26/2/2006
تتعرض سورية هذه الأيام لرياح دولية وإقليمية غير مسبوقة. فلقد وضعتها قرارات خاطئة وتصرفات لا مسؤولة في قلب العاصفة. وهي في طريقها، إن لم يتدارك أمرها العقلاء من أبنائها، إلى مصير منكر.
كما تشهد الساحة السورية الداخلية حراكاً عصابياً لا يستند إلى أرض صلبة من إرادة السوريين ولا يعبر عن تطلعاتهم الحقيقية، ولا تدير رحاه إلا القلة القليلة من أبناء سورية الحقيقيين.
حين يلتفت المرء على الساحة السورية، يتساءل بحرقة: أين الطبقة السورية الصميمة التي شكلت يوماً الكتلة الوطنية والتي صنعت لسورية ذلك الاستقلال المجيد؟! أين أبناء وأحفاد اللحمة المجتمعية المترابطة التي شكلت بعفويتها البالغة جملة مكونات المجتمع السوري، وعبرت عن طموحات سائر أبناء المجتمع السوري. من غير انتقاص أو تهوين من شأن أحد من العاملين على الساحة السورية؛ لا يستطيع المراقب إلا أن يستشعر خللاً بالغاً في سيما الوجوه التي تصنع الحدث السوري، وغياباً مذهلاً لمكون المعادلة السورية الرئيسي.
تلك النخبة الحقيقية التي ينتمي المجتمع السوري إليها بانتمائها إلى تطلعاته وأحلامه وتحسسها بآلامه ومواجعه.
المشهد السوري اليوم بحاجة مرة أخرى لتلك النخبة، ولإرثها الوطني ولطرائقها في إدارة فنون الصراع على المحاور الداخلية والخارجية، لتخرج سورية المجتمع من أزمته، ولتخرج سورية الدولة من ورطتها.
فبعد سنوات من الخطاب الذي أطلقناه على هذا الموقع باسم (المدنيون الأحرار) نقدر أن الوقت قد حان للمضي خطوة أو خطوات إلى الأمام، ولنقارب بالجهد المباشر، وبالتواصل الحي عملية التكوين الأولى لبناء الكتلة الوطنية الثانية مزيلة بأسماء أبناء سورية الأصلاء الأصلاء..
مشاوراتنا قد قاربت ونحن بانتظار الكثير الكثير للانضمام إلى حلقة الجهد والعمل لإنقاذ البلد ووضعه على طريق البناء والنماء.