقدم بالشكر إلى التعاون الكبير الذي أبداه كل من قابلتهم اللجنة وتمنى أن تتحقق العدالة في فلسطين وأن يتمتع الشعب الفلسطيني كباقي الشعوب بالحرية.

انتهى