6/10/2008

إدراكاً من المجتمع الدولي بأهمية بل وخطورة مشكلة الغذاء وما يرتبط بها من فقر وجوع فقد سعت الكثير من المنظمات والمؤسسات الدولية إلى العمل لوضع خطط وبرامج تعمل على مواجهة هذه التحديات ، خاصة وأن مشكلة الغذاء لم تعد شأنا محلياً مثلها مثل الكثير من جوانب التنمية ، لذلك فقد اتفقت البلدان الأعضاء في منظمة الأغذية والزراعة أثناء الدورة العشرين للمؤتمر العام للمنظمة في نوفمبر/ 1979 على إقامة “اليوم العالمي للغذاء ” واختارت أن يكون هذا اليوم هو 16 أكتوبر من كل عام، والذى يوافق ذكرى الاحتفال بقيام منظمة الأغذية والزراعة ( الفاو ) ، وقد استمر الاحتفال بهذا اليوم يقام سنويا منذ هذا الوقت في كل بلدان العالم تأكيداً على مدى التضامن العالمي لمكافحة الجوع وسعياً للوصول إلى حلول لإشكاليات الغذاء .

وقد كان من الأمور التي اتفق عليها المجتمع الدولي في العصر الحديث هو ( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ) والذي صدر عام 1948 واعترف فيه بأن الحق في الغذاء حق من حقوق الإنسان ، وقد ورد ذلك في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المادة 11 / كذلك اعتمد مجلس منظمة الأغذية والزراعة عام 2004 / الخطوط التوجيهية لدعم مبدأ الحق في الغذاء ووضع خطوات ملموسة لتطبيق هذا الحق ، والإعلان العالمي الخاص باستئصال الجوع وسوء التغذية والذى اعتمده، يوم 16 /نوفمبر 1974، مؤتمر الأغذية العالمي المنعقد بمقتضى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3180 (د-28) المؤرخ في 17 /ديسمبر 1973، والذى أقرته الجمعية العامة في قرارها 3348 (د-29) المؤرخ في 17/ديسمبر 1974. وقد حذر برنامج الامم المتحدة للغذاء من تزايد عدد ضحايا المجاعات والامراض المتعلقة بسوء التغذية بعدما اكدت الاحصاءات انها تحصد ارواح 6 ملايين من البشر كل عام ، كما ان سوء التغذية والامراض المرتبطة به “تحصد ارواحا اكثر من الايدز والملاريا والسل مجتمعة ” وحسب اخر الاحصاءات للبرنامج العالمي للتغذية، فان حوالي 40 ألف شخص يموتون من الجوع والفقر كل يوم ، كما ان الدول الصناعية تنفق على الاعانات لمزارعيها كل اسبوع اكثر مما تخصصه سنويا لمساعدة الاطفال الذين يموتون جوعا

وقد انفقت الدول الاعضاء في الامم المتحدة على برامجها للتسلح اكثر من تريليون دولار، بينما لم تتجاوزمساهماتها في البرنامج العالمي للغذاء 219 مليون دولار

ومن المؤكد أن الغذاء يشكل مطلباً أساسياً لبقاء الإنسان واستمرار حياته بل إنه هو حجر الزاوية في أي عملية تنموية إذ أن الجوع وسوء التغذية والفقر هم من أهم العقبات التي تقف في وجه التنمية الشاملة لأي مجتمع من المجتمعات ، لذا فقد أصبح رفع مستوى الوعي حول مشكلة الغذاء في كل مكان في العالم ضرورة ملحة. ولابد – ونحن نحتفل بهذه المناسبة – من التأكيد على الحاجة إلى حشد الجهود العالمية لخلق إرادة سياسة تهدف إلى القضاء على الجوع ، وذلك ينطبق على الأمم المتحدة وكافة المنظمات المعنية بالأغذية والزراعة والاقتصاد حيث يجب عليها أن تُترجم الالتزامات الشفهية التي قطعتها والخطط النظرية التي رسمتها لمكافحة الجوع إلى برامج عملية تعالج الأسباب الرئيسية للجوع ، فالجميع مطالبون بالتحالف والتعاون ضد الجوع وسوء التغذية وذلك سيعد وسيلة فعالة لفتح صفحة جديدة من التعاون والعمل تدريجياً على احتواء آفة الجوع والقضاء عليها في نهاية المطاف . خاصة وأن التقديرات التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تؤكد انه مازال هناك 854 مليون إنسان في مختلف أنحاء العالم يعانون نقص التغذية ، والملفت أن الأطفال هم الأكثرعرضة للجوع و سوء التغذية خاصة الأطفال دون سن الخامسة ولهذا فإن منظمة الصحة العالمية تعزي سوء التغذية كسبب لوفاة على الأقل 10ملايين طفل تقريبا سنويا .

واننا اذ نتابع بقلق بالغ الارتفاع الجنونى للاسعار ، رغم ثبات الدخل ، الذى هو بالكاد كان يسد جوع الجوعى ، فان مؤسسة الانتماء الوطنى لحقوق الانسان تدعو كافة المنظمات والاحزاب والنقابات والهيئات والافراد الى وضع علم اسود بالشرفات يوم 16 اكتوبر احتجاجا على الاوضاع المعيشية المتردية ، وحالة الفقر اللانهائية 0

معا لخدمة ورفعة حقوق الانسان فى مصر

العنوان:المقطم – ش الدكتور سيد حسب الله – قطعة 6275- عمارة ملاكو – شقة (1)
الفاكس :25074036 (202+) محمول: 5107410-012 / 0105517233
تليفون :26679956(202+) بريد الكتروني: intemaa@yahoo.com