19/6/2005
إنهم ينتحرون، لقد ساروا على درب من غبر، وجعلوا من رفيقهم الأسير قدوة، والشقي من اتعظ به الناس.
الرفاق في مؤتمرهم العاشر، شرقوا وغربوا، يمموا كل صوب، اتبعوا كل ناعق، أغمضوا أعينهم عن المنارة التي أومضت لهم من قريب، أفقدهم حقدهم على شعبهم حتى غريزة البقاء، فرقصوا بشجاعة غير معهودة منهم فوق الهاوية.
مزيج المقررات التي لا يضبطها ناظم، ولا يعرف لها أفق أو غاية، أنبئت أن القوم إنما أرادوا بعض الكلام لبعض الوقت، فكان ما أرادوا وكان في ذلك حتفهم.
لم يتنبه أحد إلى سر عقد المؤتمر في ذكرى الهزيمة التي صنعوا. كل الذي أرادوه أن يشغلوا العالم عنها، وأن يؤكدوا لجيرانهم الذين مكنوا في حزيران الأسود أنهم مازالوا على عهدهم، يمدون إليهم أيديهم، ويرسلون رسائلهم تترى: ألا خوف عليهم منهم، فهم أصحاب الخيار الذي يتيح لهم أن يناموا في الجولان نومة عمر (قرير العين هانيها). والتي تطمئن الجار الأجد: أنهم طوع العبارة ورهن الإشارة وأن منطقة عازلة على حدودنا الشرقية لا تضر حتى لو كانت بمساحة الجولان فماذا ضرنا ضياع الجولان مادمنا نمير أهلنا ونحفظ حزبنا ونزداد في بعض ما نريد؟!
سياسات تمر أو تمرر، وصفقات في سوق النخاسة الدولي تعقد والجوف الأمريكي جهنم حرى تتساءل بعد كل انبطاح هل من مزيد؟!!