4/3/2007

بسام القاضي
هكذا كان الجواب النهائي لسماحة المفتي د. أحمد حسون على السؤال الذي طرحه هو ذاته في اختياره لعنوان محاضرته: “الشرف قيم وأخلاق.. أم أحكام وحدود؟”، مصراً على “أم” بدلاً من “و” كما طالبه العديد من المحامين والقضاة، مرجعاً ذلك إلى رغبته بإثارة الفكر حول المسألة أولاً، ومؤكدا أن الأخلاق والقيم هي الضمان الأساسي والجوهري.

كان ذلك في الندوة التي عقدتها الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة بقاعة رضا سعيد في جامعة دمشق، مساء يوم 27/2/2007، و حضرها حشد غصت القاعة الكبيرة به، وحظيت باهتمام إعلامي واسع.

استهل سماحة المفتي محاضرته بالقول: “يسعدني أن تطوق عنقي الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة بأن أكون المتحدث في قضية خطيرة جداً، لها عدة تفسيرات، ولها اليوم في شارعنا العربي والإسلامي وفي مواقعنا الدولية عدد عن زوايا يراها فيها الناس. فقضية المرأة وقضية الشرف وقضية الحدود، هي محور في بناء المجتمع. فهل نحن اليوم نتحدث عنها لأن الغرب يضغط علينا ليطور في مناهجنا أو في عقليتنا أو في جذورنا؟!

هكذا يظن البعض، فأعلن وقوفه أمام هذا التطوير بأي شكل من الأشكال.. لأنه جاء بناء على أحداث 11 أيلول برأي البعض. بينما يريد البعض الآخر التشبث بالجذور، وهذا من حقهم. هؤلاء يقولون: ما أبقى الأجداد للأبناء من شيء يفكرون به! إنما فكروا بكل شيء، فما علينا إلا الإتباع! وإياكم والابتداع، فإنه يضيعكم!

بهذا العنوان تجمدت عقول، وتحجرت أفئدة، وترسخت قواعد ظنها البعض شرائع، بينما هي دواخل دخلت على أمتنا في مرحلة من الزمن الأمي الذي مررنا به ما بين الدولة العثمانية والاستعمار الغربي الذي ترك في بلادنا أعرافا جعلها قوانين، وظنناها شرائع! فتمسكنا بها، فلا يستطيع أحد من المصلحين أن يقترب منها أبداً لأنه إن اقترب منها هاجت عليه الكثير من الأصوات التي تخشى أن تضيع الدين، أو تضيع الأمة، أو تضيع القيم! فإذا بالمتحدث عن تطوير الأحكام الشرعية وفهمها، وعن دراسة القوانين وتحليلها، يهاجم أنه إنسان متحلل أحياناً، وأحياناً أخرى يريد أن ينقض عرى الإسلام! وأحياناً يقولون أنه يريد أن يخضع لقوانين الأمم المتحدة في قصة الطفولة والمرأة! فهم يأمروننا ونحن نجيب؟!

من هن يبدأ هذا البعض باستثارة الشارع، دون أن يفكر بالقضية أو يتعب نفسه بها. فما ترك الأجداد للأحفاد من شيء! إنهم فكروا عنا بكل شيء! يجب إذاً أن نستسلم لما قالوه! وأن نسلم بما اجتهدوا!” الشرف: وطن وكرامة.. لا قتل!

في تعريفه لمصطلح الشرف، أشار د. حسون إلى أنها جاءت متكاملة لا متصادمة في الشرائع السماوية. “فليس هناك خلاف بين ما جاء به سيدنا إبراهيم عليه السلام وما جاء به موسى وعيسى ومحمد عليهم صلوات الله أجمعين. لأنهم جميعا حملوا راية واحدة، وبلغوا رسالة واحدة. وهذه الرسالة تنقسم إلى قسمين: عقدة وشريعة.
فالعقيدة لا تتبدل مع أي نبي من الأنبياء. لأن المعتقد به واحد. لذلك الدين لا يتعدد، لأن العلاقة فيه مع الديان.

أما الشرائع، فتتبدل حسب استيعاب الإنسان في زمن: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا.”
وقال سماحة المفتي: “بدأت الإنسانية قفزات سريعة لم نشهد لها مثيلا في التاريخ الإنساني. فمنذ ألفي عام إلى ما قبل 150 سنة، ما ركبه سيدنا إبراهيم وعيسى وموسى ومحمد كان أجدادنا يركبونه: الحمار والبغل والناقة وأمثالها (..) ثم منذ مئة سنة حتى الآن، بدأت لغة الحركة أسرع، وبدأت لغة التواصل أوسع. فقد كان يُمدح الإنسان إذا لم يخرج من بلده! فقد قيل لنا أن مالكاً رحمه الله لم يخرج من المدينة أربعين سنة، بل داوم على المسجد ولم يخرج منه! وقد كانوا إذا رؤوا رجلا لا يخرج من المسجد سموه حمامة المسجد من كثرة تعبده! وكان الراهب أيضاً في راس الجبل تقاس تقواه بمدة زمن إقامته داخل الدير!

هل كان هذا تعبداً؟ وهل لو كان الرسل جلسوا داخل المساجد وداخل الكنائس، نشروا هذا الدين وهذه الفضائل؟ لكنهم خرجوا للعالم، وانصرفوا للكون، فتحركوا برسالاتهم وأعلنوا للناس ما حملوه من عند الله تعالى. لهذا ما يحدث اليوم بين أبنائنا، غاية ما حدث لنا، وقد فهمه سيدنا عمر رضي الله عنه فقال: هذبوا أولاكم على غير تربيتكم، فإنهم خلقوا لزمن غير زمنكم. هذا الكلام منذ 1400 سنة.

ولكن كان التحرك بطيئاً. فكان الواحد منا إذا أراد أن يبحث عن كتاب، قبل مئة سنة ، يدور من بلد إلى بلد ليجده! وإذا كان معه رسالة يدور من حي إلى حي ليجد من يقرأها له. لأن العالم كان في حالة انفصال عن بعضه، وهناك سيطرة من قوى أخرى تجزيئية. لا تفكروا أن هذه السلطات هي فرنجة! ولا تفكروا أنها التتار! بل كان بعضها من أبناء الأمة.. التي تريد أن تقيم الزعامة الروحية والسياسية والمقدسة، فأغلقت كثيرا من العقول على ما تراه! وكان دائما الشعار: ناموا ولا تستيقظوا – ما فاز إلا النوم! نحن نفكر عنكم، ونحن ندخلكم الجنة ونحن نوصلكم النار!”
الأخلاق والقيم
في شرحه لاختيار عنوان محاضرته المثير، قال د. أحمد بدر الدين حسون، مفتي الجمهورية: “التقى بي عدد من القضاة وأصحاب مهنة المحاماة، فقالوا لي: إن تستبدل “أم”، وتقل: “الشرف: قيم وأخلاق وأحكام وحدود”! فقلت: قد قصدت أن أختار هذا. لأننا تعودنا على كل شيء سهل. عندما أقول “أم” فإنني أريد أن أستثير فكر الذي أمامي ليفكر معي: هل يصان الشرف بالقيم والأخلاق أم بالأحكام والحدود؟.

فمن لم تصنه أخلاقه وقيمه، لا تصونه أحكامه وحدوده. فالتربية الذاتية هي التي تبني مجتمعاً. أما الأحكام والحدود فهي التي تمنع وتحجب الذي يفكر بالخطأ.

وأنا أريد من مجتمعي أن يفكر بالكمال، بالصواب. لذلك حينما اخترت هذا العنوان، اخترته عن قصد. وكنت أستطيع أن أقول، كما يريد البعض: قيم وأخلا ق تدعمها أحكام وحدود! فارتاح من القضية! (…)

أكثر أبناء أمتنا ربطوا الشرف بالأنثى! شرف الرجل عرضه! شرف الرجل ابنته، زوجته، أمه! وقد يكونوا ربطوا الشرف أيضاً بما هو أدق من ذلك: ربطوا الشرف بالفروج! فالشرف يذهب من الفرج، ويبقى في الفرج! سامحوني، الكلمة قاسية. ولكن هكذا ربيت العقول.

وحتى يصان هذا الشرف لابد أن تسفك الدماء! ونحن طلاب في الصف الخامس تعلمنا: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم!
لكن، هل قيمة الشرف محدودة في هذه الزاوية من قيم الإنسان؟
الأرض عرض، والدين عرض، والكرامة عرض.. فمن انتهك أرضك قد انتهك شرفك! ومن انتهك قيمك فقد انتهك شرفك! فإن أول انتهاك العرض، الأنثوي أو الذكري، انتهاك القيم والمبادئ في أمتك!

فالخائن الذي يبيع أمتك ليس بطلا! ولو كانت أمه وأخته من الذين يصلون ويصومون، ولكنه قليل شرف من الدرجة الأولى، عندما باع أمته ووطنه.

كلمة “شرف”، إذا أخذناها لغوياً، مشتقة من السمو والعلو. فهي تدل على السمو والارتقاء في الفكر والعلم والعرض والدين والمال.

وليس الشرف مقصور على قضية واحدة في خيالنا، ولا يسلم، حتى نبدأ بالقتل؟ فإن قتلنا، سلم شرفنا! وسلم عرضنا! الأعراف تصير شرائع.. وقوانين!
لماذا بدأت بالشرف؟! لأنه عندنا مادة مأخوذة عن القانون الفرنسي، تعتمد على كلمة الشرف! وتسمح للقاتل أن يقتل باسم الشرف! ثم يعفى عنه لأنه قتل شرفاً!
فهل الأحكام الشرعية كالأحكام القانونية؟ أم هي مختلفة؟
إن نظرت إلى الأحكام القانونية، لوجدت المادة 548 في قانون العقوبات السوري، الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148 (22/6/1949) تعطي الرجل الذي يقتل زوجته، أو أحد أصوله أو فروعه، أو أخته، إذا فاجأها في جرم الزنا، حق الاستفادة من العذر المحل الذي يجعله بمثابة البريء! كما يسمح له بالاستفادة من العذر المخفف الذي لا يعاقبه من عقوبة القتل العادية إلا بسجنه ثلاث سنوات! و مع العفو، أي ثلث المدة، تصبح سنتين!

بإمعان النظر في هذه المادة نجد أن العذر المحل يقضي الإعفاء من كل عقاب! ويتشرط التلبس بالزنا! اشتراط أن يكون تلبس حتى نحكم عليه بهذا الحكم. فهل المادة (548) وغيرها.. موافقة للشريعة، أو للشرائع؟! أم هو قانون فرنسي صيغ بأيد عربية، ابتعدنا فيه عن الشريعة، وسمحنا فيه للعادات أن تتحول من عرف إلى قانون أسمى؟! إلى شريعة نتمسك بها؟!
“لا تفتح لنا باب الفاحشة”!

وفي شرحه للاعتراضات على المطالبة بإلغاء المادة 548، وتجريم القاتل بذريعة الشرف، قال د. حسون: “منذ شهرين سئلت في إحدى الصحف. فلما أجبت، جاءني أحد العلماء، حفظهم الله، فقال: ((الله يرضى عليك.. لا تفتحلنا باب الفاحشة! إذا شددنا العقوبة على القاتل، نسهل على الناس الانحراف! فالناس لن تخاف، النساء لن تخاف!)). قلت: سيدي! أنا لا يحكمني قانون إذا لم أقتنع به! أريد القناعة بالقانون. والقناعة أن يكون القانون عادلاً! هذه المادة هي برسم وزير العدل وبرسم الحكومة التي عليها أن تبدأ.. يجب أن يشكل السيد وزير العدل لجنة للقيام بذلك.
المطلوب هو الستر.. لا الفضح

ثم استعرض سماحته حوادث عدة من “الزنا” ارتكبت في عهود الأنبياء. وخلص من آلية تعاملهم مع الحالات إلى أن الجوهر الأساسي في تعاملهم قام على تحويل الخطأ المرتكب إلى تربية للمجتمع. ولم يلجؤوا إلى الانتقام والقتل. وتساءل د. حسون: “أرجوكم انظروا إلى كلمة الحدود والأحكام والرجم في ضوء هذه الوقائع: أن ترجموا الزانية؟ أما أن تحولوها إلى قديسة طاهرة؟
ما المطلوب منك أنت يا ابن الشريعة؟
المطلوب منك هو الستر وليس الفضح.
ميثاق شرف للمحامين
حادثة جرت في حلب منذ عشرة أيام فقط أم عندها ولد، متزوجة، بلغ الوالد ذلك. تزوجت بدون إذنه! بعلم أخوتها. فوجد الأب أن شرفه قد انتكس. فجاء بها بدعوة هادئة إلى البيت ليطعمها ويسامحها فما هيئ البيت ربطها وقطع شرايينها، ثم ذبحها! ثم سلم نفسه بكل هدوء إلى المخفر. ما الحكم في هذا؟

يأتي بعض، وسامحوني، من لبس ثياب الحقوق ويسمي نفسه محامياً، فيبذل جهده لإنقاذه! مقابل مال يدفع له! وينقذه من السرقة إن كان سارقاً ومن القتل إن كان قاتلاً، ومن الخيانة إن كان خائناً؟! أية حقوق هذه التي يدافع عنها؟
أرجو أن يكون هنالك يمين شرف وميثاق شرف لكل من يقوم لكل من يقوم بدراسة الحقوق ليكون محامياً أن لا يدافع في عمره عن قاتل، عن سارق وعن خائن. ودفاعه عنه ليس عدالة. ولو سمينا ذلك عدالة حين يظهر الجرم البين.
إصلاح الخاطئ.. لا قتله!
لهذا نجد أن “جريمة الشرف” في رسالات الأنبياء كان محورها كيف نعيد الخاطئ والمخطئ إلى رحاب الله. وليس كيف نقتله.

ومن ذلك تلك المرأة التي جاءت إلى النبي (ص) وهي تحمل طفلها، فقالت طهرني، فإني حملت من سفاح. (انظروا إلى الحدود: اعتراف كامل مع أداة الجريمة). إلا أن الرسول أعادها حتى وضعت، ثم حتى أنهت رضاعته. وفي كل مرة كانت تعود من تلقاء نفسها..

بل حين أخذت للرجم، واشتكى أحد الراجمين أن دمها لوث ثوبه، رد عليه النبي بالقول: ألعنتها؟ لقد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لأدخلتهم الجنة؟ وأن المرأة رجمت فلم يكن إلا لأن المرأة جاءت هي إليه واعترفت. وما كانت ستفعل ذلك لولا أن التربية هي التي دفعتها إلى رغبة التطهر.

فبالله عليكم، قال سماحة المفت، ذاك الذي يقتل زوجته، أو أخته أو أمه كما حدث أيضاً في إحدى ضواحي دمشق منذ سنتين: قتل أمه لأن والده حرضه عليها وقال أمك تفعل.. لو درس هذا الذي يتقل أن الشرف قيم وأخلاق، وليس قتلاً أو تشهيراً بأمه, أخته وابنته، أكان يفعل ذلك؟..

من هنا نفهم ان الشريعة لم تسمح لأحد أن يقيم الحدود! إنما سمح لنا أن نربي الأخلاق والقيم. صادف عمر، رضي الله عنه، وهو يمشي بالليل يبحث عن الرعية، امرأة ورجلا. ولما أصبح قال: أيها الناس ما تقولون فيّ وأنا أمير المؤمنين إذ رأيت رجلا وامرأة يرتكبون الفاحشة أن أفعل؟ سكت الناس. فقال: أأقتلهم؟ فقال سيدنا علي: إذاً لأقمنا عليك الحد؟ قال: كيف؟ قال: لأن الله لم يترك ذلك لك، إنما تركه لأربعة شهود. فلم يقبل منك أن تقوم بنفسك بهذا العمل، إنما عليك أن تأتي بأربعة شهداء. فإذا أتيت بأربعة عندها تقيم الحد. إنما هذا ليس لك. إذاً حتى القاضي لا يستطيع أن يقيم حداً دون شهود، ودون أدلة. فحين يتحرك إنسان ليقيم قتلاً باسم شرف! ونعفو عنه! فكأنما خالفنا الله في قراراته.

لا، ما كأننا! إنما خالفنا الله في قراراته! لأن الله لم يسمح لأحد أن يفعل ذلك. وهذا ما قاله ذلك الأنصاري لرسول الله. قال: يا رسول الله، أأرى زوجتي ثم أنتظر أربع شهود؟ لأعلونها بالسيف؟ قال: إذن لأعلونك بالسيف. فقال: من أين آتي بهم؟! فنزلت آية حولت الحكم، بالنسبة للزوج والزوجة، إلى قضية الملاعنة. فقط في حالة الزوج والزوجة، وحين لا يكون هناك شهود، لها حكم آخر. أما الأب مع ابنته، الابن مع أمه، فلا يجوز أن يقوم بأي عمل قتل باسم “شرف”، أو باسم دين، أو باسم قانون أو باسم قيم حولناها نحن من أعراف إلى شرائع وقوانين! الدين لا يبيح قتلاً لشرف.. ولا لكفر..

وأكد د. حسون أن قضية القتل ليس قضية عادية. وقتل الإنسان لأخيه الإنسان هو أمر مرفوض. وعد القاتل، والمهدد بالقتل، إنما هو ضعيف عاجز الحجة، فيلجأ إلى القتل ليغطي عجزهُ: “إذا وجدت إنسانا يهددك بالقتل، فاعلم أنه ضعيف لم يستطيع أن يقف أمامك بعقله. أما أن يهددك بقتلك، فأنت انتصرت عليه بعقلك فيريد أن يبيدك. فالقتل لغة الأضعف.

من هنا نجد أن الدين لا يبيح لك القتل في قضية “شرف”، ولا في قضية الكافر. فالدين يطلب منك أن تقتل كفره، وأن تقتل خيانته، ليعود نظيفاً. لا أن تقتله هو! فقد كان الأنبياء يقتلون كفر الكافر ولا يقتلونه. فإن سألتكم: كم قتل عيسى ابن مريم سلام الله عليه؟ ما قتل أحداً. سيدنا موسى قتل شخصا واحداً وهو لم يرد أن يقتله. فبقي يخاف منها إلى آخر حياته. والله قال له: وقتلت نفساً فنجيناك من الغم وفتناك فتونا.

نبينا (ص) الذي حضر أكثر من 27 غزوة بنفسه، كم قتيل قتل بيده؟ قتل واحداً. وما قتله فقط لأنه كافر، قتله لأنه قتل، ولأنه آذى، ولأنه أسقط نساء في العذاب، ولأنه ضرب تلك المرأة على كتفها (نسيبة المازنية).. إذا كان قتله حدا لما فعل بهؤلاء الناس.

الأنبياء لم يقتلوا في حياتهم، ولم يدعو للقتل. إنما جاؤوا للإحياء. ومن هنا كان يقول أحد علمائنا: إياكم أن تفكروا بقتل الآخر. إنما فكروا كيف تكسبوه صديقا. فإن لم تستطيعوا كسبه، فقوتكم تقتله. يقتل من داخله أنه ما استطاع أن يفعل ذلك.

كثرة القتل ليست من شيم الأمة، ولا من شيم الإنسان، ولا من شيم الأنبياء. إنها فعل أناس تعلموا قتل الأنبياء. فانتقل إلينا حب القتل على أساس “شرف” لدى البعض”.

انتقادات..
وانتقد د. حسون في سياق حديثه، تفكك الأسرة في المجتمع الغربي. والتناقض بين الرعاية الفائقة بالحيوانات في أوروبا بينما الأطفال يموتون جوعاً! وكذلك تكاثر دور رعاية الآباء والأمهات في بلدنا كمظهر لتخلي الأبناء عن أهاليهم حين يكبرون. مشدداً على أن رعاية الأبوين هي أهم من أي شيء آخر.

ملاحظات:

    • 1- حذفت بعض المقاطع التي ذهب باتجاه سياسي لالتزام الموقع بعدم التطرق للسياسة بشكلها المباشر.

    2- أعيدت صياغة بعض الفقرات لتلائم النص المكتوب، والتي كان متفقة مع سياق الكلام الشفهي المباشر. دون أن يتم تغيير أي من مفرداتها أو معانيها.