27 يونيو 2004
ربما لو أخذنا مقطعاً عرضياً، كما يقولون، من مجتمعنا السوري وآخر من المجتمع الأمريكي وأجرينا امتحاناً عولمياً في الثقافة العامة، لأذهلت النتائج الكثيرين.
النظرة الدونية التي ينظر إلينا بها الآخرون، بحيث يرون أنفسهم مؤهلين لفرض الوصاية علينا، ولتعليمنا (ايتكيت) اللباقة وأنماط السلوك، وطرائق التفكير، ووسائل النجاح في الحياة إنما تنبع من أمرين:
الأول اختلاف المقاييس في تقويم الحقائق الإنسانية الكبرى على صعيديها الفردي والجماعي، بحيث يبدو ما نراه فضيلة رذيلة، وما نعتقده حقاً باطلاً، وما هو مطلوب مرغوباً عنه.
والثاني، وهو هنا المهم، سلطة من الاستبداد السلطوي عملت جاهدة منذ قرن، لتفريغ المشروع النهضوي من مضمونه، وتسخير النخب لمصالحها (الفردية) و(الفئوية) في إطار علاقة من المصالح مرتبطة بمشروعات الهيمنة في تجلياتها وأبعادها المختلفة.
هل حقاً أننا في سورية، لو أطلقت الطاقات الإبداعية للمثقفين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم بحاجة إلى مرشد أمريكي أو بريطاني أو فرنسي يرشدنا إلى الأقوم والأجمل؟!
هل نحن عاجزون عن إدارة حوار وطني حقيقي كالذي حصل عام 1920 في المؤتمر السوري الأول، لتخلص قوانا المجتمعية إلى وضع المواثيق والوثائق للانطلاق بعيداً عن أساليب اغتيال الإرادة بمظهريها الداخلي والخارجي.
ليس غروراً، ولا ادعاء، ولكننا نؤكد أننا بطاقاتنا المذخورة، ورؤيتنا الذاتية، قادرون على شق طريقنا الصعب بسهولة ويسر وأناة.
المدنيون الأحرار
27/6/2004