18/4/2006

علم المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سوريا من مصادر وثيقة الصلة بالتحقيق مع الكاتب الروائي السوري الروائي محمد غانم أن التحقيق معه في فرع فلسطين تركز في بعض جوانبه على كتابات نشرها على موقع “سوريون” الذي يديره ” تشيد ” بالمراقب العام للإخوان المسلمين علي صدر الدين البيانوني والمعارض السوري المنفي نزار نيوف. وأكد المصدر أن ضابط التحقيق في الفرع المذكور” ركز في تحقيقه مع الكاتب محمد غانم على كتابات نشرها مؤخرا في الموقع المشار إليه عن الأسباب والدوافع التي حدت به إلى الإشادة بالبيانوني ونيوف ” ! من جهتها أكدت المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان (ماف) في بيان نشرته اليوم هذه المعلومات .

وقال بيان ” ماف ” إن إحدى التهم الموجهة للكاتب غانم هي “الحديث عن العلاقة بينه وبين وشخصيات ممنوعة كالبيانوني ونزار نيوف ، من خلال كتابته عبارات حسنة عنهم” . وكشفت ” ماف” عن أن غانم تنقل منذ اعتقاله في 31 من الشهر الماضي بين ثمانية سجون ومعتقلات في أنحاء مختلفة من سوريا ، وأن السلطة عمدت إلى وضعه مع السجناء الجنائيين المتهمين بالسرقة والشذوذ الجنسي وتعاطي المخدرات ” إمعانا في إهانته وإذلاله ” . وأوضح بيان ” ماف” أن المخابرات العسكرية أجبرت الكاتب غانم على التوقيع على محاضر تحقيق تتضمن اعترافات مزيفة وهو مقيد اليدين .

وكانت المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في بيانها المشترك مع لجنة كتاب في السجون في اتحاد الكتاب العالمي عن أن ثلاث تهم وجهتها المخابرات العسكرية للكاتب محمد غانم ، وهي ” تحقير رئيس الدولة ” ( من خلال نكات رواها على الهاتف لإصدقائه ) ، و ” إثارة النعرات القومية ” ( دفاعه عن حقوق المواطنين الأكراد السياسية والثقافية ) ، و ” إضعاف هيبة الدولة ” ( كتاباته عن القمع والفساد ) !

وفي معلومات لاحقة علم ” المجلس ” من مصادر متطابقة أن الكاتب غانم نقل مؤخرا من سجن عدرا إلى سجن محافظة الرقة المركزي بعد انتهاء التحقيق معه في فرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية ، ومن المنتظر أن يمثل أمام القاضي الفرد العسكري قريبا . وكانت الزميلة ناديا قصار دبج مسؤولة العلاقات الخارجية في ” المجلس” قد توجهت يوم أمس إلى جنيف حيث اجتمعت إلى أورليخ جيرمس (Ulrich Garms ) مسؤول ” شعبة التدابير الخاصة” Special Procedures Branch في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ، حيث قدمت للمفوضية ملفين خاصين يتعلقان بكل من الدكتور عارف دليلة والكاتب محمد غانم . وعلم أن المفوضية ستقوم من جانبها بإجراء اتصالات مع الحكومة السورية بهذا الخصوص في إطار الصلاحيات المناطة بها في متابعة قضايا الاعتقال التعسفي .

إن ” المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سوريا ” ، وإذ يدين الممارسات الإجرامية التي تعرض ويتعرض لها الكاتب العلماني محمد غانم وجميع معتقلي الرأي في سوريا ، وبشكل خاص البروفيسور عارف دليلة والكاتب الإسلامي علي العبد الله وابنيه الذين لم يعرف مكان وجودهما منذ اعتقالهم قبل أسبوعين ، يرى أن وقف الاعتداء السلطوية المستمرة والمتفاقمة ضد الحريات العامة لم يعد ممكنا على الإطلاق دون تدخل دولي فعال وعاجل من منظمات الأمم المتحدة ذات العلاقة ، وبشكل خاص مجلس الأمن .

فما يحصل من عمليات تعذيب وقتل واختطاف واعتقال وإخفاء خارج إطار القانون يرقى إلى مستوى العوامل التي كانت سببا لتدخل الشرعية الدولية في أماكن أخرى من العالم ، وبشكل خاص في لبنان الذي شكل على مدى ثلاثين عاما امتدادا جغرافيا لساحة الممارسات الإجرامية التي أقدمت عليها أجهزة الاستخبارات السورية . والمواطنون السوريون الذين تعرضوا ويتعرضون لهذه الممارسات ليسوا بحال من الأحوال ـ بصفتهم ينتمون للجنس البشري ـ أقل قيمة وأهمية من المواطنين اللبنانيين الضحايا الذين كانوا سببا لتدخل من هذا القبيل .. على الأقل من حيث المبررات القانونية المعلنة ! محمد غانم في سطور ( سيرة ذاتية مختصرة أعدتها ونشرتها المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير)

ـ ولد محمد غانم في 25 حزيران 1955 بمدينة الرقة ( شمال سوريا ) من أسرة مهاجرة من الساحل السوري .

ـ تخرج في معهد إعداد المعلمين بمدينة حمص ( وسط سوريا ) العام 1975 . وفي العام نفسه بدأ عمله الصحفي في الصحف والمجلات السورية والعربية ، لا سيما منها الصحف الصادرة في الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب عمله كمعلم في مدارس المدينة المذكورة .

ـ انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات وساهم في الدفاع عن جنوب لبنان في وجه الاعتداءات الإسرائيلية .

ـ نشر أولى أعماله الروائية ” العاملي ” في العام 1991 في منشورات اتحاد الكتاب العرب .

ـ صدرت له مجموعة قصصية ” مقتل الصمت ” عن دار الحوار باللاذقية في العام 1996.

ـ حصل على جائزتين للقصة القصيرة ( سورية في العام 1976 و فلسطينية في العام 1978 ).

ـ كان واحدا من ثمانية كتاب عرب رشحوا لجائزة مجلة ” الناقد ” التي كانت تصدر في لندن . وذلك عن روايته ” مشهورون لا يعرفهم أحد ” . وقد أشاد بها الناقد والمفكر جورج طرابيشي وأثنى عليها في المجلة المذكورة .

ـ يدير منذ عامين موقع ” سوريون ” الذي كرسه الكاتب للدفاع عن الحريات العامة وفضح القمع والفساد في سوريا .

ـ نشر مئات المقالات التي تتناول الشأن العام في سوريا والعالم العربي ، وبشكل خاص قضايا القمع والفساد والحريات العامة والقضايا الوطنية الأخرى .

ـ اعتقل ربيع العام 2004 من قبل المخابرات العسكرية وتعرض للتعذيب والممارسات المهينة والحاطة بالكرامة في ” فرع فلسطين ” ، ومن أبسطها حبسه في مراحيض الفرع المذكور!

ـ رغم كونه مؤمنا على المذهب الجعفري الإسلامي ، فقد تميز بمواقفه الشجاعة في الدفاع عن حق جميع المواطنين السوريين في الديمقراطية بغض النظر عن انتماءاتهم الأيديولوجية والسياسية وعقائدهم الدينية. وله مواقف شجاعة ومتميزة جدا في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي في سوريا وخارجها ، لاسيما حقه في تقرير المصير كسائر الشعوب الأخرى ، وفي التنديد بالممارسات القمعية السافرة التي ينتهجها النظام السوري ضد مواطنيه ومعارضيه . ويشكل محمد غانم نموذجا فذا للإنسان المؤمن الذي يدفعه إيمانه إلى الدفاع عن مصالح الناس وحقوقهم بغض النظر عن انتماءاتهم العقائدية .

ـ اعتقل بتاريخ 31 آذار / مارس الماضي من قبل المخابرات العسكرية في مدينة الرقة ، ونقل من هناك إلى فرع البادية في المخابرات العسكرية ( فرع دير الزور) ثم إلى فرع فلسطين بدمشق ، وسجن عدرا ، وأخيرا إلى السجن المركزي في مدينة الرقة حيث وضع إلى جانب المجرمين الجنائيين ومتعاطي المخدرات والمهربين (!) بانتظار إحالته إلى القضاء العسكري . الحرية للكاتب محمد غانم ولكافة معتقلي الرأي في جمهورية الرعب البعثية .