30/9/2005
“هذه الجريمة ارتكبت قبل عدة سنين. ونعيد توثيقها هنا في إطار رصد حالات قتل النساء في سورية لأسباب تتعلق بالشرف أو بالطائفية، بغض النظر عن زمن حدوثها- نساء سورية”
أحبت (ص. ق) من حماه شاباً من غير دينها، وهو زميلها في العمل، وهو شخص معروف عنه مركزه الاجتماعي الجيد وسمعته الطيبة.
وسرعان ما أخبرت أحد أقاربها على أساس أن هذا القريب متفهم وذو مكانة خاصة في المجتمع تتطلب منه أن يكون منفتحا.
فبادر هذا القريب إلى إخبار أسرتها أنها تنوي الزواج من زميلها ذاك. فثارت ثائرتهم جميعاً. خاصة أخوها الذي يعمل في مجال القانون.
تلقت (ص) الضرب المبرح والشتائم المقذعة ومنعها من الذهاب إلى عملها وحبسها في غرفتها، إلى أن تمكنت من كسر قفل الباب والاتصال بالرجل الذي قررت الزواج به.
حاول الرجل إقناع أهلها أنه مستعد لتلبية شروطها جميعاً. بضمن ذلك أن يقيم عقد زواج ديني، دون جدوى. مما دفعهما إلى عقد زواجهما بعقد خارج المحكمة، وتثبيته فوراً في إحدى المحاكم. والانتقال إلى العيش في منزل شبه سري بعيدا عن أعين الأهل.
إلا أن أحد الأخوة (له نحو 22 عاما من العمر)، وبتحريض من بعض أفراد الأسرة والمجتمع المحيط، بدأ البحث عنها حتى وجدها تقطن في حي بعيد من المدينة ذاتها.
وبعد مراقبة عن كثب، تمكن الأخ من إقناع أخته أنه يتفهم موقفها ويساندها ما دامت قد عقدت زواجها بطريقة صحيحة. فاطمأنت (ص) له، ودعته إلى منزلها عدة مرات.
وفي إحدى هذه الزيارات، وبينما كانت الأخت تعد الشاي في المطبخ، أشهر مسدسه وأطلق عدة أعيرة نارية على الشقيقة التي سقطت ميتة على الفور.
ثم سارع إلى الهرب مستقلاً سيارة حتى ساحة بلدته التي ترجل فيها وأطلق عدة عيارات نارية في الهواء للفت الانتباه، وبدأ يعلن بفخر: لقد غسلتُ عارنا! فعلتْ زغاريد الأهل وتلقوا التهاني وقدمت الضيافة!!
ألقي القبض على الأخ القاتل، وتبين أنه فعل ذلك بتحريض من الأخ العامل في مجال القانون، والذي تمكن من إطلاق سراحه بعد عدة أشهر فقط!!
رفض أهل الفتاة تسلم الجثة ودفنها! وأجبر الزوج الأرمل على دفع (شرفية) بلغت نحو 350 ألف ليرة سورية! ومنع من السكن في المدينة لمدة 6 أشهر.
(جرت هذه الجريمة في مطلع عام 2000)