19/8/2008

لقد تعهد زعماء العالم بتخفيض الفقر الى النصف بحلول عام 2015 ، بعد ان اشارت بعض الاحصائيات ان سبعة من اصل عشرة من الجياع فى العالم هم من النساء والفتيات ، وانه طبقا لاحصائيات وكالات الامم المتحدة فان النساء يشكلن 70% من فقراء العالم ، وانه وبرغم جهود الامم المتحدة للقضاء على الفقر فى اطار ما اسمته مشروع الالفية فان الخطوات متعثرة فى معظم بلدان العالم الثالث بسبب عوامل عدة على راسها الفساد وغياب الاصلاحات السياسية 0

ان الفقر المدقع والتفاوت الفاحش في المستوى المعيشي عذاب سُلّط على البشر في زماننا هذا، فالفقر وعدم المساواة تماماً كالعبودية والتمييز كلها آفات اجتماعية – كلمات قالها يوماً نيلسون مانديلا واصفا ما يعانيه العالم الثالث الذي مازال يحيا معظمه على ما يجود به الأغنياء0

ان الموت والجوع والمرض أهم ملامح الحياة اليومية في الدول الفقيرة وهذه الأرقام وإن فاقت التوقعات ربما لم تعكس الصورة الحقيقية للمأساة الإنسانية في هذه البلدان، ففي كل يوم يموت أربعة وعشرون ألف شخص جوعاً بينهم سبعة عشرة ألف طفل ، فالفقر واقع خلقته منظومة من العوامل التي ترتب بعضها على بعض، مثل الفساد وغياب الإصلاحات السياسية وسوء الإنفاق واضطراب الأوضاع السياسية والأمنية في معظم دول العالم الثالث 0

وإحياءً لما أتفق عليه مائة وستة وسبعون من قادة العالم في قمة الغذاء عام 1996 بجعل عام 2015 موعدا لنهاية معاناة الفقراء انطلق الناشطون في مختلف دول العالم في إطار حملة في ذكرى اليوم العالمي للقضاء على الفقر مذكرين المجتمعين بمشروع الألفية.

أننا اليوم نعيش في زمن من الرفاهية لا سابق له إذ لدينا هناك تقدم في التكنولوجيا والعلم وهى كفيلة بالقضاء على الفقر ، والحقيقة نحن نستطيع أن نقضي على الفقر ، وقد ألتزم القادة بذلك في أهداف الألفية التي تم الموافقة عليها في نيويورك قبل ثمانية سنوات في سبتمبر2000 ولكن لسوء الحظ إننا لم نحقق ما يكفي من تقدم لتحقيق هذه الأهداف ولو حققنا بعض التقدم 0

ان إحياء اليوم العالمي لمكافحة الفقر والتى جاءت بمبادرة برعاية الأمم المتحدة لتذكير رؤساء وقادة العالم بوعدهم الذي قطعوه على أنفسهم عام 2000 بالقضاء على ظاهرة الفقر في العالم بحلول عام 2015 لهو من الاهمية بمكان لقد خُصّص تاريخ 17أكتوبر يوما عالميا للقضاء على الفقر منذ عشرين عامًا من خلال مبادرة الشعوب التي تعيش في ظلّ الفقر في جميع أنحاء العالم شمالاً وجنوبًا، ذلك عبر تحرّك المواطنين العاديين معًا للدفاع عن حقوق الإنسان. وقد أقرّت الأمم المتحدة هذا التاريخ رسميًا في العام 1992.

والمؤسسة تدعو نشطاء حقوق الانسان وقادة الرأى والفكر وشباب وفتيات الاحزاب والنقابات والجامعات والمدونات الى بذل الجهود من الان وحتى تاريخ 17 اكتوبر القادم لاحياء اليوم العالمى للقضاء على الفقر ، ولنكن سفراء النداء العالمي لمكافحة الفقر ، ولنكن معا فى خندق واحد للدفاع عن حقوق الانسان وحماية كل الفقراء حول العالم 0

الناشط / اشرف الدعدع رئيس مؤسسة الانتماء الوطنى لحقوق الانسا ن ومستشار التدريب ب undp سابقا