1/7/2008

واصلت قوات الاحتلال انتهاكاتها لحقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي والعمل الصحفي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ولم تقف هذه الانتهاكات عند حدود محاصرة الصحفيين والمؤسسات الإعلامية فتجاوزتها إلى القتل العمد والمباشر وتعمد إيقاع الأذى بالصحفيين، وجاء ما تعرض له الصحفي محمد عمر المغير يوم الخميس الموافق 26/6/2008 من اعتداء عليه بالضرب المبرح ومحاولة إذلاله والمس بكرامته كحلقة في سلسلة متواصلة من الانتهاكات الموجهة ضد الصحفيين.

وحسب إفادة مشفوعة بالقسم صرّح بها للمركز الصحفي محمد عمر المغيَّر(24 عاماً)، فقد اعتدى عناصر من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك” على الصحفي المغير, أثناء عودته من جولةٍ أوروبيةٍ بدءها بالعاصمة البريطانية لندن حيث تسلم جائزة عن أفضل “قصةٍ صحفيةٍ” على مستوى العالم, من إحدى المنظمات الدولية وانطلق بعدها في جولة زار خلالها السويد واليونان وإيطاليا وهولندا وتحدث أمام برلماناتها مستعرضاً معاناة المدنيين في قطاع غزة. يذكر أن السفارة الهولندية في إسرائيل هي من تولى تنسيق سفر الصحفي المغير عن طريق معبر بيت حانون (إيرز). وكان وفد من السفارة الهولندية رافقه في رحلته من غزة إلى أن غادر الأراضي الفلسطينية إلى الأردن، كما أن وفداً مماثلاً كان في انتظاره عند عودته إلا أن قوات الاحتلال ضللت وفد السفارة حيث كانت أخبرته أن المغير لم يصل بعد فيما كانت تخضعه للتحقيق.

وعند وصول الصحفي إلى جسر الكرامة “اللنبي” الفاصل بين المملكة الأردنية والأراضي الفلسطينية المحتلة في طريق عودته إلى قطاع غزة، وذلك عند حوالي الساعة 9:40 من صباح يوم الخميس الموافق 26/6/2008, احتجزته قوات الاحتلال وأجبرته على خلع ملابسه واعتدت عليه بالضرب المبرح, والألفاظ النابية, واستمر التحقيق معه طيلة ساعتين متواصلتين, تعرض خلالها للتهديد بإطلاق النار عليه, وإشهار السلاح في وجهه, وأطلقت سراحه بعدما ساءت حالته الصحية حيث سقط مغشياً عليه, ونقل إلى مستشفى في أريحا, ومن ثم غادرها باتجاه معبر بيت حانون “إيريز”, وعند وصوله للمعبر صادرت قوات الاحتلال منه”وصلةً كهربائيةً” تستخدم لشحن أجهزة الاتصال.

والجدير ذكره أن التحقيق مع المغير كان يدور حول جولته الأوروبية وكلماته أمام برلماناتها التي حاول من خلالها وصف معاناة المدنيين في قطاع غزة جراء الحصار والإغلاق الذي تفرضه قوات الاحتلال، بالإضافة إلى طبيعة عمله كصحفي يحاول أن ينقل حقيقة ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة. هذا ولا يزال المغير يتلقى العلاج في مشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس حيث يعاني من ضيقٍ في التنفس, وصعوبةٍ في البلع, وكدماتٍ على أنحاء متفرقة من جسمه جراء الضرب.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد للاعتداء الذي تعرض له الصحفي المغير، ويرى فيه انتهاكاً يهدف حجب حقيقة ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومعاقبة من يجرؤ على فضح جرائمها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما ينظر مركز الميزان بخطورة شديدة إلى تكرار استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحافيين أثناء تأديتهم واجبهم المهني، واستمرار إفلاتهم من العقاب.

مركز الميزان يشدد على أن إهانة والاعتداء بالضرب على الصحافي المغير يشكل انتهاكاً جسيماً لمبادئ حقوق الإنسان، ولاسيما المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. كما يشكل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، التي كفلت الحماية للصحافيين في وقت الحرب بوصفهم مدنيين.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين والصحافيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويدعو المركز الاتحاد الدولي للصحافيين والاتحادات والمؤسسات الصحافية الدولية والإقليمية والعربية إلى تفعيل تضامنهم وأنشطتهم الضاغطة على حكوماتهم للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومن أمروا بارتكاب هذه الجرائ

انتهى