20 مارس 2004

يهل عيد الام ولا تزال 80 أسيرة فلسطينية يقبعن داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي….الاسيرات الثمانون نقلن قبل شهر ونصف من سجن الرملة للنساء الى سجن تلموند هشارون…ولا تزال 9 امهات فلسطينيات يقبعن في السجن اضافة الى طفلين هما وائل ابن الاسيرة ميرفت طه والاخر نور ابن الاسيرة منال غانم. ويوجد 6 قاصرات اقل من 18 عام داخل السجن.

وكان قد دخل السجون الاسرائيلية خلال الثلاث سنوات من انتفاضة الاقصى ما يقارب 500 امرأة فلسطينية في اكبر حملة اعتقالات طالت المرأة الفلسطينية منذ عام 1967.

ولم تشهد السجون عمليات قمع وممارسات وحشية مثلمل شهدته الاسيرات الفلسطينيات حيث تعرضن لاكثر من مرة للتنكيل والضرب والرش بالغاز وسلسلة عقوبات قاسية كالعزل الانفرادي ومصادرة محتوياتهن وحرمانهن من الزيارات.

وفي النداء الاخير الذي وجهته الاسيرات الى مؤسسات حقوق الانسان وصفت الاسيرة حالة الوحشية والسادية التي تعرضن لها بالقول (لا نستطيع ان نصف هؤلاء السجانين…حتى ان وصفهم بالوحوش لا يوفيهم حقهم…فلا يتعاملون معنا الا بالضرب…ان السجانين يتعمدون اجبار الاسيرات على التعري بالكامل بحجة التفتيش الجسدي…اذلال وانحطاط لا يصدق).

وجاء في النداء (لقد تم الاعتداء على الاسيرة سعاد ابو حمد وهي نائمة في فراشها بعد ان اقتحم الحراس الزنزانة…لقد ربطوا يديها ثم جروها على الارض ثم رموا بها على النقالة وعندما قمنا بالاحتجاج على ذلك…اقتحمت قوة من الجنود غرفنا وزنازيننا وبدأو برشنا بخراطيم المياه).

وتساءلت الاسيرات في النداء (كيف يرضى الفلسطينيون والعرب بهدر عرضهم وشرفهم على يد الاعداء…لماذا لا تسألون عن الرضيع نور ابن الخمسة شهور ووائل ابن العام…وماذا عن الاسيرة سونا الراعي التي قضت 6 سنوات لم تر فيها ابنتها الصغيرة…).

واضاف النداء (لا نستفيد من المسيرات ولا كلمات القادة عبر الفضائيات حتى الصليب الاحمر لا يسعى للاطمئنان علينا وحتى محطات التلفزيون لا تخصص برامج لمتابعة قضيتنا ولا الاذاعات).

ان الاسيرات الفلسطينيات يفتقدن داخل السجن للحد الادنى من مقومات الحياة…لا يوجد اثاث في الغرف، الملابس غير كافية، لا يوجد كتب ومواد ثقافية، وفي ظل وجود ما يسمى المنع الامني من زيارات الاهالي لمعظم الاسيرات من الضفة الغربية تتفاقم مشكلة الاسيرات لا سيما وان ادارة السجون لا تقوم بتوفير مستلزماتهن.

الاسيرات يقمن بخطوات احتجاجية مستمرة من خلال اعلان الاضراب عن الطعام او اعلان الاضراب عن الفورة الا ان ادارة السجن تتعامل مع هذه الخطوات بطريقة وحشية وهمجية حيث يتم ضرب الاسيرات بالهراوات ويتم عزلهن لفترة طويلة وحرمانهن من الكانتين ومن زيارة الاهالي وزيارة المحامين.

ان حكومة اسرائيل ترفض التعامل وفق المعايير الانسانية بخصوص الاسيرات وتعتبرهن ارهابيات.
ان الام التي تلد داخل المعتقل تستفيد من انزال ثلث مدة حكمها بسبب رضيعها الا ان هذا الامر لم يطبق على الاسيرات الفلسطينيات بل قد تمت زيادة حكم الاسيرة ميرفت طه بعد انجابها لصغيرها وائل داخل المعتقل..

تفرض اسرائيل اجراءات مشددة على زيارة المحامين للاسيرات، وكثيراً ما يتم ترك المحامي لعدة ساعات داخل غرفة الانتظار، وتتم الموافقة على الزيارة بعد تنسيق مسبق لها مع السلطات الاسرائيلية.

ان عدد كبير من الاسيرات يعانين من امراض صعبة لا يقدم لهن العلاج، فالاسيرة منال غانم التي انجبت طفلها نور داخل المعتقل تعاني من مرض (الثلاسيميا) لقد اطلقت منال على ابنها اسم نور لكنه لم ير نور الحياة الا داخل السجن بين الحديد والجدران المغلقة…

ان عدد كبير من الاسيرات اللواتي يرغبن بتقديم امتحانات الدراسة الثانوية لهذا العام…وقد منعت ادارة السجن الاسيرات العام الماضي من تقديم الامتحانات.

الاسيرات اتخذن موقفاً صارماً من تركيب الواح زجاجية في غرف الزيارات بدلاً من الشبك فامتنعن عن الزيارة حتى يتم تغييره واستبداله…

ممثلة الاسيرات آمنة منى تم عزلها في زنزانة انفرادية في سجن الرملة بعد ان تعرضت لاعتداء وحشي، وادارة السجن تحاول ان لا تعترف بممثلة الاسيرات لضرب الوحدة الداخلية والاعتقالية…

الاسيرة المحررة وصفية ابو عجمية من الدهيشة تحدثت عن الطعام السيئ والاهمال الطبي ووصفت عمليات القمع التي جرت في سجن هشارون بأنها كانت تستهدف قتل واركاع الاسيرات..

في عيد الام…لا وردة تصل للام الاسيرة…لا قبلة ولا زيارة…وحيدة هناك في عالم متوحش يحكمه الجلادون والبرابرة…صراخ الام الاسيرة يزلزل كل الضمائر والنفوس…وصوتها يفيض كأنه الحليب الاول.

نادي الاسير الفلسطيني
20/3/2004