10/1/2005
كشف نقابي كبير في مجلس النقابات المهنية في الأردن لـ ” المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية ” أن ” صفقة أردنية ـ سورية أمنية ” قد تم إبرامها في إطار المباحثات التي جرت خلال تشرين الأول / أكتوبر وتشرين الثاني / نوفمبر 2004 لإعادة ترسيم الحدود بينهما ، والتي تمخضت عن اتفاق لتسوية الخلاف على التداخل الحدودي الحاصل منذ عشرات السنين بين البلدين .
وقال المصدر ” إن الصفقة تقوم على اعتبار مشكلة مفقودي البلدين في كل منهما منتهية ” .
وأوضح المصدر أن هذا يعني ضمنا ” أن الحكومة الأردنية تسلم بعدم وجود معتقلين أردنيين في سورية ، وبأن الضابط السوري فرحان يوسف الزعبي هو من مفقودي أحداث أيلول /سبتمبر 1970 أسوة بهاجم الهنداوي ، قائد قوات الصاعقة التابعة للقيادة القومية لحزب البعث الحاكم في سورية التي شاركت إلى جانب الجيش السوري في الأحداث المذكورة ، وتمتنع عن إعطاء أي وثيقة ، لأي جهة كانت ، تثبت تسليمه لبلاده في العام 1974″ . وأضاف المصدر ” إن هذا يفسر كيف أن السلطات السورية قد لزمت صمت القبور إزاء قضية فرحان الزعبي منذ الكشف عنها قبل ثمانية أشهر ، ولم تبد أي ردة فعل إلا مؤخرا ، وبعد أن تم ضمان تواطؤ الحكومة الأردنية في هذه القضية ” .
يشار إلى أن قوى المجتمع المدني الأردني ومنظمات حقوق الإنسان وعشرات الأسر الأردنية تؤكد على وجود العشرات من المواطنين الأردنيين في السجون السورية ، قسم كبير منهم من الطلاب الذين كانوا يدرسون في الجامعات السورية ، مثل طالبة طب الأسنان وفاء عبيدات . وكان ” المجلس ” قد نشر مؤخرا تقريرا مفصلا هو حصيلة تسعة أشهر من التحقيق الميداني ، كشف عن وجود ثلاثة معتقلات سرية تابعة للمخابرات الجوية وأسماء العشرات من المعتقلين الأردنيين واللبنانيين والسوريين والفلسطينيين في هذه المعتقلات لم يزالوا على قيد الحياة بعدما كان يعتقد بأنهم في عداد ” الموتى ” .
في سياق متصل ، لاحظ المراقبون والمواطنون السوريون أن السلطات السورية قد لزمت الصمت إزاء قضية فرحان الزعبي منذ كشف ” المجلس ” عنها قبل ثمانية أشهر ، رغم كل ما استتبعه هذا الكشف من ردود فعل وتغطية في وسائل الإعلام العربية ، ولم يصدر عنها أي ردة فعل إلا مؤخرا بعد إبرام ” الصفقة ” التي كشف عنها لنا المصدر النقابي الأردني . حيث بدأت صحيفة إلكترونية سورية ، ينظر لها على نطاق واسع بأنها محسوبة على إحدى الجهات في النظام السوري ، بنشر ما أسمته القصة ” الحقيقية ” لفرحان الزعبي ، حيث ادعى المحامي كاتب القصة التي يجري نشرها على حلقات أن فرحان الزعبي” استشهد ” في أحداث أيلول / سبتمبر 1970 . لكنه لم يقدم أي وثيقة على ذلك . وهي الرواية نفسها حرفيا التي كان قدمها في الصيف الماضي اللواء حسن خليل رئيس شعبة المخابرات العسكرية ، ورئيس مكتبه والفرع 235 (فرع فلسطين ) التابع للشعبة المذكورة ، للسيد غياث فرحان الزعبي ( نجل السجين) والسيدة صباح دامر التركماني ( زوجة السجين ) ، وكنا نشرناها في حينه !! ( راجع الرابط : http://www.hrinfo.org/syria/nctjrs/pr040719.shtml )
وأكد محام سوري مقرب من إدارة الموقع الإلكتروني الذي ينشر حلقات هذه القصة المفبركة ، وينشط في إطار مجموعة المحامين السوريين المنضوية في إطار الهيئة القومية للمحامين العرب المدافعين عن النائب عزمي بشارة ( وهي المجموعة ذاتها التي كان ينشط لصالحها المحامي كاتب القصة) ، أن ضابطا في فرع فلسطين يدعى عبد الرزاق ، وآخر يعتقد أن اسمه محمود سعيد ويعمل في الفرع ذاته ، اتصلا الشهر الماضي بالمحامي البعثي عمران الزعبي ، الذي ينتمي وفق درجة قرابية بعيدة جدا للسجين فرحان الزعبي ، وطلبا منه إعداد رد بشأن قضية فرحان ” يؤكد فيها على أن فرحان استشهد في الأردن ، وأن الجهة التي أثارت قضيته تعمل مع المخابرات الأردنية وعميلة لإسرائيل ، مقابل وعد قطعي بإيصاله إلى المجلس المركزي لنقابة المحامين السوريين في تشكيلته القادمة ، رغم وجوده على القائمة السوداء لمجموعة الفاسدين الذين كانوا يحيطون برئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي ، الذي يعتقد بأن السلطة نحرته عندما هدد بكشف ملف عائدات النفط السوري ومآلها فيما لو أحيل إلى القضاء” .
وأضاف هذا المحامي : ” إن الجهات الرسمية تنظر للمحامي عمران الزعبي بوصفه جزءا من المجموعة التي كانت تحيط برئيس الوزراء المغدور تحت إدارة ابنيه : مفلح وهمام ، ولا سيما هذا الأخير الذي تنسب إليه عملية استغلال أوراق رسمية عائدة لمكتب والده ( المنحور) من أجل استخدامها في إبرام صفقات تجارية مشبوهة ، حيث اعتقل أحد أخطر عناصر هذه المجموعة (المدعو مهند أحمد صقر ، الملقب بالبلدي ، وهو من بلدة التل في ريف دمشق ) وصدر بحقه حكم لمدة 12 عاما من قبل القضاء العسكري بتهم عديدة من بينها إدخال لحم البقر المجنون في أوربة إلى سورية لتصنيعه مرتديلا من قبل مجموعة ماس التي يملكها فراس طلاس ، نجل وزير الدفاع السابق ” !! وأكد المحامي / المصدر على أن السيد ” المحامي عمران الزعبي رضخ لابتزاز أجهزة المخابرات وقام بنشر روايتها موقعة باسمه ” ، موضحا ” أن فرع فلسطين يعتقد بأن مجرد حمل المحامي كنية الزعبي ، يمنح قصته مصداقية لا أساس لها ” .
هذا وقد أرسل ” المجلس” كتابا إلى مسؤول الصفحة الإلكترونية التي تنشر هذه القصة ، طالبا منه إما إيقاف نشرها ، لجهة أنها تقوم بشتم منظمتنا وزملائنا واتهامهم بالعمالة لإسرائيل والأردن وأميركا ، وإما إتاحة الفرصة لنا للرد . إلا أن السيد المحرر ما يزال ” يطنش” على كتابنا .
هذا في الوقت الذي ذكرت مصادر مقربة من أسرة فرحان الزعبي أن الأسرة ” تعرضت للتهديد والانتقام فيما لو قامت بالرد على ما يكتبه المحامي عمران الزعبي ” ، وأن ” فرع فلسطين في شعبة المخابرات العسكرية يسعى إلى إثارة فتنة وشقاق داخل عائلة الزعبي التي تعتبر من أكبر العائلات في جنوب سورية وشمالي الأردن ” .
نود الإشارة ، ختاما ، إلى أننا ـ وبعد انتهاء السيد المحامي من نشر حلقات روايته الأمنية ـ سننشر ردا شاملا على ذلك نضمنه وثائق ومراسلات تنشر للمرة الأولى حول قضية السجين فرحان الزعبي ، ستكون مفاجئة له ولمن يقف من ورائه !