30/9/2007

أيها المعذبون على أرض سورية الغالية.. بصدور قانون العفو الأخير، الذي تفضل به السيد رئيس الجمهورية، تتأكد حالة الفصام بين مؤسسة الرئاسة وبين المجتمع الحر في سورية الحرة. فالرئيس الذي وصل إلى السلطة عبر أساليب تفتقر إلى أبسط معايير الشرعية، وتم التجديد له بوسائل أكثر إثارة للوجدان الوطني، يعيش هم القتلة والمجرمين واللصوص وقطاع الطرق فيذكرهم في مكرمته الخاصة في رمضان الخير والبر البركة. والمجتمع السوري يعيش هم البررة من أبنائه المعتقلين على خلفية عقائدهم أو مذاهبهم أو أفكارهم أو تعابيرهم. لقد كان رجع قانون العفو عن المجرمين معبراً بقسوة عن حالة الفصام تلك. في هذه المرحلة الأكثر دقة وحرجاً في تاريخ سورية الحديث، حيث يميل الهم المجتمعي العام إلى البحث عن مبادرات الانفتاح والانصهار والوحدة ورص الصف، ويسعى الجهد الرئاسي المباشر إلى تكريس حالة التدابر والقطيعة والانغلاق والتفتيت!!

قانون العفو الرئاسي الذي شمل طبقات من المجرمين الجنائيين، ليس بينه وبين رمضان الخير والمحبة أي نسب أو صلة. بل هو خطوة على طريق استفزاز الموقف الشعبي بتطلعاته الإيجابية العامة على اختلاف بواعثها وتوجهاتها، وحصارها إلى جدار اليأس والقنوط بسياسات تمعن في ازدراء المواطنين، وفي الاستهتار بمشاعرهم وآمالهم.

يقول الرئيس على لسان قانون العفو المستهتر: لا للإفراج عن عارف دليلة على الرغم من تقدم السن، ومن انتشار المرض، ومن تطاول سنوات السجن، لا للإفراج عن ميشيل كيلو، رغم أن الجناية لم تكن أكثر من توقيع صحيفة رشد للعلاقة السورية

  • اللبنانية، أو قراءة صحفية لنعوات عزاء بفقه سياسي أو اجتماعي. يقول الرئيس: لا للإفراج عن كمال اللبواني، ولا للإفراج عن أي أسير أو معتقل بسبب العقيدة أو المذهب أو الفكر أو التعبير لأن هذا النوع من المجرمين في فقه طبيب القرن الحادي والعشرين لا يستحق إلا المزيد من الإذلال والمهانة. ولأن الإفراج عن هذا النوع من المعتقلين لا يخدم القضية الوطنية المتجسدة في ذهن الحاكمين في هذه السماحة مع طيران العدو وجند العدو والسماح لهم دائماً من التأكد من نظافة الأرض السورية من الأحرار والمفكرين.

    أيها المعذبون على أرض سورية الغالية في أحضان شهر رمضان البر الكريم، وعلى أبواب عيد الفطر المبارك لا نرى أن ننسى فيمن ننسى عشرات الألوف من الشهداء المفقودين الذين تنتظرهم الأمهات والآباء والزوجات والبنات والأبناء. لا ننسى جميعاً أن ندين هذه الجريمة المنكرة المكرسة ضد كل ما يمت إلى إنسانية الإنسان، وقيم المدنية، وأعراف الدول منذ كانت السلطة الرعوية الأولى.

    لا ننسى أن نطالب وفي كل مناسبة وفي كل مقام بالإفراج عن آبائنا وإخواننا وأبنائنا الذين يصر النظام على المتاجرة بكرامتهم الإنسانية فيحرمهم من حقهم في قبر يجمع رفاتهم، وفي مأتم يعلن استشهادهم. كما يصر على المتاجرة بآلام أمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم وأبنائهم.

    صوت (المدنيون الأحرار )
    الثامن عشر من رمضان الخير 1428