يوليو 2004
للعام الرابع على التوالي أقام حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي مهرجاناً شعبياً حاشداً إحياء للذكرى الأربعين لتأسيسه , والذكرى 52 لقيام ثورة 23 تموز / يوليو .

واختيار بلدة دوما القريبة من دمشق للعام الثاني على التوالي حمل كما وصفه أحد المتحدثين العرب في المهرجان معنى رمزياً لحزب الاتحاد الاشتراكي فقد كانت هذه المدينة احدى أهم قلاع الحركة الناصرية والخزان الذي قدم الكثير من الحراك الشعبي الوحدوي .

اتسم مهرجان العام الحالي بالتركيز على البعد القومي , فقد شارك ممثلون عن هيئات العمل القومي على غرار المؤتمر القومي العربي , وحركة التحرر العربية الديمقراطية ولجان مناهضة الصهيونية , كما بدا ملفتاً مشاركة الحزب السوري القومي الاجتماعي ولأول مرة في احتفالات ينظمها الناصريون , وهو يعكس توجهاً أساسياً لحزب الاتحاد يعلي من شأن الوحدة الوطنية والاستعداد للتلاقي مع جميع القوى السياسية الوطنية الداخلية على قاعدة الديمقراطية والنضال ضد التدخلات الخارجية .

بدأ احتفال الحزب بالنشيد العربي السوري , وهو أيضاً يعكس الاهتمام الذي يبديه قادة الحزب بالمواطنية السورية كعامل جامع لا يتناقض مع الدعوة الوحدوية التي يتمسك بها .

هذه العلاقة بين الهمين القومي والوطني ( المحلي ) ظهرت بوضوح في معظم الكلمات التي ألقيت وخصوصاً كلمتي التجمع الوطني الديمقراطي وحزب الاتحاد الاشتراكي , وكلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي التي جاءت متسقة مع باقي الكلمات .

في المسائل القومية برزت المواقف من الاحتلال الأمريكي للعراق , والاحتلال الصهيوني وجرائمه في فلسطين , ودعا الخطباء إلى ضرورة تحصين الوضع الداخلي الفلسطيني عبر الوحدة حول المقاومة ,وإلى إجراء إصلاحات جذرية ذات بعد سياسي أولاً واجتماعي ثانياً , وتفويت الفرصة على العدو الصهيوني من أجل تحقيق المزيد من المكاسب في ظل الهجمة الأمريكية الصهيونية الراهنة .

وفي المسألة العراقية رفض المتحدثون منح الحكومة الراهنة الشرعية باعتبارها صنيعة الاحتلال وأكدوا دعمهم للمقاومة العراقية بجميع أطيافها وقواها , وألمح أمين عام الاتحاد الاشتراكي إلى أهمية الانتباه والحرص على المدنيين الأبرياء خلال تنفيذ عمليات المقاومة , كما عبر جميع المتحدثين عن رفضهم لتسويق النظام العربي لحكومة علاوي .

كلمات ليث شبيلات , وفضل شرورو , ومعن بشور , لاقت ترحيباً شديداً من قبل الحاضرين الذين قاطعوها بالتصفيق الحاد , بينما اعتبرت كلمة حزب الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني شرحاً لنهج الحزب والتجمع وبياناً لسياساته الداخلية والخارجية .

خارج الكلمات السياسية ألقيت قصيدة الأمين العام المساعد للحزب الأستاذ يوسف الصياصنة , كما تليت رسائل وبرقيات أبرزها من ممثلي القوى الوحدوية الناصرية في لبنان , والأردن ,حيث شملت تهان من النائب أسامة سعد , والنائب السابق نجاح واكيم ورئيس حزب الاتحاد الاشتراكي العربي عمر حرب , ورئيس حزب النجادة مصطفى الحكيم .والسيد حسين المجلي رئيس المنتدى العربي الأردني ونقيب المحامين , وتبرز البرقيات والحضور العلاقة المميزة بين حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية وبين عموم الحركة الناصرية في بلدان المشرق العربي .

الحضور الذي زاد عن ثلاثة آلاف شخص ظهرت فيه شرائح عمرية مختلفة وحضوراً نسائياً لم يظهر بوضوح في المهرجانات السابقة , وهو أمر له دلالاته. المهرجان في نظر القائمين عليه تأكيد على الحضور السياسي من جهة وعن التحول النهائي نحو العلنية في العمل السياسي و الوطني مع التأكيد على الاستقلالية.