19 سبتمبر 2004
قليلاً ما يتحدث الأمريكيون عن حقوق الإنسان في سورية، ولكنهم هذه المرة فعلوا، وقليلاً ما يشيرون إلى المعارضة السورية، وضرورة التعاطي معها، ولكن الكونغرس الأمريكي فعل.. الأمريكيون يشدون العنان باتجاه سورية، وهم في تبلبل موقفهم وتعدد توجهاتهم يدركون في النهاية ماذا يريدون.
السوري أو اللبناني يدركان تماماً ماذا تريد أمريكا من دمشق، يدركان أن الإدارة الأمريكية لا تهتم بحقوقه أكثر من اهتمامها بحقوق نزلاء (أبي غريب) ويدركان أيضاً أن السلطة في سورية ستكون قادرة على عقد صفقة جديدة مع واشنطن، صفقة تدور حول القضايا التي تتمحور حولها واشنطن شيء يتعلق بأمن الأمريكي في العراق، وأشياء تتعلق بأمن المحتل في فلسطين؛ ثم يعود كل شيء إلى سيرورته. مر نصف قرن أو ثلثه والإنسان السوري كما اللبناني يعاني لم يلتفت ذو كبد في أمريكا ولا في فرنسا لمعاناته يوماً.
ولكن مع هذا الذي يدركه الإنسان السوري واللبناني جيداً، يدركان معه أن الصفقات (السورية ـ الأمريكية) ستتوالى، وأن سورية ستتسفل مع المطلوب الأمريكي صفقة بعد صفقة، حتى تكون الصفقة الأخيرة حول عقدة المئزر.
المخرج الوحيد للساسة السوريين أن يكونوا قادرين على إحداث التغيير وهم ينتقلون اليوم بين يدي الجلاد من عمود إلى عمود. لقد ضاق الوقت، وغدت الفرصة اكثر حرجاً. والمتاح اليوم وإن كان أضيق مما كان بالأمس فإنه في الغد سيكون أضيق بلا شك. أما طريق الخلاص فتعرفه دمشق وإن عافته بعض النفوس.
المدنيون الأحرار