5/3/2006
ليس بوسع سوري حريص على التغيير الداخلي في اتجاه الإصلاح العام إلا أن يرحب بكل حراك وطني يهدف إلى تجميع القوى وتنسيق الجهود.
من هذا المنطلق نرحب بالإعلان الذي تم في بروكسل عن جبهة الخلاص الوطني وبدون التوقف الطويل عند الشكل والحيثيات نؤكد:
ـ إن كل ما طرح حول (الشكل) أو (الأسلوب) أو (الفرقاء) سيتساقط تلقائياً حين ستثبت الجبهة نفسها من خلال تطور نوعي في أداء المعارضة السورية. تطور يضعها عملياً على (خارطة) الشعب السوري الداخلية، وعلى الخارطة الإقليمية لشعوب ودور الجوار العربي، كما على الخارطة الدولية، فالكل يعلم أن المعارضة السورية لم تحظ حتى الآن بالاعتراف الدولي وأن النظام متقدم عليها في هذا المضمار.
تحالف عبد الحليم خدام مع الإخوان المسلمين وآخرين يمكن أن يُبرر، ويمكن أن يتسع حين يثمر نوعاً من التكامل فالواقع يؤكد أن سورية بحاجة إلى تزاوج الثقل البشري مع المفتاح الدولي والإقليمي إلى جانب الخبرات السياسية والإعلامية.
يطرح الشعب السوري تساؤلات كثيرة عن مشروع (عبد الحليم خدام) وعن حقيقة اللقاء بينه وبين (المعارضة) وبينه وبين (الإخوان) بشكل خاص ولهذه التساؤلات أجوبتها بدون شك، ولكن أحداً في المعارضة السورية لا يمتلك قنوات التوصيل العملية التي تقدم الإجابات بالتوضيح والبيان والإلحاح على الفكرة والموقف. آل الأسد وحدهم، في الداخل والخارج، هم الذين يملكون قنوات فضائية تتقاطع في الهجوم على المعارضة السورية وعلى لقاء بروكسل بشكل خاص.
(جبهة الخلاص) و(إعلان دمشق) وكل ما يمكن أن تقدمه اللغة من عناوين، لا يجوز أن يلغي بعضه بعضاً، ولا يجوز أن يضرب بعضه ببعض، وإنما يجب أن ينشأ المزيد من الروابط التي تؤكد على وحدة هدف المعارضة الهدف العملي العام بعيداً عن (الشخصانية) وأدوائها التي هي أساس بلاء الأمة، وبلاء القطر، وبلاء العمل العام.
في الحكم على لقاء بروكسل والإعلان عن جبهة الخلاص ليس لأحد أن يتعجل بالحكم على الأشكال والصيغ.. شعبنا في سورية يريد (عنباً) ويصر أن يسقط هوية (الناطور).
المدنيون الأحرار 19/03/2006