28 مارس 2004

أطفال يرون قصصهم في رحلة العذاب من لحظة اعتقالهم، والظروف التي مروا بها أثناء التحقيق في الزنازين إلى لحظة وصولهم السجن ، والظروف الحياتية الصعبة التي يحاولون عبثا الصمود أمامها والتكيف معها، في حين تبقى أحلامهم الصغيرة قيد مستقبل لم يعد بامكانهم رسمه كما يشاءون ، بعد ما واجهوه من معاناة وعذاب ، لا يستطيع أي طفل بعدها تحمل تبعاتها.

الأسير الطفل العيساوي: “كانوا يضربوني على رأسي”.
أحمد خليل محمد العيساوي (18 ) عاما من بيرزيت قضاء رام الله، اعتقل بتاريخ 5/3/2004 الساعة السابعة مساءا، أثناء توجهه إلى البيت قادما من رام الله، وهو طالب في المرحلة الثانوية.ويقول الأسير العيساوي:”كان هناك حاجز عسكري قرب سردا وكانت دورية تقوم بالتفتيش في المركبات القادمة من رام الله، وحين جاء دور المركبة التي كنت استقلها قاموا بتفتيشي، وقاموا بتكبيلي واقتيادي إلى الجيب العسكري حيث انهالوا علي ضربا على كافة أنحاء جسمي، ثم أغمضوا عيني ونقلوني إلى مكان لا اعرفه.ويضيف بعد ذلك قاموا بالتحقيق معي وكانوا يضربوني على راسي، وهددوني بنسف منزلي، حيث كان يقوم المحقق أمامي بإبلاغ شخص ما عبر الهاتف لإتمام ذلك ثم اجبروني على التوقيع على أوراق لم اعرف مضمونها ، ومن ثم نقلت إلى سجن بنيامين.

الطفل الأسير رامي فشافشه:” لا تضربوني “!
الطفل الأسير رامي محمود فشاشة (17 ) عاما من قرية جبع قضاء القدس، اعتقل من بيت عمه أثناء الاجتياح الإسرائيلي لقرية جبع وذلك الساعة الحادية عشرة ليلا.حينها أمروا من في اليبت الخروج وخلع الملابس والبقاء بالملابس الداخلية، وبعد أن تأكدوا من هويتي طلبوا من الجميع العودة إلى المنزل، حيث تم اقتيادي إلى الجيب العسكري وهناك قاموا بتقييدي وتعصيب عيني ثم انهالوا علي بالضرب على كافة أنحاء جسمي ، بعد ذلك أخذوني إلى مستوطنة” شافي شمرون”حيث بقيت هناك لساعات ثم نقلت إلى سجن حوارة وبقيت فيه لمدة 15 يوما خلالها

أنزلوني إلى التحقيق في سالم وقدوميم حيث أوسعوني ضربا وأنا مقيد وكان التركيز على خاصرتي ، وبدأت بالصراخ “لا تضربوني” ثم تقرر تمديد التوقيف لمدة 7 أيام حيث نقلت إلى التحقيق في قدومييم وهناك كان المحقق ويدعى أبو خضر يضربني بقوة على راسي وأنا مقيد اليدين والأرجل ومعصب العينيين .وأبقاني على هذا الوضع لمدة 3 ساعات وبقيت في زنازين قدوميم لمدة شهر ونصف وهذه الفترة تحديدا كانت صعبة جدا حيث الزنازين باردة ورطبة جدا ولا توجد بطانيات كافية كما أن الطعام رديء نوعا وكما. إضافة إلى غياب التهوية حيث لا تدخلها الشمس والهواء مما سبب لي مشكلة بالتنفس ورغم طلبي أكثر من مرة للطبيب إلا أن طلبي كان يواجه دائما بالاستهتار والرفض، كما أنهم لم يسمحوا لي بالاستحمام إلا بعد مرور 17 يوم ولم يسمح لي برؤية المحامي إلا بعد مرور 21 يوما.

ويضيف الأسير فشافشة المحتجز الآن في قسم 6 خيمة رقم 2 في سجن مجدو، أن الوضع مأساوي حيث يحتجز في الخيمة الواحدة 32 شخصا، وتنتشر فيه الحشرات مثل البق ويسبب لسعاته الانتفاخ في الجلد وأمراض جلدية إضافة إلى انتشار الفئران في الوقت الذي تمنع فيه إدارة السجن تزويدنا بأية مبيدات حشرية.

ويضيف الأسير فشافشة أن القسم 6 يوجد فيه خمس خيم وكل خيمة يحتجز فيها من 20-23 شخص، وتفتقر هذه الخيم إلى المدافىء بالشتاء والمراوح بالصيف ولا يوجد سوى تلفازين فقط ونحن تقريبا منقطعين عن العالم حيث تصل الصحف اليومية بعد مرور 15 يوما على موعدها ولا توجد كتب مدرسية ولا تسمح الإدارة بدخول معلمين لا سيما وان الأسير فشافشة يطمح بإكمال تعليمه والتقديم لامتحان الثانوية العامة.

الأسير الطفل نسيم محمد صادق:”الطعام لا يصلح للحيوانات”
اعتقل الطفل نسيم محمد صادق (19) عاما، الساعة الثانية صباحا من بيته الكائن في اليامون قضاء جنين أثناء نومه، حيث حضرت قوات من الجنود في ثمانية جيبات عسكرية وتم تقييده وعصب عينيه واقتياده إلى الجيب ويقول:” لقد رموني بعنف على أرضية الجيب ووضعوا أرجلهم على ظهري وبدأوا بضربي على كافة أنحاء جسمي، وخصوصا على راسي وصدري وبعد ذلك أخذوني إلى زنازين الجلمة وكان وضعي الصحي صعب للغاية نتيجة الضرب الذي تلقيته، الأمر الذي استدعى نقلي إلى مستشفى رمبام في حيفا، وبعد ذلك أعادوني إلى الزنازين مرة أخرى وحققوا معي منذ حوالي الساعة الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساء وكنت أثناء ذلك مقيد اليدين والرجلين ومعصب العيني ومثبت على كرسي صغير.وخلال التحقيق قاموا بالاتصال مع أهلي وسمعت صوتهم وكان المحقق يقول لهم أنني مريض جدا وقطعت يدي مما دب الرعب والهلع في أسرتي وكانت ذلك محاولات منهم لإرغامي على الاعتراف وكان وضعي النفسي يتراجع بسبب ذلك ولزيادة الضغط النفسي علي منعوني من مقابلة المحامي وموفد من الصليب الأحمر.مع العلم أنني التقيت مع المحامي لأول مرة كانت بعد شهرين من اعتقالي.ويضيف الأسير صادق أن المحقق أثناء التحقيق كان يتعمد ضربي على خاصرتي وعلى صدري بينما كان محقق آخر يحاول أن يلعب دور مناقض حيث أنه بات يحاول الدفاع عني وحمايتي وبقيت في الجلمة حوالي 45 يوما خلالها اقتادوني لغرف التحقيق من أربع إلى خمس مرات مع تجديد للاعتقال بغرض إنهاء التحقيق معي.

ويضيف الأسير صادق لقد أبقوني بزنزانة أشبه بالقبر، حيث كان فيها ضوء قوي مسلط علي 24 ساعة، مما سبب لي آلام حادة في الرأس والعينين، كما يعمل المحققين على تشغيل مكيف في الزنزانة حسب ما يريدون فأحيانا يشعلونه على الهواء الساخن وفجأة على الهواء البارد كأسلوب تعذيب جديد، إضافة إلى افتقار الزنزانة إلى نوافذ وكأنها تحت الأرض، أما الأكل الذي كان يقدم لنا فهو سيء جدا ومليء بالقاذورات حتى انه لا يصلح للحيوانات أضف إلى ذلك المعاملة المهينة والقاسية التي كانت تصدر من السجانين والجنود.ويذكر الأسير صادق أنهم سمحوا له بالاستحمام مرة واحدة ليمضي أل 45 يوما بملابس متسخة وقذرة.

ويشير الأسير صادق انه بعد هذه الفترة المريرة تم نقله إلى سجن عسقلان، حيث مكث فيها مدة 15 يوما وبعدها تم نقلي إلى سجن الرملة وبقيت فيها مدة 4 اشهر، وكان وضعي الصحي يتراجع باستمرار لا سيما وأنني مكثت فترة في سجن الرملة في ظروف مأساوية، حيث احتجزت في غرفة صغيرة مع خمسة أشخاص، لا تدخلها الشمس أو الهواء.حيث انه يوجد بها شباك واحد عالي جدا ومحاط بالحديد، كما أن الحمام والمرحاض يوجد في نفس الغرفة بدون تهوية، مما سبب انتشار الأمراض لا سيما في غياب أدوات التنظيف اللازمة وخاصة أمراض الربو وضيق التنفس.

بعد ذلك تم نقلي إلى سجن عوفر حيث اجروا لي فحوصات القلب وأعلموني أنني معافى، وانه مجرد تشنجات في عضلات القلب ولم يوفروا لي الأدوية التي أقرتها مستشفى الرملة. ويقول الأسير صادق أن الوضع صعب للغاية فلا توجد أدوية للمرضى ولا يوجد مدرسين.ويقول:”أنا على أبواب تقديم امتحانات الثانوية العامة، لقد دمروا مستقبلي. ويشير إلى غياب أي نوع من الاهتمام حتى على مستوى توفر مرشدين اجتماعيين أو توفير كتب دراسية.

الأسير الطفل قصي حسن أمين سلامة:” استمر المحقق بضربي وتهديدي بهدم بيتي”.
اعتقل الطفل قصي سلامة (18 عاما) الساعة السابعة صباحا من إحدى شوارع مدينة أم الفحم، قيدوا يديه للخلف بقيود حديدية واعصبوا عينيه واقتادوه إلى جيب عسكري، ويقول حول ذلك:” انهالوا علي ضربا على كافة أنحاء جسمي، وشتموني بأسوأ الألفاظ، بعد ذلك نقلوني إلى سجن الجلمة، واستمر التحقيق معي منذ الساعة العاشرة صباحا وحتى منتصف الليل وأنا مقيد على كرسي مثبت بالأرض. وأثناء التحقيق كان المحقق يضربني ويهددني بهدم البيت وبالفعل قاموا بهدمه. ثم نقلت إلى زنازين الجلمة ومكثت مدة شهر كامل بعدها نقلت إلى سجن تلموند، وبقيت لمدة 5 اشهر ومن هناك نقلوني إلى سجن مجدو. وسمح لي بالاستحمام مرة واحدة بعد مرور أسبوع من اعتقالي، وسمح لي بمقابلة المحامي بعد شهرين من اعتقالي .

ويضيف الاسير قصي المحتجز في قسم 6 في سجن مجدو والذي يوجد به 250 اسير، دون الفصل بين البالغين والاطفال، انه يوجد معه 22 اسيرا في الخيمة رقم 1، الامر الذي يعاني منه بسبب الاكتظاظ الشديد والازدحام ويشير الاسير قصي الى البرد القارص الذي مر عليهم في فصل الشتاء، حيث الخيم ممزقة ولا توجد بطانيات كافية للجميع، كما تخلو من المدافىء. أما في الصيف فتنتشر الحشرات مثل البق الذي يسبب امراضا جلدية.

وينوه الأسير قصي إلى حاجتهم لمتابعة الدراسة حيث لا يتوفر مدرسين او مرشدين اجتماعيين، أما الطعام فهو بائس كما يقول قصي حيث الاكل نفسه يقدم كل يوم دون تنويع ويخلو من مواد ضرورية. ويقول انه رأى أهله فقط من شهرين حين سمحت ادارة السجن بزيارة منطقة جنين وقضائها.

الطفل الأسير محمد ماهر عجوري: فقد الوعي نتيجة التعذيب
الطفل الأسير محمد ماهر عجوري ( 17 عاما ) من مخيم عسكر/ نابلس، يروي أدق التفاصيل حول اعتقاله ليكون شاهد عيان على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأطفال الأسرى دون سن الثامنة عشرة، حيث اعتقل الطفل بتاريخ 12/1/2004الساعة الثالثة والنصف صباحا، ولا يزال موقوف قيد المحاكمة، ومن المنتظر ان يقدم للمحكمة بتاريخ 27/5/2004.

ويقول الطفل عجوري:” اعتقلوني من بيتي ووضعوني في دورية عسكرية، وقاموا بنقلي إلى مخيم عسكر القديم ووضعوني في دبابة حتى انتهى بي المطاف في معتقل حوارة, ويضيف:” بدا التحقيق معي بعد خمسة عشر يوما لمدة ثلاث ساعات من اعتقالي وتم توجيه عدة تهم لي, لكن لم اعترف”. تم تمديد الاعتقال لي في المحكمة لمدة ثمانية عشر يوما حتى تستكمل الاجرءات القانونية, وبتابع الطفل الأسير بسرد الأعمال التي يقترفها الجنود بحقهم, كان يوم احد وكانت ثالث محكمة يتم فيها تمديد اعتقالي, وعلى اثر خبر نقل عن الإذاعة الإسرائيلية إن هناك تفجيرا قام الجنود بضربي ضربا قاسيا بإعقاب البنادق وبأرجلهم وطواقيهم الحديدية, وكانوا يقفون ويسيرون على ظهورنا ونحن بالناقلة. ولم يكن بوسعي إلا أن أشتكي للمسئول، ولكنه اتهمني بالكذب وقال انه لا يصدقني, وكنتيجة للضرب العنيف مازلت اشتكي من ألم حاد في الرأس, كما تنتابني نوبة من الذعر والخوف والرجفة, وحالة من الإغماء وفقدان الوعي وعلى أثرها نقلت إلى المستشفى, مع العلم إنني مصاب برصاص حي في بطني.

مكثت 36 يوما في معتقل حوارة, مع ستة معتقلين في غرفة واحدة مزدحمة, وتفتقر الى المواد الحياتية الأساسية, أضف الى ذلك معاملة الجيش السيئة جدا والمهينة، كما انه لم يسمح لي بمقابلة محامي إلا بعد ثلاثة أسابيع, ولم يسمح لي بالاستحمام إلا بعد أسبوعين من الاعتقال.

ويشير الأسير إن ظروف معتقل هشارون مأساوية، حيث يحتجز في الغرفة الواحدة لا تتجاوز مساحتها 2*5 م ، ثلاثة أشبال ، ويوجد فيها سريرين فقط ، كما أن الحمام غير صحي ولا يفصله شيء عن الغرفة سوى ستارة.

الأكل كميته قليلة جدا وغالبا ما ننام جياع, لا توجد وجبة فطور, والغذاء عبارة عن وجبة كوسا مع قليل من الأرز وأحيانا نقانق وكفتة, أحيانا تتكرم إدارة السجن كما يقول الطفل الأسير عجوري، بتقديم وجبة من الخضار من الخيار والبندورة, في بعض الأحيان يتم تقديم موزة أو تفاحة في وجبة العشاء التي لا تختلف عن وجبة الغذاء.

ويقول:” الفورة والتي يسمح بها مرتين في اليوم لا تتجاوز الساعة والنصف في كل مرة، وتكون في مساحة ضيقة جدا ولا تتجاوز مساحتها 27 م, بحيث لا تسمح للأطفال بممارسة الرياضة واللعب مع بعض.

يسرد الطفل الانتهاكات التي تمارس ضدهم مثل الحرمان من زيارة الأهل لهم, ومن وضع الكانتينا السيئ جدا والغرامات المالية التي تفرض كعقاب على أتفه الأسباب، وعزلهم عن العالم الخارجي حيث تصل الصحف متأخرة وقديمة، أضف إلى ذلك أن التلفزيونات غير متوفرة في كل الغرف.

عبد الله محمد عبد الله عمار:” التحقيق كابوسا يطاردني “.
عبد الله محمد عمار (16 عاما)، من قرية يبرود قضاء مدينة رام الله ومحكوم أربعة شهور وغرامة مقدارها 1500 شيكل، وكان قد اعتقل بتاريخ 29/1/2004. يروي لحظة الاعتقال بلغة حزينة: ” اعتقلوني الساعة العاشرة صباحا من بيتي، وقاموا بربط يداي وعصب عيني وبدا الجنود بضربي على جميع أنحاء جسمي وراسي بنعالهم وقبضة أيديهم الحديدية وأمروني بالركض حوالي 2 كم في ا لشتاء والبرد القارص إلى إن شعرت بالإعياء، خاصة وأنني أعاني من مرض القلب، ثم نقلوني إلى معتقل عوفر وبكل حقد وقوة ضربوني أكثر على راسي، وبدأوا يبصقوا علي ويذلوني أكثر، والأسوأ أنهم بطحوني على بطني وبداوا يسحبوني من رجلي بكل قوة على الحجارة والشوك ولا تزال علاماتها على أنحاء جسمي.

ويضيف الأسير عمار ان أسلوب المحققين يشمل التهديد بالضرب والتعذيب بشتى أنواعه، حتى يتم الاعتراف بصرف النظر إذا كان الاعتراف حقيقة أم لا, والمهم فقط أن تعترف بما يمليه عليك المحقق بتهديد الجندي الذي يحمل السلاح. ويشير الطفل الأسير انه يعاني حالة من الخوف والهلع نتيجة التحقيق والتعذيب إضافة الى انقطاعه عن أهله الذين يقفون عاجزين أمام توفير الغرامة مقابل إطلاق سراح طفلهم.

حمزة حسين حرفوش:” نمضي طوال الوقت نيام”!
الطفل الأسير حمزة البالغ من العمر 17 عاما من مدينة رام الله يقول:” لا اعرف لماذا اعتقلوني، كنت خائفا حين رأيت الجنود فركضت هذا كل ما حصل، لم افعل شيء، ثم أمسكوا بي، وقيدوا يداي بقيود بلاستيكية، ورجلي بقيود حديدية، وبداوا يضربونني ثم رموني بالجيب العسكري كالحيوانات ونقلوني لمستوطنة “جفعات زئيف”.

ويضيف الطفل كان المحقق يحاول الحصول على معلومات إلا أني لا اعرف لماذا اعتقلوني وحين قلت ذلك قام المحقق بضربي بكعب البندقية على راسي وبالمظلة وبشتائم معيبة جدالا أجرؤ على ذكرها.”، وما لبث أن اعترف الطفل تحت وطأة التعذيب والضرب انه رمى 35 حجرا وسرعان ما أمروا بتقييده وأخذه الى معتقل أوفك هشارون.

وحول ظروف المعتقل يضيف الطفل انه موجود في قسم 2 وتحديدا غرفة رقم 7 مع أسيران، ويروي الطفل ان المعتقل ممل جدا وطول الوقت نبقى نائمين” لنحلم بالحرية وأحلام جميلة تراود خيالنا “ويشير الطفل إلى نوعية الأكل السيئة حيث تقدم في الصباح اللبنة أو الجبنة، وفي وقت الغذاء يقدم الأرز مع قليل من الحمص وأحيانا يحضرون لنا سلطة قديمة لا تصلح للأكل أما وجبة العشاء فهي عبارة عن حبة أجاص.

وحول التعليم داخل المعتقل يضيف أنهم يمنحونا نصف ساعة تعليم على مدار أربع أيام في الأسبوع، حيث يعلموننا الرياضيات والعربي والعبري في غياب للكتب الدراسية.

ويقول إن وضع المعتقل صعب جدا لا توجد زيارة للأهل ولا يوجد مساحة نلعب بها ووقت الفورة خاصة أنها ساعة في اليوم لا تكفي لان تستنشق كمية من الهواء وحول الخدمات الطبية يقول أنها سيئة ولا يوجد علاج سوى الاكامول.

عبد الرحيم مصطفى عوض:” لا يزال يذكر تفاصيل ملامح المحقق”.
الطفل الاسيرعبد الرحيم 16 عاما من قرية بدرس قضاء رام الله، اعتقل بتاريخ 31/12/2003، ويذكر الطفل الأسير انه حينها اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وشباب القرية، حيث اقتحم الجيش بيتنا عصرا، وكنت آنذاك أمارس هوايتي المفضلة وهي اللعب على الكمبيوتر في غرفتي, وحين سمعت اصواتا غريبة، خرجت لأرى ما ذا يجري، وإذا بالجنود يستوقفون أخوتي، ويسألون عن أسمائهم وحين راني أقدم الضابط نحوي، وسألني عن اسمي، ثم أمر الجنود بتقييد يدي واقتيادي إلى مستوطنة” جفعات زئيف “.

ويحاول الطفل الأسير التعبير عن ألمه إزاء شتم أخته وأمه من قبل المحقق، والخوف الذي انتباه نتيجة تهديده بالموت, ويقول:” لقد قام المحقق بضربي على وجهي بشكل متكرر, وسحب الموس علي مهددا بأنني إذا لم أعترف سأموت “. ويضيف لقد سألني المحقق عما إذا كنت أريد الموت أم لا فأجبته” نعم”. ومن كثرة الضرب والشتائم المهينة اعترفت أني ضربت حجرا قبل أربع سنوات، وعليها قام المحقق بتوقيعي على ورقة لا اعرف محتواها قائلا لي أن هذه الورقة تعهد منك بأنك لن تضرب حجارة طوال حياتك.

ويشير الطفل الى انه بقي خمس ساعات بالتحقيق، وبقي 45 يوم في معبر عوفر إلى إن تم نقله إلى معتقل اوفك قسم ايرز.

نادي الأسير الفلسطيني
28/3/2004