8/1/2006
التعاون مع لجنة التحقيق الدولية لكشف القاتل الحقيقي لرفيق الحريري يقتضي أن يجلس المسؤولون السوريون أمام قاضي التحقيق فيعترفوا أنهم في ساعة غرور أو غضب أو نزق قرروا ودبروا التخلص من رفيق الحريري ثم إنهم أقدموا على تنفيذ فعلتهم تلك في اليوم المشؤوم، ثم أن يطلبوا العفو والرحمة.
ربما من حقهم أيضاً أن يفسروا جرأتهم على ذلك العمل بأنهم قد تعودوا عليه من قبل، وأن هذا العالم الذي أصبح اليوم سائلاً: من؟ وكيف؟ لم يحاسبهم أبداً على عملية سابقة في سورية أو في لبنان أو في باريس أو في مدريد. من حق المسؤولين السوريين أن يرددوا على مسامع المحقق القديم أو الجديد قول العرب (حلم معاوية قتل الرجل) وبالتالي أن ينسبوا إلى هذا العالم الذي تواطأ طويلاً على السكوت عما جرى في المدن السورية أو اللبنانية أو في مخيمات اللاجئين (تل الزعتر أو الكرنتينا) حيث تتقدم أعداد الآدميين الذي ذبحوا هنا وهناك إلى عدد خماسي الأرقام؛ جريمة اغتيال الحريري ومن تبعه ومن سيتبعه ولو بعد حين.
إن الذي يطالبون النظام السوري بالتعاون مع لجنة التحقيق أذكياء جداً لأنهم يضعون في يده كأس السم التي تدنيه من نهايته، أما أولئك الذين يعلنون إلى جانب هذه المطالبة تمسكهم بالنظام وحرصهم على بقائه في إطار هذا التعاون فهم إما أغبياء بلداء وإما مراوغون يسعون لإضاعة دم رفيق الحريري كما ضاعت من قبل عشرات الألوف من الدماء.