30/7/2006

قرن من بعده قرون!! والمغول في بغداد، وتيمورلنك في دمشق، ألنبي في القدس، نابليون وكرومر في القاهرة، غورو على قبر صلاح الدين.. قرن وقرون؛ اليهود في القدس وعلى بعد أميال من ضريح ابن أبي سفيان ومسجد ابن مروان، الأمريكيون في بغداد القذائف على بيروت مطر لا يشبه مطر السياب، مطر على صيدا وصور وطرابلس وبعلبك…

المستعصم في كل العواصم والحواضر يرفل بالطيلسانات الحريرية هنا وهناك، مازالت الجارية ترقص بين يديه هذه المرة على الفضاء..

ابن هانئ بصوته الجهوري الأجش يناديه بكل اللهجات: ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار وتتمايل رؤوس، وتصطك أكف، وتتطاير عمائم!! سهم التتار لا يزعج المستعصم، ومقتل جاريته الساقية لا يخيفه، لا يزال يحلم ويأمل، يأمل بالفرج عند غير أهل القدس أو دمشق أو بغداد. يأبى أن يسمع دوي القاذفات على بعد أكمة من قصره. صوت يناديه أوقف المهزلة، فالأمر جد، وإنه ليوم فصل ليس بالهزل!! ضرب الستائر الكتيمة حول ذاته، ضاعف السدادات في أذنيه. حتى هو لم يسمع أنين نفسه وأقدام التتار، وكلهم اليوم تتار، تدوسه في جوالقه..

حين داسه التتار، أو حين سيدوسونه سيدوسون أمة وحضارة وتاريخاً سيدوسون كل شيء. ولذا بحت أصواتنا بالنداء.
واليوم والعاديات على لبنان الحبيب القريب ضبحاً لا نملك إلا أن نقول كما على بغداد والقدس وبيروت سيدور عليكم الدور.